إن أحد أهم الأهداف التي و على بنائها تمت الموافقة على إنشاء الأندية الطلابية السعودية في مختلف دول الابتعاث و إقرار ميزانيتها هو التبادل الحضاري و الثقافي بين البلدين و إبراز... الوجه الحضاري للسعودية و الاستفادة من الحراك الثقافي الموجود في بلاد الابتعاث هذه العناصر المهمة التي تغفل كثير من الأندية السعودية عن تغطيتها و تتخذ الطريق الأسهل في حصر فعالياتها في اليوم الوطني و عيدي الفطر و الأضحى. و لم تكتفِ هذه الأندية بالتقصير بل قامت بتحويل الثقافة السعودية إلى ثقافة راقصة أكولة ففي كل حفل تتصدر هذه الأندية لإقامته تجد اللوحات الراقصة التي تمثل كوكتيل الرقص الشعبي حاضرا و يتخلله عرض قصير جدا و مختصر جدا لصور لا يعرف المشاهد من أين جاءت لمختلف مدن المملكة ثم يتم الانتقال إلى مائدة الطعام فيسكت الجميع عن الكلام المباح فلا تسمع سوى صوت اصطكاك الأسنان و تجشؤ البطون. يحضر الكثير من سكان المدينة و الطلاب القادمين من مختلف الحضارات و الشعودب هذا الحفل ثم يغادرون دون أن تكون هناك فائدة تذكر من هذه الحفلة سوى ساعة من المرح و الأكل المجاني. و نحن هنا لا نتحدث عن خيال و لكننا نتحدث عن واقع و جولة قصيرة على اليوتيوب تثبت صدق ذلك. في ذات الوقت هناك أندية أخرى كانت على قدر المسؤولية فقامت باستضافة مشاهير الكتاب الأمريكيين و قامت بإصدار العديد من المطبوعات التي تفيد ليس فقط الطلاب السعوديين و إنما أصبح مكتب الطلاب الدوليين يتعاون معهم للتعامل مع الطلاب المستجدين لكن هذه الأندية قلما تلقى تغطية إعلامية بل يعاني رؤساؤها من عدم التفات الملحقية إلى جهودهم فعلى الرغم من فعالية الأنشطة التي يقدمونها فعلى ما يبدو أن خلوها من الرقص و الأكل يجعلها في مرتبة متدنية. قد نلوم رؤساء الأندية الذي يتخذون الطريق الأسهل و لكن في ذات الوقت لا نبريء ساحة الملحقية التي تبارك هذه الحفلات الراقصة التي لا تنقل صورة حقيقية عن الثقافة السعودية بل تلبي الدعوات لحضورها. ثقافتنا السعودية ليست ثقافة راقصة و لا ثقافة الأكل و الشرب و النوم. يوجد لدينا الحرم المكي و الحرم المدني اثنان من أهم رموز الإعجاز في الهندسة المعمارية و التصميم الداخلي فلماذا لا تتبنى الملحقية مشروعا ليقوم طلاب الهندسة المعمارية و أقرانهم في التصميم الداخلي بإعداد تقرير مصور عنهما يتم من خلالها عكس صورة متميزة عن النهضة المعمارية إضافة إلى تقديم صورة متميزة عن الإسلام، في سان دييغو توجد البروفيسورة غادة المطيري إحدى أهم الشخصيات في الحقل الطبي كانت قبل أن تترأس معملا بحثيا في الجامعة هناك طالبة مبتعثة فلماذا لا تلزم الملحقية النادي السعودي بسان دييغو بالتواصل معها و استضافتها يوما ليتمكن الطلاب المبتعثون من الاستفادة من تجربتها و محاولة الاقتداء بها؟ يوجد في السعودية أدباء كثيرون و يوجد مصانع و يوجد أشياء أخرى غير بيت الشعر و الجمال أتمنى أن يشهد العام الجديد ولادة عهد جديد من أنشطة الأندية السعودية يترفع عن كوكتيل الرقص الشعبي و البوفيه المفتوح و تعميق ثقافة الخيمة و الجمل همسة... الأفكار كثيرة لكن ينقص فقط العزيمة و التصميم