لا أخفيكم ما أُصبت به من نوبة إحباط عندما كنت أعد لكتابة هذا المقال والذي تزامن مع إعداد مستشفانا ليوم تثقيفي عن داء السُكري. ولقد نظرت إلى ما أشار إليه الموقع الالكتروني "للإتحاد الدولي للسُكري" حيث كانت المفاجأة ألا وهي؛ عدم توفر معلومات عن وجود برنامج وطني بالمملكة لمكافحة داء السُكري حتى نهاية عام 2010م. فدفعني فضولي لأن أتوقف قليلاً عند الإحصاءات الواردة على موقع منظمة الصحة العالمية "صفحة قاعدة المعلومات الالكترونية العالمية لعام 2004 م" من أن السعودية قد احتلت (المرتبة السادسة عشر) ضمن 191 دولة من حيث عدد الوفيات المتعلقة بداء السُكري. وتساءلت عن مدى فاعلية وجدوى الأرقام لدينا في صنع القرار على مدى 17 عاماً؛ وهي الفترة الزمنية التي تم فيها إنشاء أول مركز لرعاية مرضى السُكري حيث أنشئ في عام 1993م. فغد وت أبحث عن المعلومات التي قد يطَلع عليها العالم من حولنا والمتعلقة مباشرة بداء السُكري وغير مباشرة بالأمراض المزمنة الأخرى كالسرطانات والسمنة وضغط الدم. فوجدت أن مملكتنا الحبيبة في العام 2010م قد احتلت المرتبة (الثامنة والعشرين) ضمن 192 دولة من حيث ارتفاع معدلات السمنة لدى البالغين والتي يرمز لها بمؤشر كتلة الجسم (BMI). كما احتلت المملكة وفي نفس العام المرتبة (المائة وأربع وأربعين) ضمن 192 دولة من حيث ارتفاع معدلات الكوليستيرول في الدم ومع أن هذه المرتبة بالذات لدي تحفظ عليها، إذ أنها قد لا تدل على ما نعيشه من واقع في هذا الصدد....! وفي ظل عدم وجود دلالات تلوح في الأفق عن وجود برنامج وطني سعودي لرصد العوامل والعادات المعرفية والسلوكية الخطرة لدى المراهقين والبالغين، أسوة بما هو معمول به من قبل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدةالأمريكية (CDC) منذ أكثر من خمس وعشرين عاماً والذي يرمز له بالرمز((BRFSS. فإن الوضع إذا ما استمر على ما هو عليه دون تقدم فإنه لا يُوحي بخير...! ومن هنا فإنني أناشد المسؤولين عن التخطيط والتنمية في البلاد، لا سيما أن الصحة والتعليم هما المسارين الرئيسين لتحقيق التنمية البشرية لدى شعوب العالم، بالعمل على ترجمة تلك الأرقام المرصودة إلى خطط عمل وبرامج وطنية قوية ومتكاملة من شأنها أن ترتقي بمملكتنا الغالية إلى قائمة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً بدلا مما توصلت إليه في عام 2010م من تنمية بشرية مرتفعة فقط. ولن أذكر هذه المرة دولتي أمريكا وكندا كمثال، بل دولتين من دول الجوار ألا وهما الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر حيث احتلتا مراكز متقدمة جداً ضمن ترتيب الدول في تقرير التنمية البشرية لنفس العام. ودمتم بصحة وعافية.