هزت تفجيرات مدينتي القاهرة والجيزة في مصر يوم الجمعة مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وزيادة المخاوف من تصاعد خطر التطرف الإسلامي عشية الذكرى الثالثة للانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. وأظهر العنف مدى صعوبة مهمة السلطات في مواجهة إسلاميين يصعدون من حملتهم منذ عزل الجيش الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو تموز بعد احتجاجات شعبية حاشدة تطالب بتنحيته. وفي أخطر هجوم حتى الآن قالت مصادر أمنية إن انتحاريا فجر سيارة ملغومة أمام مبنى مديرية أمن القاهرة في وقت مبكر صباح يوم الجمعة مما أدى الى مقتل اربعة على الأقل وإصابة 76 آخرين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير. وقتل شخص في انفجار استهدف سيارات شرطة في حي الدقي بالجيزة. وقتل آخر في انفجار أمام دار سينما في شارع الأهرام السياحي. كما قتل 12 شخصا في اشتباكات بين مؤيدين لمرسي وقوات الأمن أو بينهم وبين مناوئين للرئيس المعزول. وأدان رئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوي الهجوم على مديرية أمن القاهرة قائلا إنه محاولة من "القوى الإرهابية" لإفساد خارطة الطريق لكن الخارطة تطبق "بكل ثبات". ويشير رئيس الوزراء إلى خارطة الطريق التي تشمل إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية حرة ونزيهة. وفي وقت لاحق يوم الجمعة حلقت طائرة هليكوبتر عسكرية مرارا فوق وسط القاهرة. وفي واشنطن أدان البيت الأبيض التفجيرات وحث الجميع على تجنب العنف. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "يتعين إجراء تحقيق كامل في هذه الجرائم وتقديم مرتكبيها للعدالة." وتستعد السلطات لمزيد من أعمال العنف في ذكرى الإطاحة بمبارك عندما تنزل مجموعات سياسية متنافسة إلى الشوارع غدا بينها مجموعات مؤيدة للقائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي أعلن عزل مرسي ومجموعات مؤيدة للإخوان المسلمين ومجموعات ليبرالية. وأنعشت انتفاضة 2011 الآمال في إقامة ديمقراطية مستقرة في مصر لكن الاضطرابات المستمرة أثرت بقوة على الاستثمارات والسياحة. وقالت مصادر أمنية إن من بين قتلى الهجوم على مديرية الأمن ثلاثة من رجال الشرطة. وأشار مسؤول الى إن التفجير حطم أيضا متحف الفن الإسلامي المقابل لمديرية الأمن. وقال مكتب الرئيس المؤقت عدلي منصور في بيان إن "رئاسة الجمهورية تتعهد بالقصاص لشهداء ومصابي هذه الحوادث الإرهابية." وسمع شهود من رويترز دوي إطلاق نار بعد الانفجار الذي حطم الواجهات الزجاجية والمعدنية بعدة متاجر في محيط المبنى. وتناثر الحطام لمئات الأمتار وشوهدت جثة غارقة في بركة دماء قرب محرك سيارة محترق. ونقل التلفزيون المصري عن شهود قولهم إن مسلحين يستقلون دراجات نارية فتحوا النار على المباني في المنطقة بعد الانفجار. وقتلت قوات الأمن مئات من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين والقت القبض على ألوف من أعضائها بينهم كبار قادتها. كما قتل مئات من قوات الجيش والشرطة في هجمات بسيارات ملغومة وتفجيرات قنابل وإطلاق نار. وأبعدت الحكومة المؤقتة فعليا جماعة الإخوان المسلمين من الساحة السياسية وتحول مصريون كثيرون ضدها بعد عام مضطرب من حكم مرسي. ووجه الضغط الشديد على الجماعة ضربة قوية لقدرتها على الحشد في الشوارع. وتحاول السلطات جاهدة القضاء على عنف متطرفين إسلاميين في محافظة شمال سيناء كثفوا هجماتهم على قوات الجيش والشرطة في المحافظة بعد عزل مرسي. وزادت الهجمات خارج سيناء مما أذكى المخاوف من أن تواجه البلاد موجة تطرف إسلامي تماثل ما حدث في التسعينات قبل أن يقضي عليها حسني مبارك. وكانت جماعة أنصار بيت المقدس التي تنشط في شمال سيناء أعلنت في ديسمبر كانون الأول مسؤوليتها عن تفجير انتحاري استهدف مديرية أمن الدقهلية بدلتا النيل وأوقع 16 قتيلا بينهم 14 من رجال الشرطة. وقالت وزارة الداخلية يوم الخميس إن مسلحين قتلوا خمسة من رجال الشرطة عند نقطة تفتيش جنوبي القاهرة. ومن المرجح أن يدفع الهجوم على مديرية امن القاهرة الحكومة الى تكثيف حملتها على جماعة الإخوان التي يقول مسؤولون إنها ترتكب أعمالا إرهابية. وتقول الجماعة إنها حركة سلمية. وتتهم منظمات معنية بحقوق الانسان قوات الأمن بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الانسان في حملتها على جماعة الاخوان لكن الجماعة لا تجد تعاطفا معها في الشارع. وكانت الأجواء مشحونة بالغضب أمام مديرية أمن القاهرة وردد سكان ومارة هتافات تندد بمرتكبي الهجوم وتصفهم بأنهم "خونة وكلاب". كما ردد بعضهم هتافات ضد جماعة الإخوان المسلمين تقول "الشعب يريد إعدام الإخوان" و "إعدام لمرسي". وأمام المبنى الذي بدت عليه آثار الدمار صرخت وفاء أحمد وهي تقول "هؤلاء الناس ليس عندهم إحساس بالانتماء للبلد.. هذا إرهاب. هم يريدون أن ينتقموا منا لأننا قضينا عليهم."