لازلت أذكر نضال الأبطال بجامعة الملك عبدالعزيز للسعى وراء ماسلب من حقهم المشروع في مكافأة الامتياز. كيف لا وهم خط الدفاع الأول بأي مستشفى والركيزة الأولى التى تقوم عليها الخدمات الصحية بجل المستشفيات الحكومية بالوطن الحبيب. أطباء الامتياز هم من أفنوا ست سنوات متواصلة بالعمل والاجتهاد للوصول إلى الهدف النبيل والمنشود ، هم الذين غرقوا بين المراجع والكتب وحرموا لذة الإجازات وهم طلاب كي يصبح كل واحد منهم طبيبا متفانيا لخدمة المرضى بلا حدود .. هم الأطباء الذين رفعوا أيديهم بعد التخرج لقطع العهود .. هم أطباء بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ، مع التحفظ على الصورة المنقولة عنهم في بعض المسلسلات التليفويونية الهزيلة ، هم من يقومون بمتابعة تطورات الحالات المنومة بشكل يومي والسعي على قدم وساق لتقديم أفضل ما لديهم للتخفيف من معاناة المرضى. هم من يسهرون الليالي أثناء المناوبات لإنعاش مريض وإنقاذ حياة آخر. كم منهم قضى عيدا في أروقة الطوارىء بين هذا المريض وذاك وآخرون مستمتعون بفرحة العيد. هم الجنود المجهولون وبدونهم يكون النظام الصحي قد فقد ركيزة من أهم الركائز التي يقوم عليها. فكل نظام في العالم يقوم على لبنات أساسية بدونها ينهار النظام، ولبنات النظام الصحي تتمثل في أطباء الامتياز وبدون شك، يليهم الأطباء المقيمين ثم الأخصائيين وعلى رأس الهرم يأتي الاستشاريون اللذين يقودون دفة هذا النظام بالمستشفيات. اليوم قد أكملنا ثلاث سنوات وثمان أشهر منذ أن صدرت ورفعت توصيات مجلس الشورى بإعادة مكافأة الامتياز كسابق عهدها إلى عشرة آلاف وسبعمائة ريال عوضا عن الست آلاف التى ما زالت تصرف لهؤلاء المناضلين. أتمنى من المسؤولين تفعيل هذا القرار وانتشاله قبل أن يموت وسط براثن البيروقراطية. فمكافأة أطباء الامتياز هي أقل ما يمكن تقديمه لأطباء المستقبل لتحفيزهم وتشجيعهم في ظل شح عدد الأطباء السعوديين في أرجاء الوطن عوضا عن استقدام أطباء من بلدان أخرى وبكفاءة أقل وبحواجز لغوية تقلل من مستوى وجودة الخدمات الصحية المقدمة للمريض. *نائب رئيس تحرير عناية للشؤون الفنية *طبيب عظام جامعة الملك عبدالعزيز بجدة