تشارك العديد من القطاعات الصحية في المملكة في حملة توعوية شاملة ضد انتشار مرض الجلوكوما ( الماء الأزرق) وذلك بالتزامن مع احتفال العالم هذه الأيام بالأسبوع العالمي للجلوكوما تحت شعار (لنتغلب على الماء الأزرق "الجلوكوما") وهو مناسبة سنوية تُقام إثر مبادرة أطلقتها منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع الوكالة الدولية للوقاية من العمى ضمن المبادرة العالمية "الرؤية 2020" . ومرض "الجلوكوما" أو ما يُعرف بالماء الأزرق هو مرض يصيب العين نتيجة اضطراب في معظم الأحيان في الضغط الداخلي لعين المصاب، مما يسبب تلفاً في العصب البصري، وبالتالي فقد النظر - لا قدر الله -، ومن أهم مسببات انتشاره زواج الأقارب. وتكمن مشكلة الجلوكوما في أنه مرضا صامتا نادر الأعراض عند أكثر الحالات خاصةً المزمنة منها، إذ لا يشعر الشخص المصاب بأي أعراض طارئة أو غريبة إلا في حالات ارتفاع الضغط الحاد والمفاجئ، مما جعل العامة يطلقون عليه قديماً اسم "السويرق" أو سارق البصر الصامت. وفي ذلك السياق قالت استشارية طب و جراحة العيون والمتخصصة في علاج أمراض "الجلوكوما" في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون الدكتورة عهود عبدالعزيز عويضة، إن "الجلوكوما" يمكن أن يصيب أي فئة عمريّة دون استثناء، إذ قد يصاب به الأطفال عند الولادة أو في السنوات الأولى من العمر، كما قد يصاب به متوسطي الأعمار نتيجة الإصابات، أو التهابات العين، أو استعمال بعض الأدوية المحتوية على مادة الكورتيزون، إضافة إلى كبار السن وذلك نتيجة العامل الوراثي أو كمضاعفات لمرض السكري. وأفادت أن "الجلوكوما" من الأمراض المزمنة التي تشبه مرض السكري والضغط، ويتوجب على المريض متابعة العلاج بشكل مستمر للحفاظ على المعدل الطبيعي لضغط العين، ولتجنب المضاعفات التي قد تتسبب في ضمور العصب البصري و فقدان النظر، مبينة أن جميع الوسائل العلاجية المتاحة حتى الآن سواءً من قطرات العين أو أدوية الفم أو الليزر، أو العمليات الجراحية هي جميعا تهدف للمحافظة على ضغط العين، والوضع الحالي للعصب البصري، و لا يمكن أن تعالج الأضرار الحاصلة سابقًا من ضمور وتلف. وأشارت إلى أن المملكة هي ثاني أكثر دولة في العالم في ظهور الجلوكوما عند الأطفال ( الماء الأزرق الخلقي )، بسبب انتشار زواج الأقارب، حيث ينشأ عنه توارث المرض في الأجيال اللاحقة، لذ تسعى وزارة الصحة ممثلة في اللجنة الوطنية لمكافحة العمى، والبرنامج الوطني لصحة العين، والجمعية السعودية لطب العيون إلى نشر الوعي الصحي بهذا الخصوص، والنصح بتجنب زواج الأقارب في العوائل التي تحمل التاريخ المرضي للجلوكوما الخلقية. وتهدف حملة الأسبوع العالمي للجلوكوما إلى تعريف المرضى بماهية المرض، والفئات الأكثر عرضة له كمرضى السكري أو من هم فوق الأربعين سنة، أو من ذوي التاريخ العائلي للمرض، كأن يكون أحد أفراد العائلة مصابا بالمرض فتصبح نسبة ظهور المرض عالية في الأقرباء من الدرجة الأولى.