يعني مصطلح "السِّمنَة" وجودَ كمِّية زائدة من الدُّهون في الجسم. والأمرُ هنا مختلف عن أن يكونَ المرء زائد الوزن، فهذا مجرَّد زيادة في وزن الجسم. لكنَّ المصطلحين يعنيان أنَّ وزن الشخص أزيَد مما يعدُّ صحِّياً بالنسبة لطوله. ينمو الأطفال بمعدَّلات مختلفة؛ وهذا يعني أنَّه لا يكون من السهل دائماً أن نعرف متى يكون الطفل سميناً ومتى يكون زائد الوزن فحسب. لابدَّ من جعل الطبيب يقيس طول الطفل ووزنه لتحديد ما إذا كان ضمن المجال الصحِّي السليم. إذا كان اللجوءُ إلى برنامج لتخفيف الوزن أمراً ضرورياً، فمن الأفضل أن تشترك العائلة كلها في ممارسة العادات الصحِّية حتى لا يشعرَ الطفل أنَّه يتميَّز بمعاملة خاصة. ومن الممكن تشجيع عادات الأكل الصحي من خلال تقديم مزيد من الفاكهة والخضار، والتقليل من شراء المشروبات الغازية والأطعمة ذات السعرات الحرارية الزائدة، إضافةً إلى الأطعمة الخفيفة ذات المحتوى المرتفع من الدُّهون. ومن الممكن أيضاً أن تكونَ ممارسة النشاط الرياضي أمراً مفيداً حتى يتغلَّبَ الطفل على السِّمنَة أو زيادة الوزن. يحتاج الطفل إلى ممارسة نشاط بدني مُدَّةَ ستِّين دقيقة كلَّ يوم. مقدِّمة يعدُّ الطفلُ سميناً عندما يبلغ مؤشِّرُ كتلة الجسم لديه خمسة وتسعين نقطة مئوية أو أكثر. يعني هذا أنَّ وزنَ الطفل يزيد بما يتجاوز 95٪ من وزن الأطفال من عمره وجنسه. تعرِّض السِّمنَةُ الطفلَ إلى خطر أكبر فيما يخص ظهور بعض المشكلات الصحية في وقت لاحق من حياته. ومن الممكن أن يؤدِّي الوزن الزائد إلى قلة تقدير المرء لنفسه وإلى الاكتئاب. يناقش هذا البرنامجُ التثقيفي أسبابَ سِمنَة الأطفال وأعراضها. كما يتناول أيضاً المضاعفات وعوامل الخطورة المرتبطة بهذه الحالة. وهناك قسم مخصص للتغييرات التي يمكن أن تنقلَ المرء إلى نمط حياة صحي، وهو يقدِّم نصائح من أجل الوقاية من سِمنَة الأطفال. السِّمنَةُ عند الأطفال سِمنَةُ الأطفال حالةٌ طبِّية خطيرة. ويعدُّ الطفلُ سميناً عندما يتجاوز الوزنَ الطبيعي لسنِّه وجنسه وطوله. إنَّ سِمنَةَ الأطفال تعرضهم لمخاطر الإصابة بمشكلات صحية من قبيل ارتفاع الكولستيرول وزيادة ضغط الدم والداء السُّكَّري. وقد كانت هذه الأمراضُ مقتصرةً على الكبار فيما مضى. أمَّا اليوم، فإنَّ الأطفالَ يتمكَّنون من الوصول بسهولة إلى أطعمة غير صحِّية. إن الأطعمة السريعة والسكاكر، والمشروبات الغازية، متوفِّرة بكثرة في متناول الأطفال. يمارس الأطفالُ اليومَ مستويات نشاط جسدي شديدة التدني بالمقارنة مع الماضي، وذلك من قبيل مشاهدة التلفزيون أو ممارسة ألعاب الفيديو. إن تفضيل النشاطات التي لا تتطلَّب جهداً جسدياً على النشاطات التي تتطلَّب بذل جهد جسدي، كالرياضة مثلاً، يعرِّض الأطفال إلى خطر الإصابة بمشكلات صحِّية خطيرة. هناك مشكلاتٌ صحِّية كثيرة ترتبط بسِمنَة الأطفال. ومنها: هناك أيضاً مشكلاتٌ اجتماعية وانفعالية على صلة بسِمنَة الأطفال. ومنها: إنَّ الوقاية الناجحة من سِمنَة الأطفال، أو معالجة هذه السِّمنَة، أمر ممكن من خلال إدخال تغييرات معيَّنة على نمط الحياة. إن من شأن تحسين النظام الغذائي للطفل ودفعه إلى ممارسة الرياضة أن يحسِّنَ صحَّته الآن وفي المستقبل أيضاً. الأعراض لا يكون كلُّ طفل زائد الوزن مصاباً بالسِّمنَة بالضرورة. يمكن أن يكون هناك أطفال يتمتَّعون بأجسام أكبر من المعدل المألوف لأعمارهم. كما يملك جسم الطفل كمِّيات مختلفة من الدُّهون خلال المراحل المختلفة من نموه. يستطيع طبيبُ الطفل تقديمَ المساعدة من أجل تحديد ما إذا كان وزن الطفل يمثل خطراً على صحته. يجري هذا من خلال حساب مؤشِّر كتلة الجسم لدى الطفل (BMI). يحدد هذا المؤشِّر ما إذا كان الطفل زائد الوزن بالنسبة لسنه وطوله. يمكن للطبيب أن يستخدمَ مخطَّط النمو من أجل المقارنة بين الطفل وبين بقية الأطفال الذين هم من عمره وجنسه؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لطفل يبلغ مؤشر كتلة الجسم عنده 85 نقطة مئوية أن يزن أكثر من 85٪ من وزن بقية الأطفال في العمر نفسه ومن الجنس نفسه. يعدُّ الطفل الذي يبلغ مؤشِّر كتلة الجسم لديه 85 إلى 94 نقطة مئوية طفلاً زائد الوزن عادة. وأمَّا الطفلُ الذي يبلغ المؤشِّر لديه أكثر من 95 نقطة مئوية فيعدُّ طفلاً سميناً. لا يأخذ مؤشِّرُ كتلة الجسم في الحسبان ما إذا كان الجسم يتمتع بكتلة عضلية كبيرة. وهو لا يلحظ أيضاً وجودَ أجسام أكبر من المعدل المعتاد أو وجود حالات نمو جسدي يمكن أن تتفاوتَ من طفل لآخر. لكن الطبيب يستطيع أن يحدِّدَ دورَ هذه العوامل كلها عندما يدرس ما إذا كان وزن الطفل الزائد يدعو إلى القلق. إذا قلق الأهلُ نتيجة وزن طفلهم، فعليهم استشارة الطبيب. يستطيع الطبيب أن ينظر إلى الرقم وفق عوامل مختلفة بما في ذلك علاقة الوزن بالطول في أسرة الطفل. إنَّ هذا يساعد في تحديد ما إذا كان وزن الطفل سبباً يدعو إلى القلق. الأسباب هناك أسبابٌ كثيرة محتملة لإصابة الطفل بالسِّمنَة، ومنها: يمكن أن توجدَ أمراضٌ وراثية معيَّنة أو اضطرابات هرمونية معيَّنة تسبِّب سِمنَة الأطفال. ومن الأمراض الوراثية متلازمةُ برادر ويلي، ومتلازمة كوشينغ. وترتبط هاتان المتلازمتان بسِمنَة الأطفال. لكنَّ الإصابة بهاتين المتلازمتين غيرُ شائعة. في أغلب الحالات، تكون سِمنَةُ الأطفال على صلة بمشكلات تتعلَّق بنمط الحياة. إنَّ الإكثار من الأكل والإقلال من التمارين الجسدية سبب من الأسباب الرئيسية لسِمنَة الأطفال. عواملُ الخطورة هناك عوامل كثيرة يمكن أن تزيدَ من خطر زيادة وزن الطفل. وهذه العوامل تُعرَف باسم عوامل الخطورة. يستعرض هذا القسم عوامل المخاطر الأكثر شيوعاً التي ترتبط بسِمنَة الأطفال. إذا كان الطفلُ يتناول على نحو دائم أطعمةً ذات سعرات حرارية مرتفعة، فقد يكون معرَّضاً لخطر زيادة الوزن. ومن الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة المخبوزاتُ والأطعمة السريعة والأطعمة التي يحصل الطفل عليها من آلات بيع الطعام. تحوي هذه الأطعمةُ سكراً زائداً ودهوناً و سعرات حرارية زائدة. إذا كان الطفلُ لا يمارس رياضةً بدنية على نحو منتظم، فقد يكون من المرجح أن يزداد وزنه. إنَّ التمارين الرياضية تحرق السعرات الحرارية من خلال النشاط الجسدي. أمَّا مشاهدة التلفزيون وممارسة ألعاب