حذّرت دراسة بريطانية حديثة من أن الجلوس لساعات طويلة قد يسبب الإصابة بأمراض الكلى المزمنة. وذكرت الدراسة التي نشرت مؤخراً في الجريدة الأمريكية لأمراض الكلى، أن باحثين من جامعة "Leicester" وجدوا أن الأشخاص الذين يقضون أوقات قليلة في الجلوس هم الأقل عرضة للإصابة بأمراض الكلى المزمنة، وينطبق هذا بشكل خاص على السيدات اللاتي يقضين أقل من ثلاث ساعات باليوم في وضع الجلوس. وقال الباحث توماس ياتس إنه "ليس من الواضح تماماً كيف يؤثر الجلوس لساعات طويلة على أمراض الكلى، إلا أن هذا السلوك غير الصحي ارتبط كذلك بعدة أمراض أخرى مزمنة مثل البول السكري (النوع الثاني)". حيث قام الباحثون في هذه الدراسة بمقابلة 5650 شخصا بريطانيا، وتم سؤالهم عن عاداتهم اليومية وأسلوب حياتهم مثل التدخين وممارسة التمارين والفترات التي يقضونها في وضع الجلوس، كما تم فحص أفراد العينة لمعرفة ما إذا كانت هناك علامات على الإصابة بأمراض الكلى. وقد وجد الباحثون علاقة بين قضاء أوقات طويلة في وضع الجلوس وبين الإصابة بأمراض الكلى، حتى بعد أخذ عدة عوامل أخرى في الاعتبار مثل التدخين والسن والجنس والعرق وكتلة الجسم وضغط الدم والعقاقير التي يتم تناولها وممارسة التمارين البدنية. كما قسم الباحثون أفراد العينة إلى ثلاثة مجموعات: الأولى لأشخاص يجلسون من 8 إلى 24 ساعة باليوم، والثانية لمن يجلسون من 3.2 إلى 7.8 ساعة، والثالثة لمجموعة تجلس ثلاث ساعات على الأكثر. فتبين أن السيدات اللاتي يجلسن أقل عدد من الساعات لديهن انخفاض 30% في مخاطر الإصابة بأمراض الكلى، بالمقارنة بمن يجلسن أعلى عدد من الساعات كالمجموعة الأولى. في المقابل سجل الرجال الذين يقضون ساعات أقل في وضع الجلوس انخفاضا في الإصابة بأمراض الكلى بنسبة 20% بالمقارنة بالرجال في المجموعة الأولى. ويقول د. جيفري بيرنس أستاذ الطب بجامعة بنسلفانيا "إن الشخص الذي يجلس لفترات طويلة وليس لديه عوامل الخطورة للإصابة بأمراض الكلى ليس عليه أن يقلق، ولكن بالطبع ربطت دراسات عديدة سابقة بين تأثير الجلوس طويلاً على الإصابة بأمراض البول السكري والبدانة وارتفاع ضغط الدم". ويضيف بيرنس "أن مرضى الكلى يكونون أقل نشاطاً من أقرانهم ممن لا يعانون من مشكلة بالكلى".