وجدت الصحافة السعودية نفسها في مسلخ النقد أمس، رغم أن كثيرين تحدثوا لمصلحتها معددين العقبات التي تعترض عملها. ففيما حمَّل مشاركون – في مستهل فعاليات اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري في حائل – الجهات الحكومية مسؤولية تغييب المعلومات، واتهم أحدهم تلك الجهات بمعاملة الصحافي كأنه «جاسوس»، حَمَل آخرون على مراسلي الصحف، ورموهم ب«التسلق»، وصف مشارك الصحف بأنها تحولت إلى «دكاكين إعلانات»، وبأنها «تمارس النقد وهي محمية منه». وتفاوتت مداخلات المشاركين بين من يحمّل الجهات الحكومية مسؤولية غياب المعلومة، وآخرين وصفوا مراسلي الصحف بالمتسلقين واقترحوا وجود أكاديميات لتعليمهم الصحافة. وأشار الشيخ محمد النونان إلى ضرورة الشفافية والصدق وتجنب الغموض وتغيير الحقائق. وقال الدكتور محمد الحضيف إن بعض الجهات الحكومية، «تعامل الإعلامي كجاسوس يُتجنب التعامل معه». وقالت الدكتورة بديعة كشغري إن العلاقة بين الإعلام والقطاعات الحكومية «يجب أن تتميز بالشفافية والصدقية والابتعاد عن المحسوبيات». أما نايف المهيلب فوصف بعض مراسلي الصحف بالمتسلقين. وقال الدكتور عبدالله البريدي إن مكاتب الصحف «تحولت إلى دكاكين إعلانات، وإنها تخفق من حيث استثمار الطاقات بالتدريب، مع العلم أن إيراداتها بالملايين». وأضاف أن الصحافة «تمارس النقد وهي محمية منه، وكثيرٌ من الصحافيين يتركون الآراء النقدية ويتجهون صوب إبراز صورة المسؤول». وقالت شيمة الشمري إن هناك «عجزاً في المراسل المتخصص في الشأن الثقافي».