الفيديو وتصفُّح الإنترنت فهي نشاطات تتَّسم بالخمول الجسدي. ويعدُّ الأطفال الذين يُكثِرون من هذه النشاطات معرَّضين للإصابة بسِمنَة الأطفال. يمكن أن يكونَ لعادات الأكل في الأسرة أثر على وزن الطفل. إن شراء الأطعمة "السهلة" بدلاً من الأطعمة الصحِّية يعرِّض الطفلَ لخطر السِّمنَة. هذا يعني أنَّ المعجنات والفطائر المجمدة ورقائق البطاطس هي من بين تلك الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة. إنَّ وجود سِمنَة في العائلة يعدُّ عامل خطورة إضافي. وهذا يعني أنَّ الأطفال المنحدرين من عائلات تتَّسم بزيادة الوزن يكونون معرَّضين أكثر من غيرهم لزيادة الوزن أيضاً. هناك عوامل نفسية يمكن أن تجعلَ الطفل معرَّضاً لخطر سِمنَة الأطفال. قد يلجأ الطفلُ إلى التلاؤم مع مشكلات انفعالية، كالتوتُّر أو الضجر، من خلال الطعام. تكون هذه الميولُ متوارثة في العائلة عادة. إنَّ للعوامل الاجتماعية الاقتصادية أثراً أيضاً فيما يتعلَّق بسِمنَة الأطفال؛ فأطفالُ العائلات ذات الدخل المنخفض أكثر ميلاً إلى ظهور حالات السِّمنَة بينهم، لأنَّ الطعامَ الصحِّي وممارسة الرياضة من الأمور التي تتطلَّب وقتاً وطاقة وموارد تفتقر إليها بعض العائلات. التشخيص يستطيع الطبيبُ تقديمَ المساعدة لتحديد ما إذا كانت زيادة وزن الطفل سبباً يدعو إلى القلق. يبدأ الطبيبُ بأن يتحقَّق من مؤشِّر كتلة الجسم لدى الطفل. وهذا ما يحدِّد إن كان الطفل زائد الوزن بالنسبة إلى سنه وطوله. إضافةً إلى تقدير مؤشر كتلة الجسم، يقوم الطبيب بتقييم تاريخ الأسرة من حيث السِّمنَة وحيث المشكلات المتعلقة بالوزن. كما يقوم الطبيب أيضاً بتقييم: وفي أثناء هذا الوقت، يراجع الطبيب تطوُّرَ الطفل الجسدي ويتفقَّد قلبه ورئتيه وضغط دمه، وغير ذلك من العلامات الحيوية. إذا رأى الطبيبُ أنَّ الطفلَ مصابٌ بالسِّمنَة، فسوف يطلب إجراء اختبارات للدم تتضمَّن: هناك اختبارات تتطلَّب أن يمتنعَ الطفل عن الطعام مدة تصل إلى ثماني ساعات قبل إجراء الاختبار. ويعني هذا الامتناع أنَّ على الطفل عدم تناول أي طعام أو شراب. يخبر الطبيبُ الأهلَ ما إذا كان على الطفل أن يمتنع عن الطعام قبل إجراء اختبارات الدم. المعالجة تعتمد معالجةُ سِمنَة الأطفال على عمر الطفل وعلى وجود مشكلات صحية لديه أو عدم وجودها. تشمل المعالجةُ غالباً إدخالَ تغييرات على نمط الحياة. وقد تتضمَّن تغييراً في نظام الطفل الغذائي وفي مستوى نشاطه الجسدي. تجري أحياناً معالجةُ السِّمنَة عند الأطفال من خلال استخدام أدوية أو إجراء جراحة لإنقاص الوزن. لكن هذه الحالات غير شائعة. تشتمل معالجةُ الأطفال تحت سن السابعة على تنظيم الوزن عادة، وليس إنقاص الوزن. إنَّ هذا يسمح للطفل بالمحافظة على وزنه الحالي في أثناء ازدياد طوله. وخلال فترة من الوقت، يؤدي ذلك إلى انخفاض مؤشِّر كتلة الجسم ليصبح ضمن الحدود الطبيعية. أمَّا في حال وجود مخاوف صحية، فإنَّ الطبيب يمكن أن يوصي بإنقاص الوزن. يجري العملُ عادة على إنقاص وزن الأطفال المصابين بالسِّمنَة إذا كانوا في سن السابعة أو أكبر من ذلك. يجب أن يكونَ تخفيض الوزن بطيئاً، وأن