بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله رسالة إلى فخامة الرئيس العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر رئيس القمة العربية الثانية والعشرين المنعقدة حالياً بمدينة سرت الليبية تضمنت تمنياته أيده الله بنجاح القمة بالإضافة إلى القضايا التي تهم البلدين الشقيقين والأمة العربية.وقام بنقل الرسالة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس وفد المملكة إلى القمة خلال استقبال الرئيس القذافي له مساء امس بمدينة سرت. افتتحت بعيد ظهر امس في سرت القمة العربية الثانية والعشرون التي اتفق على تسميتها "قمة صمود القدس" بمشاركة 14 من القادة العرب. وكان اول المتحدثين امير قطر الشيح حمد بن خليفة آل ثاني بصفته رئيس القمة العربية السابقة التي عقدت العام الماضي في الدوحة. وقال امير قطر في كلمة مقتضبة قبل ان يسلم الرئاسة الى العقيد الليبي معمر القذافي ان "العالم العربي يمر بأزمة مستعصية". واقترح تشكيل لجنة عليا للعمل العربي المشترك لتدارس الوضع الراهن. وانتقد الشيخ حمد في كلمته الافتتاحية للقمة العربية العمل العربي المشترك، وطالب المجتمعين بقرارات تتعدى الإدانة بالنسبة لمسألة القدس. ووجه الشيخ حمد في مستهل كلمته انتقادات عنيفة لعدم قدرة العمل العربي المشترك على معالجة الأزمة العربية، مؤكدا أن "هذا العمل يواجه أزمة حقيقية". وقال إن "مسؤولية رئاسة القمة في دورتها الماضية أكدت لنا يقينا ما كنا نراه من أزمة عربية مستعصية لم يعد تجاهلها أو الالتفاف حولها" يجدي. ونبه إلى أنه "أمام العرب اليوم خياران أحدهما ترك العمل المشترك لمصيره أو الوقوف لضرورة مراجعته وإعادة النظر فيه". وأضاف "نحن لا نستطيع أن نضع شعوبنا أمام مسؤوليتنا التاريخية ولا نرضى أن نتقدم إليكم بتقرير عن إنجازات الدورة الماضية للقمة باعتبار أن هذه الإنجازات لم تتحقق وما توصلنا إليه ليس مرضيا". وأضاف "أن هذه الدورة للقمة العربية أو غيرها من الدورات اللاحقة لن تكون ناجحة في ظل هذه الأوضاع". وتابع "نحن لا نريد أن نلقي المسؤولية على احد أو الظروف التي كان يجب أن نتفق عليها وهو ما لم يحدث حتى الآن". ودعا إلى ضرورة تشكيل لجنة اتصال عليا "تحت إشراف رئيس القمة تعمل على تقديم مقترحات لحل أزمة العمل العربي المشترك وبلورة موضوع نقاش خاص على مستوى كافة التجمعات السياسية لتقول رأيها". وأضاف "لا فائدة في تبني مشروعات في ظل أزمة عامة" متسائلا "هل تكفي قرارات الإدانة والشجب التي نصدرها وهل ننتظر الرباعية بشأن القدس وهل يصدق أحد بأننا غير قادرين على رفع الحصار عن غزة". واكد العقيد القذافي في كلمة قصيرة ان "المواطن العربي ينتظر الافعال، الشارع العربي شبع من الكلام وسمع كلاما كثيرا وانا شخصيا تحدثت خلال اربعين عاما في كل شيء والمواطنون العرب ينتظرون منا نحن قادة العرب الافعال وليس الخطب". واضاف أن "القادة في وضع لا يحسدون عليه لانهم يواجهون تحديات غير مسبوقة". ودعا القذافي الى "عدم الالتزام بقاعدة الاجماع" في العمل العربي المشترك. وقال "لم نعد بعد الان ملزمين بالاجماع واذا ما قررت اي مجموعة من الدول العربية شيئا تستطيع ان تمضي به لكي ترضي الجماهير" اما اذا ارادت "مجموعة اخرى ان تراوح مكانها تسطيع ان تراوح". وقال "نحن نتقدم من يريد ان يراوح مكانه هو حر". واعتبر العقيد الليبي ان "المواطن العربي تخطانا (القادة) والنظام الرسمي اصبح يواجه تحديات شعبية متزايدة ولن تتراجع هذه التحديات حتى تصل الى هدفها النهائي". بدوره ناشد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في كلمته امام القمة القادة العرب "مساندة الجهود من اجل بدء محادثات غير مباشرة ومفاوضات مباشرة" بين الفلسطينيين واسرائيل، مؤكدا ان المفاوضات يجب ان تفضي الى "عاصمة لدولتين في القدس". وقال بان ان "الاستيطان غير الشرعي يجب ان يتوقف، ومكانة القدس لدى الجميع يجب ان تحترم، والمفاوضات ينبغي ان تفضي الى عاصمة لدولتين في القدس". وتابع موجها حديثه الى القادة العرب "رسالتي اليكم هي: ايا كان القلق الذي يساورنا، لا بديل عن المفاوضات من اجل حل الدولتين. اناشدكم مساندة الجهود من اجل بدء محادثات غير مباشرة ومفاوضات مباشرة"، مؤكدا ان "هدفنا المشترك ينبغي ان يكون تسوية كل قضايا الوضع النهائي في غضون 24 شهرا". يشار إلى ان أعمال القمة بدأت بغياب ثمانية من القادة العرب الذين أوفدوا ممثلين عنهم بمستويات مختلفة. وتعقد القمة تحت شعار دعم صمود القدس، التي تواجه تصعيدا اسرائيليا في حملات التهويد والاستيطان. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل