«أنا سيدة متزوجة وأم لأربعة أطفال.. يعاني زوجي من الاكتئاب ويدفعني أهلي لأن أطلب الطلاق منه بحجة أن لا أمل في شفائه، ماذا أفعل؟» خدعوك يا سيدتي بقولهم إن الاكتئاب مرض ليس له علاج.. ولنبدأ حديثنا عن ما هو الاكتئاب. هو تغيرات كيميائية تحدث في الدماغ تتسبب فيها إلى حد ما عوامل وراثية وإلى حد بعيد عوامل بيئية مثل حدث طارئ يدعو إلى القلق أو الخوف أو الحزن الشديد، أو عارض مرضي ثقيل الوطأة، أو إدمان الكحول والمخدرات، أو حتى تغيير في فصول السنة. وأحيانا لغير سبب ظاهر. أعراض الاكتئاب متعددة وتختلف من شخص لآخر. من أبرزها فقدان الرغبة في أشياء كانت تبعث في النفس السرور، والإحساس بالفراغ الداخلي، وفقدان الأمل، والشعور بالذنب. تختلف نسبة انتشار الاكتئاب بين الشعوب. ففي شعوب آسيا نجد نحوا من 3 % من البشر أصيبوا بالاكتئاب في فترة من فترات حياتهم، وترتفع هذه النسبة في أمريكا وأوروبا حتى تصل إلى أكثر من 10 %. هناك الاكتئاب المزمن الذي يصاحب الإنسان طويلا إذا لم يعالج، وهناك الاكتئاب العارض الذي قد لا يسلم منه إنسان ويزول بزوال أسبابه. نسبة الإصابة بين النساء ضعف النسبة بين الرجال. علاج الاكتئاب يحتاج إلى الصبر وإلى كثير من دعم الأسرة وتفهمها ويتلخص في أمرين: أولهما العلاج الطبي وقد تطورت أدوية الاكتئاب في العقود الأخيرة تطورا ملحوظا. ثانيهما العلاج النفسي. ومن ذلك العلاج الذاتي ويرتكز على تبني الإنسان أسلوبا إيجابيا في الحياة والتفكير أي النظر إلى نصف الكوب المليء بدلا من نصفه الفارغ. وهو أمر يمكن التدرب عليه إلى أن يصبح منهج حياة. وهناك العلاج النفسي لدى المختصين. أجعلي ثقتك كبيرة بالله ولا تستسلمي للمفاهيم الخاطئة التي قد تؤثر سلبا على حياتك الزوجية. بقلم زهير أحمد السباعي