لماذا كل هذه الضغوط ياساهر؟ بعدما تفاءلنا بك كنظام لضبط حركة المرور، وما توقعناه منك منذ بداية التطبيق من تقليص في معدلات حوادث السير الناتجة عن السرعة. فإذا بك تؤدي إلى زيادة في الضغوط النفسية التي يرضخ تحتها سائق المركبة. حيث أصبح السائق بين مطرقة كاميرات نظام ساهر وسندان سوء تنظيم حركة المرور في كثير من شوارع مدننا المختنقة بالسير والتي تئن من المصادر المتعددة للتلوث البيئي. وكذلك تحت وطأة تعرض مستخدمي الطرق في مدننا الكبرى إلى التلوث السمعي و البصري وما أٌثبت علمياً من آثاره السلبية على الصحة العامة مثل زيادة معدلات القلق والتوتر وما يترتب على ذلك من ارتفاع في معدلات ضغط الدم وأمراض القلب، ذلك وفقاً لدراسات وبحوث صادرة في هذا الصدد. ومن منطلق اهتمامي بصحة الأفراد حيث كنت أدعو في السابق إلى تعاون سائقي المركبات مع نظام ساهر في سبيل سلامتهم. وجدت نفسي مشفقةً على السائقين وخصوصاً بعد ما ذٌكر لي من مضاعفة للغرامات المالية المرصودة، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من عشرين ألف ريال. فهل يطيق المواطن متوسط الدخل تحمل تلك المبالغ الطائلة من الغرامات في مجتمع يعتمد في الغالب على السائق الوافد. وهل مضاعفة تلك المبالغ من الغرامات مقبولة شرعاً؟ حقيقة وقبل كل شيء، أجد أنه من الواجب أن نلتزم بأمر الله عز وجل في قوله تعالى:( ولاتزرُ وازرةٌ وزرَ أُخرى) ، ذلك تحقيقاً لمبدأ العدالة التي ينبغي أن تسود في بلد مسلم مثل هذاالبلد الكريم و في ظل قيادة حريصة كل الحرص على ذلك. ويتضمن ذلك عدم تحميل كفيل السائق المخالف هذا الكم من الغرامات والتي لن يتحملها مكفوله. أما في سبيل التقليل من الآثار الصحية السلبية لضغوط نظام ساهر خاصة ونظام المرور عامة، فإنه يتعين الإبقاء على الغرامات المفروضة شريطة عدم مضاعفتها، مع بحث إمكانية ربطها إلكترونياً بتسديد فواتير خدمات أخرى.واالله من وراء القصد. *استشاري طب المجتمع