تواصلت فعاليات المؤتمر العالمي الثاني لطب الحشود المنعقد حالياً في العاصمة الرياض برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين –يحفظه الله- وأجمع المشاركون خلال جلسات اليوم الثاني على أهمية التوعية بالممارسات الصحية السليمة بين التجمعات البشرية للحد من خطورة انتشار الامراض المعدية، مشيدين بالاجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة ممثلة في وزارة الصحة خلال مواسم الحج الماضية لمنع وفادة العديد من الامراض الوبائية والمحجرية اليها وقد شهد المؤتمر خلال الايام الثلاثة الماضية حضورا واقبالا واسعا من الخبراء والاطباء والمختصين وعدد من المسؤولين الذين مثلوا مختلف الجهات الحكومية والصحية والمنظمات الطبية العلمية والدولية. كما ناقش الخبراء مجموعة من الموضوعات التي تتعلق بطب الحشود وخاصة عن فيروس الكورونا وما يتعلق به من استقصاء وبائي عالمي، بالاضافة الى دور الحكومات في مواجهة الفيروسات اضافة الى تسليط الضوء على الفجوة المعرفية عن المرض واستعراض آخر ما تم التوصل اليه في المجال العلمي والطبي لتشخيص الحالات المرضية للمصابين بفيروس كورونا. واستعرض المتحدثون عددا من التساؤلات حول كيفية انتقال المرض بين البشر بالطريق المباشر وغير المباشر والعوامل الاساسية المؤدية للاصابة به وعن مصدر المرض، حيث لا تزال الدراسات تتواصل في بريطانيا للكشف عن مصدر فايروس كورونا، كما ذكر المتحدثون بعض الدراسات التي لم يتم تأكيدها بشكل قاطع بان المصدر قد يكون بسبب الابل او الخفافيش، وذلك بعد ما وجدوا مضادات الفايروس في هذين النوعين من الحيوانات، مطالبين باجراء المزيد من الدراسات لاثبات مثل هذه الدراسات او نفيها لكي يتمكن الطب والعلم من اكتشاف الطرق المناسبة للوقاية والعلاج. واشار المشاركون الى ان الحالات المرضية المؤكدة بالاصابة بفايروس كورونا في عام 2012 – 2013 بلغت نحو 130 حالة مؤكدة ، موضحين بأن حالات الوفاة كانت مرتفعة في بداية تسجيل الحالات ومن ثم بدأت تقل نسبة الوفيات بشكل ملحوظ بعد الاجراءات التي تم اتخاذها من قبل الجهات الصحية في الدول التي شهدت اصابات بمرض الكورونا. وذكر الخبراء بأن بعض الحالات شهدت مضاعفات حادة تمثلت في إصابة المريض بالفشل الكلوي بينما تم ملاحظة بعض المضاعفات المتوسطة لدى جزء آخر من المصابين بفايروس كورونا، مشيرين إلى أن فترة حضانة الفايروس في جسم الانسان تتفاوت من يوم الى 13 قبل أن ينتقل من شخص الى آخر، وذلك بناءً على الدراسات التي تم اجرائها في بريطانيا وفرنسا والاردن والسعودية، كما لاحظ الخبراء بأن الفايروس شائع الانتقال بين المخالطين للمرضى من أفراد الأسرة أو من الفئات العاملين الصحيين. وطالب المشاركون بأهمية التقصي الوبائي لمعرفة تفشي المرض ومعرفة معدل الانتقال ومستوى التعرض الذي يمكن من خلاله الاصابة بالمرض اضافة الى رصد مؤشر الفايروس لمعرفة معدل الحدوث عبر الزمن وماهي المجموعات الاكثر عرضة للاصابة بالعدوى، كما دعوا الى اجراء المزيد من الدراسات والبحوث على السكان للنظر في معدلات العدوى بين المجموعات السكانية التي قد تنتقل اليها العدوى، بالاضافة الى معرفة انواع الإحتكاك التي قد ينتقل من خلالها المرض بين البشر والعمل على تطوير المزيد من البحوث الطبية الجينية وكيفية تطبيقها.