هل هذه مستشفيات أم "مسالخ"؟! قلنا مراراً على مر السنوات الماضية إن الذي يحدث في المستشفيات أمر لا يطاق، أخطاء طبية عديدة تنتهي بإنهاء تأشيرة الطبيب وإعادته سالماً آمناً إلى بلده، بعد أن ثكل الناس ذويهم. قبل أيام فجرت العالمة السعودية قضية مهمة حينما وقفت في وجه المستشفى السعودي الألماني، حيث ذكرت أنه تم تنويم والدها في المستشفى بالغرفة رقم 510 لإجراء عملية بتر لأصابع قدمه اليمنى نتيجة إصابته بغرغرينا السكر، بعدها قال المعالج الذي يتابع حالته منذ أكثر من سنتين، الاستشاري محمود صلاح، إنه يحتاج لعمل قسطرة للساق ليتبين بعد ذلك حاجته لبتر الأصابع فقط أم بتر ما فوق الركبة. الطريف ما نقلتْه عن الدكتور حينما سألته عن عدد الأصابع المبتورة، قال لها: "انتو حتعدوا ورانا"، وزاد: "ما توجعيش راسك وخليها على البركة"! يعني مسلخ، التقطيع علينا، والعد علينا أيضاً! من دون أن تتدخل يا مرافق المريض، لدينا السكاكين، وأدوات التقطيع، ولنا حرية اختيار أي أصبع يقطع! حتى من دون أن تعلمي -يا ابنة المريض- عدد الأصابع التي بترناها! ولا ننسى المستشفيات الحكومية، التي تعتمد على رخص الأيدي العاملة، وعلى توظيف السباكين والسمكريين في طب الأسنان، وفي التمريض، وفي الطب العام، بل والخاص، من دون التأكد من مؤهلاتهم، يكفي أن رواتبهم ضئيلة، فهم لا يبحثون عن طبيب كفء وإنما عن أطباء على "ألف وخمس"! أما الصحة ومستقبل المرضى، فأمرهم عند الله، وإن أصابك مكروه، يبغتك قائلاً: "قضاء وقدر". وكأننا لا نفهم في القضاء والقدر، الذي يأتي بعد استنفاد الأسباب، لا قبلها.! قال أبو عبد الله غفر الله له: أحسن الله عزاءك أيتها العالمة، يكفي المرحوم أنه منح الوطن دكتورة وعالمة هي أنتِ ساهم في رعايتك وتربيتك لتكوني ضمن أفضل 15 عالماً في تغيير العالم لخدمة الإنسانية، كنتِ وما زلتِ وجهاً علمياً مشرّفاً. ومطالبتك بالتحقيق مع الفريق الطبي هي مطالبة باسم آلاف المرضى الذين فقدوا فلذات أكبادهم بسبب خطأ طبي، من قبل بعض السمكريين الذين استؤمنوا على أجساد المرضى، بسواطيرهم وسكاكينهم. *إعلامي وكاتب صحفي (قناة العربية - صحيفة الوطن)