يعاني كثير من الناس بدرجات متفاوتة من متلازمة الساقين غير المستقرة وهي عبارة عن إحساس يوصف بالغريب وغير المريح في كلتا الساقين يشتد عند... الاستلقاء للنوم بالليل ويؤدي إلى الشعور بالرغبة في استمرار تحريك الساقين مما يعطي بعض الارتياح قصير الأمد ، إلاّ أن هذا الشعور ما يلبث أن يعود بمجرد استقرار الساقين و محاولة النوم مرة أخرى ، مما يضطر المريض في كثير من الأحيان إلى مغادرة الفراش والمشي في أرجاء الغرفة قليلا ، وعادة تكون النتيجة عدم استقرار النوم والشعور بالأرق ومن ثم زيادة الخمول والنعاس أثناء النهار. ويضيف استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النّوم ومدير مركز اضطرابات النّوم بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بصحة الحرس الوطني بجدة الدكتور أيمن بدر كريّم غالبا ما يبدأ هذا الاضطراب في العشرينات من العمر بينما تسوء الأعراض مع التقدم في السن ، وكثيرا ما يجد المريض صعوبة في وصف الشعور الذي ينتابه في الساقين إلا أن معظم المرضى لا يشتكي من الألم وإنما من التنميل أو الحكة أو عدم الارتياح أو الشد العضلي أو الحرارة في داخل عضلة الساق ، وتكون هذه الأعراض في أوجها عند المساء خاصة قبل النوم إلا أنه يمكن للمريض المعاناة منها خلال فترات الجلوس الطويلة أثناء النهار كما يحصل خلال السفر ، لافتا الى ان هذا النوع من اضطرابات الحركة المتعلقة بالنوم يصيب مانسبتة 5 – 15 % من الأفراد بحسب دراسات إحصائية مختلفة حيث يعاني 10 أشخاص من بين كل 100 شخص تقريبا من حالة الساقين غير المستقرة في فترة ما من حياتهم. وحول الأسباب وعوامل الخطر يشير د.كريم الى أن نسبة الإصابة بمتلازمة الساقين غير المستقرة تزيد لدى النساء وخاصة الحوامل حيث يعاني منه مايقرب من 30 % أثناء فترة الحمل ، كما يرتبط المرض بعدة عوامل ومنها نقص الحديد المسبب لفقر الدم وتقدم العمر وإصابة أحد الآباء أو الأشقاء بنفس المشكلة والإصابة بمرض السكري وقصور وظائف الكلى وأمراض الروماتزم والمفاصل وبعض أمراض المخ والأعصاب كمرض الباركنسونز وكذلك كثرة تناول المنبهات كالكافيين. وعن التشخيص والعلاج يؤكد د.كريم انه يمكن تشخيص المشكلة عن طريق أخذ التاريخ المرضي بدقة إلا أنه يتم اللجوء في بعض الحالات إلى دراسة النوم معمليا لتسجيل حركة الساقين قبل وأثناء النوم ، ومن ضمن الخطوات المتبعة للعلاج عمل تمارين خفيفة لشد وارتخاء عضلات الساقين والامتناع عن تناول الكافيين والمواد الكحولية وتجنب السهر وعدم تناول الأدوية مثل بعض أنواع أدوية الاكتئاب ، كما أن علاج بعض أسباب المرض كفقر الدم بمركبات الحديد غالبا مايؤدي إلى تحسن كبير. وفي كثير من الأحيان يتم اللجوء إلى أدوية ثؤثر إيجابا في الأعصاب الطرفية وتهدف إلى علاج اضطرابات الحركة والشعور المؤرق كالأدوية المستخدمة في علاج الصرع أو الأعصاب و بعض العلاجات المهدئة.