يصنف الاحترام دوماً على أنه خلق حسن وجميل وهو ينبع بالفطرة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وإن غاب هذا الخلق لأي سبب من الأسباب فهناك مشكلة لدى من يغيب عنه احترام الناس سواء في الحديث معهم أو الحديث لهم، وعلى مستوى الرياضة يكون الاحترام حاضراً بين الفرق المتنافسة وهو مايجعل التنافس كما يقال شريفاً ومثالياً، ويمنح انطباعاً أن كرة القدم على وجه الخصوص هي رسالة سلام ومحبة وتعارف، ويندرج ذلك في الإعلام الرياضي الذي لديه رسالة سامية وواجبات وهو يقدم مواده المقروءة والمرئية لملايين القراء والمشاهدين الذين لا يرغبون بطرح تعصبي وغير موضوعي ومهني يكرس ثقافة الكراهية بين أبناء المجتمع، وإنما يريدون مواد إيجابية تثقف القارىء والمشاهد وتسهم في ابتعاده عن التعصب والاحتقان وأن يكون الإعلاميون قدوة ومثالاً يحتذى به في الطرح بعيداً عن المشادات الكلامية والصدامات والصراخ وإحضار شنط الحلاقة واستنساخ حوارات المشجعين في الاستراحات والمدرجات. اتحاد الإعلام الرياضي مع الجهات المختصة أوقف عدداً ممن ينتسبون للإعلام وأساءوا له في بعض البرامج على الرغم من أن الاتحاد يلام أصلاً في السماح لهؤلاء بالظهور، وهو يدرك أن الضرب في الميت حرام، وأنهم لن يتقدموا خطوة واحدة للأمام ويغيروا من أفكارهم التعصبية، وطباعهم هذه ليست وليدة اليوم بل منذ سنين عديدة وهم يتنقلون من برنامج لآخر ويتلقفهم البعض إما لأنه على نفس النهج التعصبي أو لأنه يبحث عن إثارة ممجوجة لا وجود لها بشكلها المحمود من فئة ميئوس منها وهذا ماحدث فالذين أوقفوا هم أنفسهم الذين رسخوا ثقافة التعصب واعتذروا علناً لكيانات وأشخاص لكنهم عادوا لممارسة تعصبهم لأن فاقد الشيء لا يعطيه. خبر إيقافهم تضمن عبارات أن أسماءهم لن تنشر احتراماً لهم فهل هم في الأصل احترموا أنفسهم واحترموا المسؤول الذي وضع فيهم الثقة وكان يرتجى منهم طرحاً عقلانياً؟ وهل هم أيضاً احترموا المشاهد وأدركوا أنهم يتحدثون على الهواء مباشرة؟ وليس من حل لتجاوزاتهم إلا إشارة المقدم للمخرج «اطلع فاصل» للأسف هم منحوا خاصية افتقدوها والأدهى والأمر أن اتحاد الإعلام الرياضي وضمن الخبر وعد بإيقافهم لفترة ومن ثم إعادتهم وكأن الإعلام الرياضي سيتوقف ويكتب عليه السلام بغيابهم ولا يعلم من وعد بإعادتهم أن المشاهدين هم الأكثر سعادة بإيقافهم وإبعادهم عن البرامج.