سباق كبير بين منتخبات العالم للظهور بصورة مميزة في المونديال الروسي 2018، وجاءت نهاية الأسبوع الماضي، ووسط هذا الأسبوع ليرفع من شأن المستديرة، بين منتخبات عريقة يقودها مدربون عمالقة، وتضم في قائمتها نجوماً "كباراً" محترفين بأقوى الدوريات بالعالم هدفهم بالدرجة الأولى كأس البطولة، وستكون المواجهة الودية ألمانيا والبرازيل برسم التحدي والذكريات على غرار نتيجة مونديال 2014 التاريخية بين المنتخبين، والكشف عن القدرات وتجاوز الاختبارات، القوية وإعلان الجاهزية، وهذا يجعلنا نؤيد كل الخطوات والبرامج التحضيرية للأرجنتيني خوان بيتزي مدرب المنتخب السعودي، الذي حرص على التصاعد التدريجي للمباريات الودية، بداية بأوكرانيا ونهاية بتحدي ألمانيا، وهذا يتنافى مع الخوف من بعض المباريات غير الرسمية، وخشية الخسارة وردود الفعل الإعلامية والجماهيرية التي لا تؤمن أن الاختبارات القوية هي الطريق المؤدية لصقل اللاعبين ومنحهم مزيداً من جرعة الثقة والقوة والتناغم قبل المعترك الرسمي ل"مونديال 2018" ومجابهة صراع روسيا والأوروغواي ومصر، والخروج بنتائج على الأقل تنسينا ما حصدناه في مونديالات سابقة خصوصاً (1998 و2002 و2006)، وهي نتائج وإن كان البعض يرى أن المشاركة طموح إلا أنها تصبح غير مفيدة مع مرور الوقت وضرورة التقدم خطوات وتكريس مفهوم الاحترافية وتطوير الفكر والأداء، ابتداءً من نهائيات كأس العالم المقبلة، وليس العيش على أن المشاركة هي الهدف وقد تحققت، فهذا طموح "العاجزين" عن التطوير والتقدم خطوات، لذلك نشد على يد بيتزي باختيار المنتخبات القوية، وكشف العيوب والأخطاء في اللقاءات الودية أفضل بكثير عندما يظهر بمستوى مهزوز في المباريات الرسمية ويضيع كل شيء، فلا نحن الذين صقلنا اللاعب وعلمناه جزئيات مهمة من الاحتراف والانضباط في المعسكرات واللقاءات الودية القوية، ولا نحن الذين قدمنا صورة مختلفة ومميزة في التجمع العالمي. أيضا تجربة بعض اللاعبين في إسبانيا خصوصاً الذين يلعبون ل"الأخضر" لابد أن نرى نتائجها على أرض الواقع في "روسيا" حتى لو لم يشاركوا في مباريات الدوري الإسباني، فعلى الأقل لابد أنهم تعلموا الانضباط في التدريبات والأكل والنوم ومبادئ احترافية تؤسس لفكر وعطاء جديدين، لا يمكن أن يقضوا مدة طويلة هناك، ومن ثم العودة من دون أي فائدة، شاهدنا سالم الدوسري وفهد المولد ويحيى الشهري، الأول يحاول الهجوم وصناعة اللعب، والثاني سجل هدف "الأخضر" الوحيد أمام أوكرانيا والثالث لم تتضح بعد ما جناه من تدريبات في إسبانيا، ولكن هذا ليس حكماً نهائياً سلباً أو إيجاباً، الحكم سيكون بعد الثامن من يونيو المقبل، وعندما تقترب صافرة البداية الرسمية على جميع اللاعبين. ونقطة أخيرة ومهمة على الإعلام الرياضي والجمهور الابتعاد عند الحكم المتسرع سلباً أو إيجاباً فبرنامج الإعداد تم تحضيره وانتهى ومطلوب من الجميع التعاون والتناغم من أجل هدف واحد وهو ظهور "الأخضر" بصورة مميزة تختلف عن المرحلة السابقة وتكون محفزة لعمل مستقبلي أفضل.