لأول مرة أحضر مع جماهير الاتحاد في المدرجات الموحدة ومع هذا الجمهور العاشق الوفي المحب الذي عرف أنه الجمهور الذي لا يمكن أن يتخلى عن فريقه في الأيام الصعبة. لأول مرة أعيش تجربة الحضور بعيدا عن المنصة والرسميات، وكنت حريصاً أن أسمع آراء الجماهير على الطبيعة من دون أي رتوش أو كلام منقول. سعدت بالتجربة جداً وتأكدت أن هذا الجمهور لا يمكن أن يتخلى عن ناديه حتى لو وصل به الغضب إلى إعلانه مقاطعة المدرجات.. قضيت أُمسية جميلة مع زملاء ذهبنا سوياً إلى ملعب «الجوهرة المشعة».. وجدت ترحيباً وحباً صادقاً تجاه شخصي ولمست أن المشجع الاتحادي يملك من الوعي الذي يعرف من هو الذي يعرف كيف يوصل صوته بصدق؟. كل شيء كان في مدرجات «العميد» جميلاً أهازيج ودعم ومساندة مع بعض النقد القاسي تارة والمنطقي في مرات كثيرة، المطالبات لم تتوقف في «مدرج الذهب» وهناك من يطالب المدرب بالتغيير وآخر يرى أن الفريق يحتاج لتغيير هجومي وثالث يطالب بتغيير محمود عبدالمنعم «كهربا» وأحمد العكايشي إلا أن الغالبية العظمى كان ينتقد المدرب لإصراره على ربيع السفياني الذي أثبت أنه لاعب لا يمكن أن يرتدي شعار الاتحاد.. صوت من هنا وآخر من هناك وثالث من المدرج البعيد «غير ياسييرا».. تحرك يا كهربا.. الدقيقة 83 ركلة جزاء للاتحاد .. الكل توقع أن يكون فيلانويفا هو من يسدد ولكن فجأة كان العكايشي هو من يظهر ويتقدم.. صرخ الجمهور (لا .. لا .. لا يشوت البلنتي عكايشي) لكن الجميع رضخ للأمر الواقع. فجأة تحول الكل إلى القبول بالأمر وبصوت واحد كان المدرج يصرخ (عكايشي .. عكايشي) دعماً وتحفيزاً. أمام منطقة الجزاء وقبل تنفيذ الركلة مشجع يقول يارب وآخر يرفع يديه للسماء، إلا أن إرادة الله شاءت أن يضيعها ليتحول المدرج إلى غضب وصراخ.. كيف ينفذ ركلة الجزاء لاعب لم يكن موفقاً في المباراة؟. الغالبية حملوا العكايشي هذ الإخفاق وآخرون حملوا المدرب الذي سمح للاعب أن ينفذ ركلة جزاء وهو في هذه الحالة من عدم التوفيق. أقول لجماهير الاتحاد انتهت مباراة الفتح ومباراة الشباب في «الجوهرة المشعة» وهي مباراة أهم وأصعب في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وهو ما يتطلب حضور الجمهور للمساندة والدعم وهذا ما نتوقعه كون جمهور الاتحاد يغضب ويزعل على الفريق لكنه بالتأكيد لن يتخلى عن عشقه وحبه المتوارث.