كان الحديث، كلُّ الحديث ، خلال الفترة القصيرة التي أعقبت عودة النصر للبطولات عبارة عن وعود وهمية يطلقها أولئك المحيطون بالإدارة السابقة من إعلاميين وإداريين ويتلقفها ثلة من أصحاب العاطفة من أنصار ومحبي النادي وغيرهم من المقربين من تلك الدائرة الضيقة، ملوحين بتحقيق الدوري مرتين وكأس ولي العهد في وجه كل من ينتقد العمل الإداري بالنادي من إعلاميين ومحبين في تلك الفترة ! وعلى الرغم من تبخر كل تلك الوعود مع نهاية كل موسم يعودون مرة أخرى لإطلاق وعودهم غير مكترثين بما حدث للفريق الذي تهيأت له خلال تلك الفترة كل عوامل النجاح ليسيطر على المشهد الرياضي المحلي نظير ما تحقق له من دعم مالي وجماهيري وشرفي غير مسبوق طوال تاريخه حتى صدمت تلك الجماهير الوفية بأوضاع النادي الإدارية والمالية الصعبة والتي كادت تعصف به للمجهول لولا تدخل هيئة الرياضة! أمَّا اليوم فالوضع مختلف جدا وهذا ما يجب أن تعيه الإدارة المكلفة برئاسة رجل المال والأعمال سعود السويلم والمرحلة السابقة التي أعقبت عودة الفريق للبطولات ومن الباب الكبير مليئة بالمواقف والمحطات والدروس التي قد تفيد إدارة هذا الصرح الشامخ عزاً و وقاراً وهيبة لعل أهمها القفز على حاجز الرمزية والأنا التي كبلت الكيان لفترة طويلة، وتحطيم تلك الدوائر الضيقة التي كانت تحيط بالنادي ظاهراً وباطناً، فالتغلب على مثلك ذلك مطلب جماهيري وإعلامي بل أنه كرت عبور للنجاح وتأسيس للعمل المؤسسي في ظل توفر أسبابه من دعم مالي ودعم جماهيري وإرث تاريخي كبير تفتقده الكثير من الأندية الأخرى. لن أتحدث عن الخطط الإستراتيجية لمستقبل الكيان وتنفيذها بشكل سليم فالإدارة المكلفة إدارة فكر ومال وتخطيط سليم بل أن كل هذا من صلب عملها إذا أرادت النجاح وهذا ما أتوقعه لها، وإلا لما حظيت بثقة رجل الرياضة الأول معالي المستشار تركي آل الشيخ الحريص كل الحرص منذ توليه مسؤولية الرياضة على دعم فرق الدوري وتنظيمها مالياً وإدارياً، بل سأتحدث عما كان يحتاجه النصر خلال الفترة القصيرة الماضية من تواصل مع جماهيره الوفيه التي كانت بحاجة لمن يصغي لها ويسمع آراءها ومقترحاتها وأحلامها الأزلية فهذه الجماهير العاشقة والمخلصة هي كنزه الحقيقي وثروته التي لا يمكن أن تنضب مهما مر عليه من أزمات وخسائر. كما يجب عليها أيضا أن تفتح قنوات التواصل مع رجال الكيان الأوفياء من شرفيين ولاعبين ممن حملوا النادي على أكتافهم على مر تاريخه الطويل وساهموا بإنجازاته وتنامي شعبيته، والبعد كل البعد عن الوسطاء والسماسرة وعن أولئك الحكواتية الذين جملوا الأخطاء السابقة وشوهوا صورة الرجال الأوفياء وساهموا بطريقة غير مباشرة بتراجع الكيان وتفاقم أزماته ونشر أسراره .