إطلاق الصواريخ الإيرانية السبعة من قبل جماعة الحوثي المتمردة في اليمن على أراضي المملكة عبارة عن «فرفرة مذبوح»، هكذا أجمع خبراء سودانيون على وصف الحادثة التي جاءت متزامنة مع الذكرى الثالثة لإطلاق التحالف العربي «عاصفة الحزم» دعماً للشرعية في اليمن. وقالوا ل»الرياض»: إن الصواريخ عبارة عن محاولة يائسة من جماعة تحتضر وتغرق في بحر الهزائم المتوالية والضربات الموجعة التي تلقتها على الأرض من قوات التحالف والجيش اليمني التي يثبتها اتساع نفوذ الشرعية، وعودة عدد كبير من المناطق والمدن إلى حضنها، وطرد جماعة الحوثي منها. محاولة يائسة ويؤكد الخبير والمحلل السياسي الدكتور محيي الدين محمد محيي الدين أن الصواريخ السبعة على أرض الحرمين هي مجرد محاولة يائسة وفرفرة مذبوح من قبل جماعة الحوثيين المدعومة من إيران. وهذا العمل عبثي، وسيزيد من عزلة الجماعة المتمردة إقليمياً ودولياً، وسيرفع من وتيرة التعاون الدولي لتوجيه الضربة القاضية لمصدر الدعم الحوثي، وربما دفع الولاياتالمتحدة الأميركية لتنفيذ ضربة على إيران. وأضاف أن توجيه ضربة أميركية ضد إيران أصبح سيناريو غير مستبعد الحدوث في ظل تبرم إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب من الاتفاق النووي مع إيران المعروف بستة زائد واحد. وتابع: رأينا أن الأوروبيين ورغم تمسكهم بالاتفاق النووي إلا أنهم يتشاركون مع أميركا ودول الخليج تخوفاتها من تطوير إيران لهذه الصواريخ الباليستية، وتوزيعها لحلفائها ما زاد من توتر الأوضاع في المنطقة. ويبدو أن التحالفات الناشئة في المنطقة بين روسياوإيران مقابل الحلف العربي الذي يحظى بدعم عالمي، سيرشح المنطقة لنشوب توترات وحرب أميركية ضد إيران، قد تبدأ ضد حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن لتحييدهما، وإرسال رسالة لإيران بأنها ستواجه ذات المصير إذا لم تتراجع عن سياستها العبثية التي تتبعها في المنطقة حالياً. عمل أخرق من جانبه، قال الخبير العسكري اللواء متقاعد الدكتور الصادق عبدالله: إن تجرؤ جماعة الحوثي على إطلاق هذه الصواريخ على أرض المملكة يعكس رغبة الجماعة المبطنة في تطويل أمد الحرب أملاً في تراجع التحالف العربي وخاصة المملكة عن حملتها العسكرية الناجحة في اليمن والمتقدمة باستمرار في اتجاه تطهير كامل التراب اليمني من هذه الجماعة المتمردة المدعومة من إيران. وأكد أن هذه الحادثة تعد تطوراً غير مقبول وعملاً أخرق وغير مسؤول، ويتنافى مع القيم والمبادئ الإسلامية التي تمنع استهداف المدنيين، التي ظل الحوثيون يعملون ضدها ويخرقونها ولا يلتزمون بها. وتابع: هذا العمل يثبت أن النظام الإيراني يدعم هذه الجماعات التي تعمل على الإخلال بالأراضي اليمنية والسلم الإقليمي في شبه الجزيرة العربية وفي منطقة القرن الإفريقي. واعتبر عبدالله أن إيران بدعمها هذا أصبحت تشكل أكبر تهديد للملاحة البحرية عبر باب المندب والمحيط الهندي، وبالتالي من الواجب ردعها. حرب إيرانية ويرى الخبير العسكري اللواء متقاعد يونس محمود أن إيران ما عادت تخفي حربها التي تديرها بالوكالة في المنطقة، وظلت متطفلة ومتورطة في تسليح الحوثيين وحزب الله والميليشيات الإرهابية منذ زمن بعيد. وأضاف: هذا عمل أخرق، وأمام المملكة فرصة سانحة عبر تحالفها العربي الإقليمي في اليمن وتحالفها العالمي الكبير ضد الإرهاب للقيام بما يلزم من إجراءات استراتيجية رداً على حرب الصواريخ الإيرانية الإرهابية. ودعا المجتمع الإقليمي والدولي لإعادة النظر في علاقاته مع إيران وعزلها وتوجيه ضربات متتالية تنهي هذا التهديد الواضح للسلم والأمن الدوليين، الذي أصبح مكشوفاً من قبل إيران؛ لأن الديباجة الإيرانية موجودة على الصواريخ. وشدد محمود على حق المملكة في اتخاذ الإجراءات العسكرية التي تراها مناسبة حتى لا تتسرب المزيد من الأسلحة الإيرانية لأيدي الجماعة الحوثية؛ لتثبت أركان الأمن الإقليمي، وأمنها الداخلي، الذي تميزت به على مر الأزمان.