لا يبعد أن يكون العرب قد عرفوا فحص البول قبل الإسلام، لتميزهم عن باقي الشعوب بإتقان علوم القيافة والعيافة. إلا أن أقدم ما وصلنا من ذلك فيما وصل إليه علمي هي... قصة فحص بول السري السقطي (ت 253ه) خال الإمام الجنيد، انظرها في الوراق في كتاب (إحياء علوم الدين) قال: (حكي عن الجنيد أنه قال: مرض أستاذنا السري رحمه الله فلم نعرف لعلته دواء ولا عرفنا لها سبباً. فوصف لنا طبيب حاذق، فأخذ قارورة مائه فنظر إليها الطبيب وجعل ينظر إليه ملياً ثم قال لي: أراه بول عاشق! قال الجنيد: فصعقت وغشي علي، ووقعت القارورة من يدي، ثم رجعت إلى السري فأخبرته، فتبسم وقال: قاتله الله ما أبصره! قلت: يا أستاذ وتبين المحبة في البول! قال: نعم). وانظر المسألة من وجهة نظر الطب العربي في كتاب (القانون) لابن سينا (على الوراق) في الفصل الذي أوله: (لا ينبغي أن يوثق بطرق الاستدلال من أحوال البول إلا بعد مراعاة شرائط..) وانظر أيضا في (البصائر والذخائر) القصة التي أولها (اعتل بعض النوكى، وكان من الرؤساء المجدودين) وفي (نثر الدر) للآبي و(الوافي) للصفدي، في أخبار جحا: (وأخذ بوله في قارورة ومضى به إلى الطبيب وقال: إني أريد أن أنقطع إلى بعض الملوك فانظر، هل اُصيبُ منه خيراً?)