حال بعضنا غريب. مبدع في استقطاب الأعداء، واصطناعهم. المشكلة أن أثر هذا العداء يطول المجتمع والوطن والناس. مثل هذه المواهب الشريرة، تظهر بشكل جلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي. شتم وسب وقذف وتفسيق وتبديع وتكفير وعنصرية وجور في الخصومة يخالطه كذب وازدراء واجتراء على الحق. عندما تتأمل في واقع من يمارسون هذا الأمر يصيبك الاستغراب، إذ إن بعض هؤلاء كان الإنسان يغبطهم على رجاحة عقولهم قبل أن تظهر عفويتهم من خلال "تويتر" وسواه من مواقع التواصل الاجتماعي. إن عدم وجود خط فاصل بين ما يقال وما لا يقال يسهم في إشاعة أمور ظهورها يتصادم مع بدهيات التعايش والسلام الاجتماعي. ومن يمارس مثل هذه التجاوزات، هو حتما عرضة للمساءلة، فيما لو بادر من يتعرض للأذى لتقديم شكوى بهذا الخصوص إلى الجهات المسؤولة. لكن بعض هذا الضرر لا يسقط برفع قضية على هذا أو ذاك، إذ إن التشويه والأذى يؤسس صورة ذهنية يتطلب تغييرها جهودا مضاعفة، وليس شرطا أن تنجح. إن فكرة اصطناع الأعداء تبدو مثيرة للدهشة في عالم القرية الكونية الصغيرة، ومع ذلك هناك إصرار عجيب من قبل البعض على ممارسة مثل هذا الفرز بشكل يجعل الدائرة تضيق ولا تستوعب سوى فكرة الكراهية والعداء والاستعداء فقط. بعضهم يمكن اعتباره من ذوي النوايا الحسنة، لكن البعض الآخر يرى في الرقص على هذه الجراح وسيلة يتوهم أنها تحقق مصالحه الشخصية. 0 | 0 | 0 Tweet تابعونا على :