تصدت الدفاعات الجوية السعودية منتصف ليل أول من أمس ل 7 صواريخ أطلقتها الميليشيات الحوثية في اليمن باتجاه أربع مدن سعودية، واستشهد على إثرها مقيم مصري بعد إصابته بأحد الشظايا، كما أصيب شخصان بجروح خفيفة، فيما شهدت السعودية تضامناً دولياً واسعاً معها، بعد إعطابها الصواريخ الإيرانية الصنع. وقال التحالف العربي في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية، إن القوات السعودية «دمرت ثلاثة صواريخ فوق شمال شرق الرياض قبل منتصف الليل مباشرة، فضلاً عن صواريخ أخرى أطلقت باتجاه نجران وجازان وخميس مشيط في جنوب المملكة»، وأكد المتحدث باسم التحالف العقيد ركن تركي المالكي، أن سقوط إحدى الشظايا على منزل سكني «تسبب في استشهاد مقيم وإصابة اثنين آخرين جميعهم من الجنسية المصرية»، مضيفاً: «ما تقوم به الميليشيا الحوثية يعد تطوراً خطيراً في حرب المنظمات الإرهابية ومن يقف خلفهم من الدول الراعية للإرهاب كنظام إيران»، وأكد أن هذا الهجوم الصاروخي يهدف إلى «تهديد أمن المملكة العربية السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي». وكانت الصواريخ السبعة التي أسقطت أمس، موجهة إلى أماكن مأهولة بالسكان، ويصبح مجموع التي أسقطتها القوات السعودية قبل استهدافها المدنيين 102 صاروخ، وتأتي بعد أسبوع من تصريحات السفير السعودي لدى واشنطن الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي أكد أن بلاده تصدت ل«95 صاروخاً باليستياً باتجاه المملكة العربية السعودية، وهذا أمر غير مقبول»، مضيفاً: «تخيلوا إطلاق ميليشيا إرهابية على حدود الولاياتالمتحدة صواريخ باليستية باتجاه نيويوركوواشنطن وتكساس.. لن يكون ذلك مقبولاً لدى أي مواطن أميركي». ودانت دول خليجية وعربية وأجنبية أمس إطلاق المتمردين الحوثيين صواريخ باليستية على السعودية، واعتبرت الحكومة اليمنية في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن إطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية يعد «مؤشراً لمضيها في الإصرار على نهجها العدواني، ورفضاً صريحاً للسلام، وتحدياً سافراً للمجتمع الدولي وقراراته الملزمة». ودان وزير الخارجية الباكستاني خواجة محمد آصف الهجمات التي نفذتها الميليشيات الحوثية على المملكة العربية السعودية بالصواريخ الباليستية من داخل الأراضي اليمنية، وقال في بيان أمس: «إننا ندين بشدة الهجمات الصاروخية على المملكة العربية السعودية»، مؤكداً في الوقت ذاته التزام باكستان ب«الوقوف مع المملكة للدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها». وأشادت الخارجية الباكستانية في بيان صحافي بنجاح قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي في اعتراض الصواريخ الباليستية التي أطلقتها الميليشيات الحوثية تجاه المملكة، مع تأكيدها وقوف وتضامن باكستان حكومة وشعباً مع المملكة العربية السعودية ضد أي تهديدات لسلامتها الإقليمية وضد الحرمين الشريفين. بريطانيا: إيران مدت الحوثيين بالصواريخ .. وللسعودية الحق في الدفاع عن نفسها أكد وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون، ووزيرة التنمية الدولية البريطانية، بيني موردونت، حق المملكة العربية السعودية في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الأمنية، بما فيها الصواريخ التي تطلق عليها من اليمن، ودعم المملكة المتحدة جهود التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، الرامية إلى استعادة الشرعية في اليمن كما أقرها مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. وقالا في بيان رسمي مشترك أمس، ونشره موقعا وزارتي