كونا ) : تمكن فريق من الباحثين في ثلاث جامعات سويسرية من توضيح الآلية الأساسية لكيفية تجميع بروتينات الحليب غير مكتملة التركيب على شكل اشرطة وتصويرها مما يسلط الضوء على.... فهم تركيب البروتينات الشبيهة وتفاعلاتها وتطبيقاتها المحتملة في الصناعات الصيدلانية والغذائية.واكد الباحثون أن صور البروتينات التي تمكنوا من الحصول عليها هي أدق ما تم التوصل اليه الى الآن وذلك بفضل استخدام مجهر ذري قوي مدعوم ببرنامج للحاسوب يعتمد على نظريات فيزيائية معروفة حول تركيب مثل تلك الجزيئات الكبيرة.ويفسر البروفسور رافائيل ميزينغا أستاذ علم الغذاء بالمعهد السويسري الاتحادي للتقنية في زيورخ لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اتخاذ البروتينات شكل الشريط بأنه "نتيجة منطقية للشحنة الموجبة التي تحملها حيث تتنافر بقوة فيما بينها فلا يمكنها أن تتجمع في كتل كبيرة بأشكال مختلفة مثل الكروية أو البيضاوية فيكون الشكل الشريطي هو الحل الوحيد لتراص تلك الجزيئات".وتستند تلك النتائج الى مراقبة بروتين (بيتا لاكتوغلوبلين) المتوفر في الحليب والذي يكون عادة متجمعا في أشكال كروية لكن تعرضه للحرارة في بيئة حامضية يجعله ينفصل عن الحليب ويتجمع في شكل أشرطة ومن المعروف أن هذا البروتين من أحد مكونات الحليب الهامة وله تطبيقات مختلفة في الصناعات الغذائية.لكن الباحثين لم يتمكنوا من معرفة سبب الجاذبية قصيرة المدى التي تحدث بين جزيئات البروتين وتساعد في تراصها على شكل شريط اذ من المحتمل أن التجاذب يحدث عند تخلص البروتينات من جزيئات الماء داخلها فتتقارب لفترة محدودة تتم خلالها عملية التلاصق كشريط.يذكر أن التنظيم الذاتي للبروتينات بشكل عام أمر شائع في الكائنات الحية حيث يسبب على سبيل المثال تخثر الدم كما يمكن الاستفادة من تجمعات البروتينات الكروية الشكل في صناعة المواد الغذائية والمستحلبات.ويتوقع البروفسور ميزينغا أن يؤدي هذا الاكتشاف الى تطبيقات جيدة في الصناعات الغذائية التي تدخل فيها البروتينات بشكل أساسي كما يمكن من خلال فهم آليات مثل هذا التفاعل والتقنيات المستخدمة في رصد صور وأشكال تجمعات بروتينات أخرى مختلفة عن تلك المعروفة في الأغذية في كشف بعض الغموض المتعلق بأمراض مثل الزهايمر وكروتس فيلد جاكوب الذي يصيب غلاف المخ.وشارك في التوصل الى تلك النتائج باحثون من المعهد الإتحادي السويسري للتقنية في كل من زيورخ ولوزان الى جانب باحثون من جامعة فريبورغ وقد اهتمت الدوائر العلمية بتلك النتائج ونشرتها مجلة "نيتشر نانوتكنولوجي" في عددها الأخير.