يجري على نحو منتظم. ويكون معدل إنقاص الوزن نصف كيلوغرام في الأسبوع أو في الشهر، وذلك تبعاً لصحَّة الطفل. تجري معالجةُ السِّمنَة أحياناً من خلال استخدام أدوية لإنقاص الوزن. وقد يصف الطبيبُ للطفل الذي يتجاوز اثني عشر عاماً من العمر أدوية تمنع امتصاصَ الشحوم في الأمعاء. لكن وصف أدوية إنقاص الوزن للأطفال أمرٌ لا يقوم به الطبيب عادة. تجري أحياناً معالجةُ الأطفال المصابين بزيادة مستوى الكولستيرول من خلال استخدام أدوية الستاتين. إنَّ هذه الأدوية تساعد على تخفيض الكولستيرول، لكن آثارها الجانبية على المدى البعيد غير معروفة. ولابدَّ من سؤال الطبيب عن المخاطر المحتملة. يمكن في بعض الأحيان أن يكونَ إجراء عمل جراحي لتخفيض الوزن خياراً ممكناً من أجل الأطفال المصابين بالسِّمنَة في سنٍّ معيَّنة. إن العمليات الجراحية من أي نوع تتضمَّن مخاطر ومضاعفات محتملة. وقد يلجأ الطبيب إلى معالجة سِمنَة الطفل من خلال الجراحة إذا كان وزنه الزائد يسبِّب خطراً أكبر من الأخطار التي يمكن أن تنجم عن العملية الجراحية. يمكن للمعالجة وللجراحة أن تريحَ الطفل من الأعراض والحالات الصحية المرتبطة بالسِّمنَة. لكن ما من بديل عن الأكل الصحِّي وعن النشاط الجسدي. إن تشجيع العادات الصحية في المنزل أمر أساسي من أجل تمتُّع الطفل بصحَّة جيِّدة. نصائح من أجل نمط حياة أكثر صحَّة يستطيع الأهلُ أن يمارسوا تأثيراً كبيراً في صحَّة طفلهم من خلال إدخال بعض التغييرات الصغيرة. يستعرض هذا القسمُ عشرَ نصائح من أجل التشجيع على عادات الأكل السليمة الصحية في البيت. الخلاصة يعدُّ الطفلُ مصاباً بالسِّمنَة عندما يكون مؤشِّر كتلة الجسم لديه أكثر من 95 نقطة مئوية. وهذا يعني أنَّ وزن الطفل أكثر من وزن 95٪ من بقية الأطفال الذين هم من جنسه وعمره. إنَّ سِمنَةَ الأطفال تعرِّضهم لمخاطر الإصابة بمشكلات صحية من قبيل ارتفاع الكولستيرول وزيادة ضغط الدم والداء السُّكَّري. لقد كانت هذه الأمراض محصورة بالكبار في الماضي. إن زيادة الوزن يمكن أن تؤدِّي أيضاً إلى الاكتئاب وإلى عدم رضا الطفل عن نفسه. إنَّ سهولة حصول الطفل على الأطعمة غير الصحية، إضافة إلى تناقص مقدار نشاطه الجسدي، أمور تساهم في زيادة سِمنَة الطفل باستمرار. تعتمد معالجةُ السِّمنَة لدى الأطفال على سن الطفل وعلى وجود حالات صحية خاصة لديه أو عدم وجود هذه الحالات. وتشمل المعالجةُ إدخالَ تغييرات على نمط الحياة عادة، بحيث يجري الاهتمامُ بالأكل الصحي وبزيادة النشاط الجسدي. وفي بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى الأدوية أو إلى جراحة إنقاص الوزن من أجل معالجة السِّمنَة الزائدة لدى الأطفال. يمارس الوالدان دوراً كبيراً في تكوين عادات الطفل. وهما يستطيعان أن يضربا للطفل مثالاً في الأكل الصحِّي الجيد وفي ممارسة النشاط الجسدي. وهذا يعني مساعدة الطفل في المحافظة على الوزن الصحي. إن العادات التي يكتسبها الطفل الآن سوف تظلُّ معه حتى يصبح كبيراً على الأغلب. هذه المعلومة مقدمة من موع موسوعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العربية للمحتوى الصحي