حينما امسك بقلمي لأعبر عما يجول في خاطري أجد الكثير من القضايا التي أراها من خلال نافذتي المتواضعة كفرد من أفراد الطبقة المتوسطة الكادحة والتي من خلال أحلامي البسيطة أتلهف في كل صبح باكر إلى اعاده النظر إلى تلك النافذة لعلي المس أو أري تغيرا طفيفا يمنحني التفاؤل ذلك اليوم كله . كم من عبارات بسيطة لو التزم بها المدير وأتقن فنها البائع لكان لها الأثر الكبير على نفوسنا. فليس عيبا حينما تخطئ أن تقر بذلك ولكن العيب أن تتجاهل ذلك بحجه كبريائك . إنها ثقافة الاعتذار ذلك الفن المشاعري الجميل الذي يضيف إلى الإنسانية طابعها العاطفي والتآلفي . إنها تلك الكلمات الحانية والعبارات الصريحة الصادرة من نفس صافيه لتحتضن نفس أخرى لتخبرها إن كل نفس تخطئ وان داخل كل روح بشريه فيض من المشاعر والطيبة التي يفضل الكثير منا تغليفها بغلاف داكن اللون داخل نفسه لتحجب جمال روحه وطيبها . فليتني كنت تلك النخلة التي كان يخطب عليها نبينا عليه الصلاة والسلام فقد كان يستند إلى جذعها حينما يخطب فلما صنع له المنبرفاستوي عليه ، صاحت النخلة التي كان يخطب عليها حتى كادت أن تنشق فنزل النبي صلي الله عليه وسلم حتى آخذها فضمها إليه ، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت . كم اشتاق أيضا من خلال النظر من نافذتي إلي ذلك النظام الذي يعم شوارعنا والي الإخلاص والأمانة في آداء العمل في مؤسساتنا . فلو التزم كل فلاح بالعناية في اختيار بذوره المناسبة وذات الكفاءة لنوع تربته واهتم بنماء بستانه لتحولت المدينة إلي جنه خضراء تباهي المدن المجاورة في جمال طلتها ورائحة إخلاص زهورها التي تعم أرجائها ولكتفي أفراد تلك المدينة بقوت يومهم.كم أتمني أن استيقظ يوما لأجد الأسوار خلف نافذتي فتحت لأستنشق هواء الحرية فليست الحرية أن تمتلك ما تريد ولكن الحرية أن يكون لك التصرف كما تريد. وكم أتمنى أن أصحو يوما لأجد كلا منشغلا بإصلاح نفسه وعيوبه واجد عبارة (ماذا تقول الناس ) محيت من زجاج نافذتي واستبدلت بعبارة (هل يرضي هذا الله) لنعيش في مجتمع يقدس الدين اكتر من العادات. سأضع قلمي جانبا واكتفي بهذا القدر ولكنني لن أتوقف عن مراقبه نافذتي كل صباح ولن أيأس يوما أن أجد أحلامي من خلف نافذتي أصبحت حقيقة. الكاتبة أمل عيد – طالبة ماجستير إدارة وتخطيط تربوي – جامعة تبوك