تُقدم بعض السيدات في حفلات الزفاف، على الاتفاق مع «قهوجيات» القاعات، على أن يحضرن أثر النساء اللاتي يعتقدن أنهن حاسدات، من بقايا الشاي والقهوة، مقابل إعطائهن مبالغ مالية، حيث يجدن في ذلك شفاء لهن من العين، فيما أكد اختصاصيون أن أكثر من 50% من النساء يبدين مخاوفهن من الحسد والعين، خاصة فترة المناسبات التي تكون المرأة فيها بكامل زينتها. بقايا الشاي تقول سيدة الأعمال ليلى حمد أنها عزفت عن حضور الأفراح منذ أكثر من عشرة أعوام بعد مرضها، وأضافت «تعمل كثير من النساء على أخذ بقايا فنجان الشاي أو القهوة للحاسدة تفاديا للعين، وكم تمنيت لو فعلت هذا قبل إصابتي بالعين والمرض، حيث كنت في كامل زينتي ليلة زفاف خالتي، بعدها شعرت باختناق ودوار شديد، وغادرت الزفاف، وبعد أن عدت إلى المنزل عادت لي الأعراض، مادفعني للعزوف عن حضور حفلات الزفاف». وأكدت «القهوجية» في إحدى قاعات أفراح جدة أم سلمان، أن أصحاب الزفاف يطلبون من العاملات جمع بقايا ماتتركه حاضرات الزفاف من شاي أو قهوة، وأضافت «تعودنا على ذلك، وهو أمر يعود علينا بالفائدة، حيث نبيع هذه البقايا على من تطلبها بمبالغ من خمسين إلى مائة ريال، فالمال الذي نحصل عليه داخل القاعة أفضل من الراتب الذي نتقاضاه آخر الشهر، حيث تأتينا الجميلات من النساء خاصة، وتطلب منا الحصول على أثر امرأة أخرى حاضرة في الحفل، حيث إنها لا تستطيع أن تلقاها إلا في هذا المكان، وقد تغري العاملات بمبلغ أكبر من مائة، وقد يصل إلى «500» ريال. فيما بينت أم ناصر أنها تأثرت من العين في إحدى المناسبات، وقالت «راودتني فكرة أخذ أثر النساء، حيث إنهن يشتهرن بالعين والحسد، فتعمدت في زفاف ابني توصية تتبع أثرهن، لما تأثرت به من حسد،، وأشرفت على ذلك بنفسي، والغريب أني لست الوحيدة التي حرصت على ذلك، بل تفاجأت من بعض الحاضرات يطلبن نفس الطلب، ووفرت خمسون عبوة من بقايا الأثر استخدمتها أنا وقريباتي ومعارفي»، مؤكدة أنها تعافت من أثر العين والحسد الخوف من الحسد وأوضحت الاختصاصية النفسية الدكتورة منى الأنصاري، أن أكثر من 50% من النساء يبدين مخاوفهن من الحسد، خاصة في المناسبات، التي تكون المرأة فيها بكامل زينتها، مبينة أن الحسد قد ورد ذكره في الكتاب والسنة، مشيرة أنه متفش في المجتمعات النسائية بكثرة، حيث إنهن يبالغن في تزينهن، منوهة إلى قصة شهيرة تم تدوالها خلال المواقع الإلكترونية، عن فتاة حضرت حفلة زفاف وكانت في منتهى الجمال والأناقة ولم يكن بها أي مرض، إلا أنها توفيت يوم زفافها على الكوشة، وهي قصة منتشرة دفعت كثيرا من النساء إلى الخوف وأخذ الحذر بطرق ملتوية. وأكدت الأنصاري أن خوف النساء بشدة يعد مرضا نفسيا، لابد من الإسراع في علاجه، حيث يعاني الشخص من خوف وقلق بشكل دائم. قراءة الآيات من جهته، بين الشيخ الدكتور محمد النجيمي أن الاستغلال الحاصل داخل قاعات الأفراح لايجوز، منبها على أهمية اعتماد الخائفة من الحسد على قراءة آيات المعوذتين والفاتحة والإخلاص والكرسي، وتحصين النفس والاستعاذة من الشياطين قبل الخروج من المنزل، تفاديا للوقوع في الحسد، كما يجب أن يوكل الإنسان أمره إلى ربه، ويردد «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وأعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه، ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون»، وقوله تعالى «حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم»، ونحو ذلك من الأدعية الشرعية، مشيرا أنه إذا علم الإنسان بإصابته بعين أحد، فعلى الحاسد أن يغتسل لأخيه، فيحضر له إناء به ماء ويدخل كفه فيه، يتمضمض ثم يمجه في القدح ويغسل وجهه فيه، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى في القدح ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ثم يغسل إزاره ثم يصب الماء على رأس الذي تصيبه العين من خلفه صبة واحدة فيبرأ بإذن الله.