كشفت مصادر وفقاً للشرق أن مؤذن مسجدٍ في قرية الركوبة التابعة لمحافظة صامطة جنوبي منطقة جازان، أنهى حياته شنقا داخل غرفة نومه في منزله الذي يقيم فيه منفردا يوم الأربعاء الماضي. وذكرت المصادر أن المنتحر مواطن غير متزوج، يبلغ من العمر 65 عاما، ويمر باضطرابات نفسية مزمنة، ويراجع خلالها عيادات الصحة النفسية رغم مواظبته على أداء فروض الصلوات بشكل يومي، لكونه مؤذنا لأحد المساجد في القرية. وأثار غياب المؤذن عن صلاتي العصر والمغرب في مسجده يوم انتحاره الشكوك لدى المصلين، خصوصا لدى أقاربه الذين توجهوا فورا إلى منزله بهدف الاطمئنان عليه، ومعرفة سر غيابه، حيث طرقوا الباب طويلا دون أن يفتح لهم، فقاموا باللجوء للدفاع المدني لفتح باب المنزل، وصدم الجميع لحظة دخول غرفة نومه من الموقف الذي لم يكن في حسبانهم، حيث شاهدوه معلقا بحبلٍ موثوقٍ بمروحة سقف الغرفة، وحاولوا إنزاله للكشف عليه ولكنهم وجدوه قد فارق الحياة. وجرى إبلاغ الجهات الأمنية بالحادث، حيث حضرت فرقٌ من شرطة محافظة صامطة، وتسلمت القضية، كما وجدت في الموقع فرق من الأدلة الجنائية والبحث والتحري، التي رفعت البصمات والأداة المستخدمة في الانتحار، وتحاول الجهات الأمنية معرفة ملابسات الحادث للتأكد من خلوها من الشبهة الجنائية. بدورها، حاولت «الشرق» الحصول على تصريح أمني من خلال الاتصال بالناطق الإعلامي لشرطة منطقة جازان الرائد عبدالرحمن الزهراني، غير أنه اكتفى برسالة قصيرة، أكد فيها اعتذاره عن التصريح في قضايا الانتحار بحجة صدور تعليمات وتوجيهات بهذا الخصوص. وتشير مصادر «الشرق» إلى أن المتوفى ترك وصية مكتوبةٌ عثر عليها في المكان الذي وجد فيه منتحرا، تفيد أنه قام بتسجيل جميع أملاكه وما يدخره كوقفٍ للمسجد الذي ظل فيه مؤذنا لسنوات طويلة، ليبقى أمر وفاته بهذه الطريقة الحزينة سرا لم يستطع أحدٌ كشف تفاصيله.