عندما اخترع جراهام بيل الهاتف فقد كان يهدف إلى تسهيل التواصل بين الناس بغرض قضاء حوائجهم و تعمد أن يجعل له رنينا مزعجا بعض الشيء مما ينبه المتصل عليه و الذي نفترض أنه... قد يكون مشغولا كما كان حريصا أن تكون سماعة الهاتف خفيفة فلا يتعذب كلا المتصلين، و مع التطور الحاصل أصبح من الممكن استخدام الهاتف دون الحاجة إلى رفع السماعة فقط ضغطة زر و يمكن للطرفين الحديث. و لعلنا من موقعنا هذا نسجل أسفنا و اعتذارنا لمقام السيد جراهام بيل الذي توفي و لم يشهد تعامل الملحقية الثقافية السعودية بالولايات المتحدةالأمريكية مع جهاز الهاتف. فعدد لا يستهان به من الموظفين عزا سبب وجود أجهزة الهاتف فوق كل مكتب من مكاتب الملحق إلى الوجاهة و الديكور و وصل إلى قناعة أن أفضل طريقة للحفاظ عليه هي عدم استخدامه فتجد الطالب المسكين يتعذب و هو يتصل بمكاتب الموظفين و لا يجد مجيبا على الطرف الآخر سوى أجهزة الرد الآلي التي طفح بها الكيل فلم تعد قادرة على استقبال المزيد من الرسائل مما يفتح باب التساؤل عن جدوى ترك رسالة صوتية لن يتم سماعها بل ستكون عبئا على الجهاز المسكين الذي ضاق بما يحمل و لم يعد به سعة لتحمل المزيد. هذا علاوة على ما يصل الطلاب من رسائل الوعيد و التهديد على بريدهم الالكتروني بأنه لن يتم الرد عليهم و لن يتم البت في المعاملات التي تمت مناقشتها هاتفيا. بل إن بعض المشرفين الأكاديمين تجاوز كل ذلك إلى التلويح بتعليق المخصصات المالية في حال اتصل الطالب على مكاتبهم. خاصة أن بعض الموظفين يتعامل على حسب تقنية الايميل الزاجل. و يمكننا أن نضيف إلى عجائب هذا الزمان عجيبة جديدة لن تجدها سوى في الملحقية الثقافية السعودية بواشنطن و هي مهزلة السنترال المشغول و هي مسألة تحتاج إلى شرح و ظاهرة تحتاج إلى دراسة فالسنترال هو الهاتف الوحيد الذي لا يمكن أن يكون مشغولا حتى لو استقبل مليون اتصال. و لعل عبارة " هذه المكالمة مسجلة " تثير حنق الطلاب فما في المكالمة شيء يمكن تسجيله سوى آهات الطلاب و دعاءهم الله أن يرحمهم و ينصفهم. همسة: عندما رصدت الدولة الميزانية الضخمة لتزويد كافة مكاتب الملحقية بجهاز هاتف فإنها لم تهدف حفظها الله إلى تزيين المكاتب و إدخال البهجة إلى قلوب الموظفين عبر تزويد مكاتبهم بجهاز هاتف على أحدث طراز و لم تهدف إلى أن يتم استخدامه لإجراء المكالمات الخاصة و لا للاتصال بخدمة توصيل طلبات المطاعم و إنما كانت تهدف إلى استخدامها لخدمة الطلاب و تسهيل أمورهم و قضاء حوائجهم.