المستوى التحكيمي المتواضع والأخطاء التحكيمية المؤثرة التي برزت في الفترة الأخيرة في مباريات الدوري السعودي وكأس الملك يجب ألا تكون مبررًا للحديث عن الحكم على تجربة "الأجانب" بالإعدام والعودة للصافرة المحلية التي عاثت وعبثت في مسابقاتنا لعقودٍ مضت!. العودة للحكم المحلي من دون أي تطويرٍ أو تحسين لهذا الحكم هي عودة للوراء ستعيد مسابقاتنا بلا شك إلى الخلف خطواتٍ كبيرة، بعد أن استطاعت الصافرة الأجنبية في الموسمين الماضيين أن تحد كثيرًا من الأخطاء الكارثية التي ساهمت في فتراتٍ سابقة في تغيير مسار بطولات والتأثير على عدالة ونزاهة المنافسة!. البعض حاول أن يستغل السوء الذي بدا على الصافرة الأجنبية في الفترة الأخيرة لينادي بعودة الحكم المحلي وإنهاء تجربة غير السعودي عازفًا على وتر العاطفة والوطنية وأحقية ابن البلد في الدعم والتشجيع، متجاهلًا أنَّ إنجاح المسابقات المحلية والرفع من مستواها من جميع النواحي هو الهدف الحقيقي والأهم، كما أنَّ التقليل من الأخطاء التحكيمية المؤثرة والحد من أجواء التشنج والتشكيك الذي خلقته الصافرة المحلية في وقت مضى هدف أهمُّ ومصلحة أعمُّ من محاولة العودة للدفاتر القديمة وإعادة فرض الصافرة المحلية قبل أن يتم تطويرها وإعادة اكتشافها وصياغتها من الصفر، والتدرج في عملية تمكين المنتج المحلي الجديد المطوَّر والمؤهَّل من استعادة ثقة الشارع الرياضي، وليس العودة للمنتج القديم المتواضع والعاجز عن قيادة منافساتنا بأقل قدر ممكن من الأخطاء البشرية!. الحل الآن ليس في إلغاء فكرة الاستعانة بالحكم غير السعودي أو العودة عن قرار العدد المفتوح للطواقم الأجنبية ومعاودة التضييق على الأندية الراغبة بها، بل هو في دراسة أسباب تواضع مستويات هذه الطواقم التي تمت الاستعانة بهم هذا الموسم، والعمل على إعادة النظر في الآلية المعمول بها في اختيار الحكام الأجانب، وكيف يمكن أن نضمن استقطاب أفضلهم والابتعاد عن الأسماء والدول المتواضعة تحكيميًا؟!. باختصار .. الحل في التخلص من الصافرة الأجنبية المتواضعة ليس في العودة للصافرة المحلية المتواضعة، بل هذا كفعل المستجير من الرمضاء بالنار، ولن يزيد الطين إلا بلة، ولا علتنا إلا علة، والحل في نظري يجب ألا يتجاوز محاولة تحسين نوعية الحكام الأجانب الذين يتم استقطابهم، واللجوء للصافرة الأجنبية المتميزة، ولا بأس في محاسبة الإنجليزي مارك كلاتنبيرغ وتقييم عمله في الفترة الماضية، ومساءلته عن أسباب تراجع مستوى الحكام الأجانب بعد أن كانوا قد استطاعوا في الموسمين الماضيين أن يقنعوا الشارع الرياضي ومسؤولي الأندية وأن يحدوا كثيرًا من مشاكل التحكيم والأخطاء التحكيمية الكوارثية التي عصفت وعبثت في عدالة ونزاهة مسابقاتنا في كثير من الأحيان طيلة عقودٍ مضت!.