الخارجية والتنمية الدولية البريطانيتين الإلكترونيين الرسميين، إن «المملكة المتحدة عملت بجد مع المملكة العربية السعودية وشركاء دوليين آخرين على دعم وسائل التفتيش الدولية، الهادفة لضمان استمرار فتح الموانئ اليمنية للإمدادات التجارية والإنسانية، وإنها تدعو كل الأطراف لدعم جهود الأممالمتحدة الرامية للوصول إلى تسوية سلمية شاملة للنزاع اليمني تخاطب جذوره المسببة له، كما ترحب بتعيين المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي يتمتع بخبرة واسعة في مجال حل النزاعات». وأكدا أن لجنة خبراء من الأممالمتحدة خلصت، في تقرير لها، إلى أن إيران لم «تتقيد بالتزاماتها بقرارات مجلس الأمن الدولي، وأنها فشلت في اتخاذ إجراءات لمنع وصول إمدادات الصواريخ البالستية المصنوعة في إيران إلى أيدي المتمردين الحوثيين». وشدد المسؤولان البريطانيان على أن إيران لم تكن مخلصة في التزامها بدعم حل سلمي للنزاع في اليمن كما أعلنت على رؤوس الأشهاد، وينبغي عليها وقف إرسال الأسلحة إلى الحوثيين هناك مما يطيل أمد الحرب، ويشعل التوترات الإقليمية ويشكل تهديداً للسلام والأمن الدوليين، وتساءلا لِمَ تنفق إيران موارد معتبرة في بلاد ليس لها معها روابط أو مصالح تاريخية بدلاً عن استخدام نفوذها في إنهاء النزاع اليمني لصالح وخير الشعب اليمني؟ ودعا الوزيران البريطانيان في البيان، بلدان الإقليم والمجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود الرامية إلى السماح بوصول المواد التجارية ومؤن الإغاثة الإنسانية إلى كل أرجاء اليمن من دون أي عوائق، وأكدا استمرار بلادهما في أداء دورها الهادف إلى استعادة السلام والأمن في اليمن. هيئة «كبار العلماء»: طبيعة جماعة الحوثي إجرامية أعربت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء عن إدانتها واستنكارها بشدة «العبث الحوثي الذي استهدف المملكة العربية السعودية بهجمات صاروخية باليستية، تم اعتراضها وتدميرها من قوات الدفاع الجوي السعودي». وقالت الأمانة في بيان أمس: إن «إطلاق الصواريخ البالستية باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان بطريقة عشوائية وعبثية يؤكد الطبيعة الإجرامية لجماعة الحوثي الإرهابية ومن يقف خلفها، كنظام إيران، وتهدد الأمن الإقليمي والدولي». ودعت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، «العالم الإسلامي، ولا سيما مؤسساته الإفتائية والعلماء إلى إدانة هذا العمل العدواني العشوائي من قبل جماعة الحوثي المدعومة من إيران التي تزود هذه الجماعة الإرهابية بقدرات نوعية»، مؤكدة في هذا السياق ثقتها التامة - بفضل الله تعالى وحوله وقوته - بقدرات الدفاع الجوي وقطاعاتنا العسكرية والأمنية كافة، التي صدت هذا العدوان، والتي تحمي وتدافع عن بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية بكل قوة واقتدار، ما يحفظ للمملكة أمنها ورخاءها ومقدساتها في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد. كما دانت رابطة العالم الإسلامي قيام ميليشيات الحوثي في اليمن، المدعوة من إيران، بإطلاق بعض الصواريخ العشوائية باتجاه الأماكن السكنية في بعض مدن المملكة العربية السعودية ليل الأحد. ووصفت الرابطة في بيان لها هذه العملية الإجرامية بأنها «تأتي في سياق محاولاتها اليائسة المدعومة من النظام الطائفي الإيراني، بما يُمَثله من محور الشر في المنطقة والعالم بأسره، محمولاً برهانات أوهامه في عصر تجاوز بوعيه مفاهيم الدجل والخرافة كافة، وسذاجة المطامع، وفرض الآيديولوجيات الحاقدة والكارهة». من جهتها، أعربت منظمة التعاون الاسلامي عن إدانتها الشديدة لإطلاق ميليشيات الحوثي صواريخ باليستية باتجاه عدة مدن في المملكة العربية السعودية، وأكد الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين أن هذا النهج العدائي والإجرامي لميليشيات الحوثي، والاستمرار في إطلاق الصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية إنما يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة والمنطقة، وتنفيذاً لمخططات تآمريه ضد المملكة والمواطنين والمقيمين على أراضيها. وفي القاهرة دان الأزهر، بشدة إطلاق ميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن أمس صواريخ باليستية عدة باتجاه المملكة، ما أسفر عن مصرع مواطن مصري مقيم في المملكة وإصابة آخرين. وأكد الأزهر في بيان له «رفضه التام لمثل هذه الهجمات، التي تستهدف المناطق المدنية الآمنة»، مجدداً تضامنه الكامل مع المملكة العربية السعودية، قيادةً وشعباً، في كل ما تتخذه من خطوات وإجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها. كما دان وزير الأوقاف اليمني القاضي الدكتور أحمد عطية إطلاق ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيراني صواريخ بالستية، وأوضح وزير الأوقاف في حديث أمس،» إطلاق الصواريخ على مدن المملكة الآهلة بالسكان المدنيين تحد واضح وإعلان صريح لمواصلة الحرب وعدم الجنوح إلى السلام، وتسليم السلاح للدولة والسماح للمؤسسات الحكومية أن تقوم بواجباتها تجاه المواطنين، الذين يعانون الويلات في ظل سيطرة ميليشيا الحوثي». اجتماع عاجل ل«البرلمان العربي» لبحث تداعيات استهداف الحوثيين الرياض عقد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي، على هامش انعقاد الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي بجنيف أمس (الاثنين) اجتماعا عاجلا مع رئيس الاتحاد البرلماني الدولي جبريلا بارون، بحضور الوفد اليمني برئاسة نائب رئيس مجلس النواب اليمني محمد علي الشدادي ، لبحث تداعيات إطلاق ميليشيا الحوثي لصواريخ باليستية إيرانية الصنع استهدفت المملكة العربية السعودية. وشدد رئيس البرلمان العربي لرئيس الاتحاد البرلماني الدولي على موقف البرلمان الرافض والمُدين لما قامت به ميليشيات الحوثي بإطلاق صواريخ باليستية إيرانية الصنع من داخل الأراضي اليمنية باتجاه المملكة العربية السعودية، مؤكداً – بحسب بيان (حصلت «الحياة» على نسخة منه) - على أن هذا العمل هو تحدٍ واضح وصريح وخرق لقرارات مجلس الأمن الدولي، وتهديد لأمن المملكة العربية السعودية وللأمن الإقليمي والدولي، وأن إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن الآهلة بالسكان يُعد مخالفاً للقانون الدولي الإنساني. وطالب رئيس البرلمان العربي - خلال الاجتماع العاجل - بأن يكون للاتحاد البرلماني الدولي موقف واضح وصريح تجاه هذه الاعتداءات الاجرامية المتكررة، كما طالب الاتحاد البرلماني الدولي بموقف قوي لردع النظام الإيراني وتدخلاته بأمن الدول العربية من خلال تكوين ودعم الميليشيات في العالم العربي التي تهدف إلى إحداث الفوضى في المجتمعات العربية وتقويض سلطة الدول العربية، مُديناً تزويد النظام الإيراني ميليشيا الحوثي الانقلابية بصواريخ باليستية إيرانية الصنع تستهدف المملكة العربية السعودية والأراضي المقدسة فيها. وأكد رئيس البرلمان العربي موقف البرلمان العربي التام بدعم ما تقوم به المملكة العربية السعودية من إجراءات وتدابير لحفظ أمنها واستقراراها، كما ثمن قيادة المملكة العربية السعودية للتحالف العربي في اليمن لاسترداد الشرعية والتصدي لكل من يهدد أمن المنطقة العربية ويستهدف مقدرات شعبها ويحاول التدخل في شؤونها الداخلية.