هل ستضيف المرأة السعودية إلى أداء مجلس الشورى؟ لا شك في أن الوقت مبكر للإجابة على هذا السؤال وإن كنا نتمنى أن تتفوق على الرجال فتحدث تغييراً نوعياً في أداء المجلس، فلا... يتحول القرار التاريخي إلى فرص وظيفية نسائية جديدة ومحدودة لا غير، والأمر عينه بالنسبة إلى المجالس البلدية التي سمح للمرأة أخيراً بالترشح لعضويتها والتصويت، لكني بدأت بمجلس الشورى لأنه أعلى وأشمل وكذلك أقدم تجربة، انتظر منه أفراد المجتمع الكثير إلا أنه بقي دون حدود التطلعات، ويتذكر الناس دورات أفضل من دورات مرّ بها المجلس. تعيين عضوات في مجلس الشورى يفتح ملف تجربته، والعموم من الناس يقيمون الأداء بالنجاح في تشخيص العقبات وإيجاد الحلول لها، ولو تتبعت ملفاً واحداً من ملفات المعضلات التي نواجهها نجح المجلس في إصلاحها فلن تجد! وإذا وجدت «واحداً» فأرجو أن تخبرني مع الشكر مقدماً. والأمنية ألا تنقل المرأة تجربتها الإدارية البيروقراطية إلى مجلس الشورى والمجالس البلدية فهي تجربة بشهادات نسائية تنافس تجربة الرجال في الجمود إن لم تتفوق عليها. أحدث القرار جملة من ردود الفعل من الارتياح إلى استثماره لإعادة طرح مشاكل متضخمة يعاني منها المجتمع. جاء الطرح على شكل تعليقات، مثل إعلانات طريفة من خلال رسائل الجوال ومواقع التواصل الاجتماعي عن «نقل المعلمات وعضوات مجلس الشورى»، وفي المضمون إشارة مباشرة إلى قضايا النقل العام والاختناقات المرورية المستمرة والمطالبة بقيادة المرأة السيارة. أما أطرف ما وصلني فهي أبيات من الشعر باللهجة العامية يعتذر فيها الشاعر من صديقه «حمود» الذي يبدو أنه رشح نفسه للانتخابات البلدية لكن الشاعر فضل مرشحة عليه فقال: «يا حمود سامحني وأنا خوك يا حمود ما اقدر أرشحك واترك تهاني غالي يا بوخالد ولكن لك حدود ما بغاك تزعل حط نفسك مكاني لو شفتها يا حمود وعيونها السود تقول يا ربي وش اللي بلاني أبغي أصوت وارجع أصوت بزود يمكن يحسبونه لها صوت ثاني». ولا أعرف الشاعر لأذكر اسمه، فله مني الاعتذار، لكن الأبيات تخبر عن أوضاع الحملات الانتخابية «المتوقعة» للمجالس البلدية حينذاك وردود فعل «المصوتين» عليها، ودور الكحل في الوصول إلى المقاعد