شاركت المملكة العربية السعودية ممثلة في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في أعمال الاجتماع الثاني للخبراء العرب والصينيين في مجال المكتبات والمعلومات والوثائق والذي عُقد خلال الفترة من 20 إلى 27 مايو 2017م بالعاصمة الصينيةبكين بمشاركة ممثلي 14 دولة عربية ومندوبين لكافة الجامعات والمكتبات الصينية. وطرح د. عبدالكريم الزيد نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة خلال أعمال اللقاء والذي تشرف المكتبة على أعماله بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمكتبة الوطنية في الصين ورقة علمية بعنوان مستقبل العلاقات الثقافية بين الصين والدول العربية تناول خلالها نماذج من جهود المملكة الرائدة في تفعيل العلاقات الثقافية العربية – الصينية والممتدة عبر آلاف السنين كما ورد في كتب التراث العربي للجاحظ وأبو حيان التوحيدي وبن بطوطة، وصولاً إلى العصر الحديث والذي شهدت فيه هذه العلاقات تطوراً كبيراً أسفر عن تأسيس منتدى التعاون العربي – الصيني عام 2014م ومشروع "الحزام مع الطريق" والذي بادرت الصين بتنفيذه لإحياء طريق الحرير القديم والذي كان يربط حركة التجارة والتواصل بين الدول العربية والصين وهو المشروع الذي أقرته قمة "الحزام والطريق" للتعاون الدولي والتي عقدت مؤخراً في بكين بمشاركة 1500 شخصية يمثلون 130 دولة. ولفت الزيد في ورقته خلال الاجتماع إلى انعقاد الاجتماع الأول للخبراء العرب والصينين في مجال المكتبات والمعلومات وحفظ الوثائق والذي شهد التوقيع على مذكرة تفاهم بين مكتبة الأمانة ومكتبة الصين الوطنية واهداء مجموعات من الكتب والمراجع باللغة العربية حول الحضارة الإسلامية والتاريخ الثقافي والاجتماعي العربي للمكتبات الصينية، مؤكداً أن التطور الأكبر والأهم في العلاقات الثقافية العربية – الصينية تمثل في إنشاء فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بجامعة بكين والذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال زيارته للصين في مارس 2017م ليكون مركزاً حضارياً لتعزيز التبادل المعرفي والثقافي بين الصين والعالم العربي ، وخدمة الباحثين والعلماء ودعم تعليم اللغة العربية في الجامعات الصينية وتوفير الكتب ومصادر المعلومات العربية ورقياً وإلكترونياً مما يسهم في فتح آفاق التعاون العلمي والمعرفي ويعتبر فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في بكين والذي أقيم على مساحة 13 ألف متر مربع ويحتل موقعاً متميزا ومهما في وسط جامعة بكين ويتألف من ستة طوابق؛ تضم مركزا للدراسات العربية الصينية ومركزا للمعارض وقاعات للمحاضرات والقراءة والبحث ، ويستوعب في قسميه العربي والصيني ثلاثة ملايين كتاب ومخطوط، ستحوى ما يزيد عن 200 ألف كتاب حول الدراسات العربية يقدمها الجانب السعودي وعددا ضخما من المخطوطات الصينية القديمة النفيسة ، إضافة الى تزويده بأحدث التقنيات الرقمية والبحثية في مجال المكتبات وتقنية المعلومات ، ليستمر عقد مكتبات الملك عبدالعزيز العامة التي أسّسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله -، في الرياض، وفي الدار البيضاء بالمملكة المغربية ، وفي بكين بجمهورية الصين الشعبية، مؤكدة ً أن التواصل والحوار و المعرفة بين الثقافات أحد أهم الأسس التي قامت عليها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فضلاً عن دورهما في إثراء التجربة الإنسانية بالمعارف والبحوث العلمية والثقافية. كما أن بوابة المكتبات العربية – الصينية الإلكترونية أداة مهمة لتفعيل التبادل المعرفي وتعزيز الحضور الثقافي بين الجانبين وسوف تحتوي على مصادر المعرفة من الكتب وأوعية المعلومات الصينية والعربية مما يعزز التبادل العلمي بين الجامعات والمكتبات والمراكز الثقافية في الصين والدول العربية، وتتولى مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تنفيذه تحت إشراف مركز التوثيق بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية . وقدم د. صالح المسند مدير مركز الفهرس العربي الموحد عرضاً للنسخة الأولى من البوابة الإلكترونية للمكتبات العربية الصينية وهو المشروع الذي تم اسناده لمكتبة الملك عبدالعزيز من قبل جامعة الدول العربية في بادرة علمية وتقنية تضاف لإنجازات المملكة العربية السعودية في تفعيل العلاقات الثقافية بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية أوضح من خلالها الأهداف الرئيسة للبوابة والتي تتمثل في تعميق التعاون بين المكتبات العربية في الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية والمكتبات الصينية لتحقيق طفرة في مجال المكتبات والمعلومات ، كما أنها تتيح تبادل مصادر المعلومات التقليدية وغير التقليدية وإنشاء قاعدة بيانات تتاح على الخط المباشر مما يسهم في التعريف بالمكتبات العربية والصينية وزيادة علاقات التوأمة بين المكتبات العربية والصينية من جهة ، والمكتبات المركزية العامة والمتخصصة من جهة أخرى ، كما أنها أداة مهمة في نشر التراث العربي والصيني المكتوب في الشكل الرقمي ، كما أن البوابة سيكون لها الأثر البالغ في تشجيع التعاون البيني وإقامة مشروعات طويلة الأجل تعود بالنفع والفائدة للجميع. يذكر أنه تم على هامش أعمال الاجتماع تنظيم زيارة لجميع الوفود المشاركين لفرع مكتبة الملك عبد العزيز العامة بجامعة بكين للوقوف على تقنياته من مصادر المعرفة والخدمات التي يقدمها للباحثين والدارسين والأنشطة التي يتم تنفيذها داخل الفرع والذي يعد أول مركز ثقافي عربي في الصين.