حذرت دراسة طبية تشيكية حديثه من الاعتياد على أدوية النوم مؤكدة أن هذه الأدوية لا توفر نوما طبيعيا هانئا وإنما نوما اصطناعيا ولذلك يتوجب أخذها لفترة تتراوح بين 2 4 أسابيع كحد أقصى ... ونبهت الدراسة إلى أن تكرار اخذ الأدوية المنومة يؤدي إلى نشوء حالة من الإدمان عليها ، كما أن لها تأثيرات جانبية مختلفة منها الشعور بالدوار أو الهلوسة وتنامي شعور مستخدميها بالحاجة إلى النوم رغم نومهم طوال الليل. وأشارت الدراسة إلى أن 84% من النساء التشيكيات و65% من الرجال التشيك تناولوا الحبوب المنومة خلال ألاثني عشر شهرا الماضية الأمر الذي يجعل التشيكيات في مقدمة النساء الأوربيات في هذا المجال . ونبه الطبيب النفسي بيتر هروبيش من المستشفى الجامعي في مدينة هراديتس كرالوفيه إلى أن الكثير من الناس يأخذون الحبوب المنومة كي يستطيعوا التركيز في العمل بشكل أفضل الأمر الذي ليس له علاقة بالنوم أبدا . وأكد أن إتباع التوصيات التالية يمكن له أن يوفر نوما هادئا ومفيدا ولاسيما التوجه إلى السرير عندما يشعر الإنسان بالنعاس وفي حال الإمكانية أيضا في نفس الوقت كل يوم، و استخدام السرير للنوم ولممارسة الجنس فقط وعدم استخدامه لمشاهدة التلفزيون مثلا أما في حال عدم الغفو خلال 20 دقيقة فينصح بالنهوض والقيام بنشاطات أخرى غير متعبة لكن في ظل ضوء خفيف . كما ينصح بعدم متابعة الوقت على الساعة في الغرفة ويفضل عدم وجود ساعة في غرفة النوم ، وبعدم تناول عشاء ثقيل أو التدخين قبل النوم ، وبضرورة أن يسود الهدوء في غرفة النوم وان تكون الحرارة فيها حوالي 16 درجة . وينصح أيضا بتجنب شرب الكحول أو تناول المواد المنبهة كالقهوة مثلا على الأقل 4 6 ساعات قبل النوم وبمطالعة الكتب المسرة والخفيفة قبل النوم . وتؤكد الدراسة أن الشعور بقلة النوم لفترة تزيد عن الشهر يتطلب البحث عن مختص لان قلة النوم تؤدي إلى إشكالات في العمل وأثناء قيادة السيارة والى اضطرابات في الذاكرة وتنامي الشعور بالألم والى حالة من الاكتئاب . من جهته يؤكد رئيس العيادة النفسية في مستشفى اولوموتس يان براشكو بأن إشكالات النوم تنمو مع التقدم بالعمر لان هرمون ميلاتونين الذي يتحكم بعملية النوم والاستيقاظ يتراجع مستواه في الدم . وأشار إلى أن قلة النوم المزمنة تسبب العديد من الإشكالات الصحية وبالتالي تساهم في تقصير الأعمار مؤكدا أن النوم لفترة تقل عن خمس ساعات في اليوم تزيد بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات الإصابة بالسكتات القلبية وتزيد بمقدار 9و2 مرة ألام الرأس و9و1 مرة من إمكانية الإصابة بالأمراض الهضمية إضافة إلى أن قلة النوم المزمنة أي المتكررة تزيد بمقدار 8و1 مرة من إمكانية حدوث ألام في الظهر والرقبة . وتلفت الدراسة التشيكية الانتباه إلى جانب أخر يقول بان الوفيات ترتفع أيضا من جراء النوم لأكثر من 4و7 ساعات يوميا ولذلك تخرج بنتيجة مفادها أن الذين ينامون بين 6 7 ساعات يوميا هم الأقل عرضة للوفاة . إلى ذلك يوضح الدكتور توماش بروخازكا رئيس الأطباء في مختبر النوم التابع لقسم الأمراض العصبية في مشفى هومولكا بان الجسم البشري يحتاج منذ السنة السادسة تقريبا للقسط الوافي من النوم ليلا وان الذين يعانون من قلة النوم ينعكس ذلك على تصرفاتهم وعملهم فهم يشعرون بالتعب وعدم التركيز وتكون ردود فعلهم حادة وأداءهم اقل وبالتالي ففي الكثير من الأحيان يتعرضون لإصابات من جراء قلة النوم . ويعتبر الأطباء قلة النوم بأنها عدم المقدرة على الغفو خلال فترة 30 دقيقة أو الاستيقاظ أكثر من 4 مرات خلال الليل بوقت يطول أكثر من 3 دقائق في كل مرة كما يعتبر قلة النوم الاستيقاظ المبكر قبل الموعد الصباحي المحدد بنحو ساعة مثلا أما الوتيرة الزمنية لاعتبار حدوث قلة النوم فهي تكرار هذه المظاهر 3 مرات خلال شهر واحد. وتشير الدراسة بالصلة مع موضوع النوم إلى ظاهرة الشخير التي تصيب ثلث التشيك البالغين من العمر وأنها تعتبر من الأسباب التي تؤدي إلى الخلاقات الزوجية التي تنهي عادة بالطلاق وتلفت الدراسة إلى أن الشخير يعتبر في الولاياتالمتحدة احد الأسباب المعترف بها للطلاق فيما لا يعتبر ذلك سببا مبررا في تشيكيا والعديد من الدول الأخرى وان كان الشخير يثقل الحياة الزوجية لعشرات الآلاف من الأسر . وتعيد الدراسة أسباب الشخير إلى البدانة والى تناول الكحول قبل النوم أو استخدام أدوية غير مناسبة للتهدئة أو لوجود التهابات في المجاري التنفسية أو بسبب النوم والفم مفتوح أو بسبب التعب الزائد كما يعتبر التدخين من العوامل الخطرة مع التقدم في العمر والأنواع المختلفة من الحساسيات التي تؤثر على الجهاز التنفسي . ووفق الدراسة فان الرجال يشخرون أكثر من النساء وانه في إحدى الدراسات تم قياس صوت الشخير الصادر عن احد الرجال فتبين بان له قوة 102 ديسي بيل الأمر الذي يعادل الصوت الصادر عن قطار يعبر المنطقة .