يعد فيدل كاسترو، الذي توفي اليوم (السبت) عن عمر يناهز 90 عاماً، هو عدو أمريكا الأول، فهو الذي أقام دولة شيوعية على أعتاب الولاياتالمتحدة وتحدى على مدى 50 عاماً محاولات لإسقاطه، تعرض خلالها لأكثر من 600 محاولة. في هذا التقرير نرصد 20 معلومة عن عدو أمريكا الأول ولد فيدل كاسترو عام 1926 مقاطعة اورينت شمالي شرق كوبا لعائلة ثرية، كان متمرداً منذ صغره على حالة الترف التي كان يعيشها بعد ما صدم بالتناقض الكبير بين رغد العيش في أحضان عائلته وبين قسوة العيش والفقر في مجتمعه. تزوج عام 1948 من ميرتا دياز- بالارت التي أنجبت له ابنه الأول فيديليتو. وقد انفصل الاثنان فيما بعد بالطلاق، وفي عام 1952 التقى كاسترو بناتي ريفلتا، الزوجة السابقة لطبيب وأقامت معه وأنجتب له ابنة هي ألينا عام 1956، وفي عام 1957 التقى بسيليا سانشيز اتي قيل إنها الرفيقة الأساسية لحياته وقد ظلت معه إلى أن توفيت عام 1980، وفي الثمانينيات تزوج كاسترو من داليا سوتو ديل فال، التي أنجبت له 5 أبناء. تلقى تعليمه في المدرسة التحضيرية، وفي عام1945م، التحق بجامعة هافانا حيث درس القانون وتخرج منها عام 1950م، ثم عمل كمحام في مكتب محاماة صغير وكان لديه طموح في الوصول إلى البرلمان الكوبي إلا أن الانقلاب الذي قاده فولغينسيو باتيستا عمل على إلغاء الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها. حمل السلاح ضد الرئيس فالجنسيو باتستا عام 1953 على رأس اكثر من مائة من أتباعه، الا أن محاولته أحبطت وسجن هو وشقيقه راؤول، وبعد عامين صدر عفو عن كاسترو الذي واصل حملته لإنهاء حكم باتستا من المنفى في المكسيك، وشكل قوة مقاتلة عرفت بحركة 26 يوليو. تمكنت قواته في عام 1959 من الإطاحة بباتستا الذي أصبح نظامه يرمز الى الفساد والتعفن وعدم المساواة، والذي كان صديقا لأمريكا ودول أوربا. تسلم كاسترو سدة الحكم وسرعان ما حول بلاده الى النظام الشيوعي لتصبح كوبا اول بلد تعتنق الشيوعية في العالم الغربي. وخلال عامين من سيطرته على السلطة، أعلن كاسترو اعتماد الأيديولوجية الماركسية- اللينينية خطا لثورته، وربط كوبا بصلات متينة مع الاتحاد السوفييتي. لم تكد الولاياتالمتحدة تعترف بالحكومة الكوبية الجديدة حتى بدأت العلاقات بينها وبين كوبا تتدهور، عندما قام كاسترو بتأميم الشركات الأمريكية في كوبا. صمد خمسة وأربعين عاما أمام الولاياتالمتحدة وأمام الحصار الاقتصادي الذي فرضته على بلاده، واستمر نظامه حتى بعد أفول ثم سقوط الأنظمة الشيوعية في الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية. في ابريل نيسان عام 1961 حاولت الولاياتالمتحدة إسقاط الحكومة الكوبية من خلال تجنيد جيش خاص من الكوبيين المنفيين لاجتياح جزيرة كوبا، وتمكنت القوات الكوبية في خليج الخنازير من ردع المهاجمين وقتل العديد منهم واعتقال حوالي ألف شخص. بعد ذلك بعام واحد بدأت أزمة الصواريخ السوفيتية الشهيرة التي كادت أن تجر العالم إلى حرب ذرية، وبدأت الأزمة عندما وافق كاسترو على نشر صواريخ روسية نووية في بلاده على أعتاب الولاياتالمتحدة، وأصبح بذلك العدو الأول لأمريكا. وفي أكتوبر تشرين أول عام 1962 اكتشفت طائرات تجسس أمريكية منصات الصواريخ السوفيتية مما جعل الولاياتالمتحدة تشعر بالتهديد المباشر، الا أن الأزمة لم تطل كثيرا في أعقاب توصل الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتي الى تسوية يزيل من خلالها الاتحاد السوفيتي صواريخه مقابل تعهد أمريكي بعدم غزو كوبا والتخلص من الصواريخ الأمريكية في تركيا. كان كاسترو أحد النجوم اللامعة في عصر الحرب الباردة. أرسل 15 ألف جندي إلى أنغولا عام 1975، لمساعدة القوات الانغولية المدعومة من السوفييت. وفي عام 1977 أرسل قوات أخرى إلى اثيوبيا لدعم نظام الرئيس الماركسي مانغستو. كان كاسترو الذي يعرف بين أفراد شعبه باسم "فيدل" أو "القائد" قد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة عام 1961 بعد عملية خليج الخنازير الفاشلة. نجا كاسترو من عدة محاولات لاغتياله تتعدى 600 محاولة، وكان أطول زعيم ظل في السلطة في نظام جمهوري وليس ملكي، إذ مر خلال فترة توليه للسلطة عشرة رؤساء أمريكيين. يعتبر كاسترو نفسه ملحداً ولم يمارس الطقوس الدينية المسيحية منذ نعومة أظافره، وقد أقصته البابوية في الفاتيكان عن المذهب الكاثوليكي في 3 يناير 1962 لارتداد كاسترو عن الكاثوليكية. تحسنت علاقته بالبابوية في مطلع التسعينيات من القرن العشرين عندما أنهار الاتحاد السوفيتي وتخلى الغرب عن الفاتيكان، وسمح للبابا بزيارة كوبا بعد أن أعلن البابا أن المسيحية تؤيد الإشتراكية. في عام 2006، سلم كاسترو السلطة لأخيه راؤول مؤقتا بسبب مرض في الأمعاء عانى منه، الذي ظل يدير مهام منصبه حتى أصبح رئيسا بصورة رسمية بعد ذلك بعامين. يشيد أنصار كاسترو به كثيرا لأنه بحسب قولهم أعاد بلدهم إلى شعبها، لكنه يُتهم بقمع المعارضة. وأخيراً أوصى بحرق جثته بعد وفاته