تواصلت اليوم جلسات المؤتمر السعودي الدولي الأول لإدارة الأزمات والكوارث الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية . بدأت الفعاليات بالجلسة الافتتاحية لليوم الثاني بقاعة الشيخ عبدالعزيز التويجري للرجال وقاعة (ب) للنساء، رأسها معالي نائب وزير الصحة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد بن حمزة خشيم. وفي مستهل الجلسة تحدث الملحق الثقافي السعودي في اليابان الدكتور المهندس عصام أمان الله بخاري بورقة بعنوان "إدارة الأزمات والكوارث الطبيعية الهائلة: دروس من تجربة الملحقية الثقافية السعودية خلال كارثة زلزال شرق اليابان "، كشف خلالها أنه بعد زلزال شرق اليابان, في 11 مارس 2011، التي عدت أول كارثة طبيعية مسجلة تتسبب في ثلاث أزمات (الهزات الأرضية, المد البحري, وحادث المفاعلات النووية) ونتيجة لهذه العوامل واجهت اليابان مشاكل في إمدادات الطاقة الكهربائية ومشاكل لوجستية في الإمداد بالغذاء والشراب والمواد الحياتية. وعرض الباحث تجربة الملحقية من خلال عملية إجلاء 300 طالب سعودي وعوائلهم من المناطق المتضررة. كما قدم مدير مركز إدارة الأزمات والكوارث في إمارة منطقة مكةالمكرمة المقدم خضران الزهراني عرضاً عن مهام المركز، الذي تم إنشاؤه بعد أزمة سيول جدة، لتنسيق عمل الجهات الحكومية المعنية بإدرة الأزمات والكوارث في منطقة مكةالمكرمة، من خلال مشغلين يمثلون الجهات الحكومية ذات العلاقة، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة. ونوه إلى أن العمل قائم على تطبيق "لوائح رسائل الحدث"، ويتم من خلالها تحديد (برج الاتصالات) في جهة معينة " المنذرة بحدوث أزمة" لتنبيه ساكنيها وقاصديها للخطر وتعليمات الأمن و السلامة، مشيراً إلى أن مركز إدارة الأزمات يدير الحدث، بتوجيه على مستوى القيادة العليا المتخصصة في الإنقاذ و العمل الميداني، مع تذليل الصعوبات لجهات المعنية. فيما استعرض الدكتور أحمد نازي محمد لودين في ورقته التجربة الماليزية في نقل المعلومات، وكيف تخفف من الجرائم وطرق مكافحتها. كما قدمت الدكتورة أميرة محمد الحمودي ورقة بحث بعنوان "درجة كفاءة الأجهزة الإدارية لإدارة الأزمات في جامعات المملكة " استعرضت خلالها أهمية كفاءة الأجهزة الإدارية في إدارات الأزمات والكوارث في المؤسسات المتنوعة، وطالبت بضرورة وجود تدريب عملي وفعلي للتعامل مع الأزمات والكوارث، وأن لا تبقى الدراسات حبيسة الإدراج بل يطبق ما يرد في النتائج، وأوصت بضرورة تنظيم دورات مستمرة والاعتماد على وسائل التكنولوجيا، مع ضرورة مشاركة مؤسسات المجتمع المدني فيها. وقدم رئيس فرع التخطيط الإستراتيجي بالحرس الوطني بدولة الكويت الدكتور مبارك فالح جزوي العازمي ورقة بعنوان"مفهوم الأزمات والكوارث وأساليب إدارتها" استهلها بتعريفه لعلم إدارة الأزمات والكوارث. وأوضح أن أهم الأزمات التي تواجه دول الخليج أخطار المحطات البترولية والتقلبات الجوية والأوبئة، مشيراً إلى أنه في كل الأزمات نحتاج إلى مثلث مهم لاتخاذ القرار( المعلومات والاتصالات والمواصلات) "مثلث المواجهة"، من خلال خطة الزمنية تحد من سلبيات الأزمات والكوارث، مشدداً على توحيد الجهود في إدارة تخلق خططاً افتراضية للأزمة، وهي من أهم الأساليب لمعالجة الأزمات. وفي الجلسة الأخرى التي رأسها المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور بن سلطان التركي وجاء محورها (التخطيط والتدريب للوقاية من الأزمات والكوارث للحد من أثارها)، افتتح أوراق العمل نائب رئيس مركز مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإدارة حالات الطوارئ بالكويت للتخطيط والتدريب للوقاية من الأزمات والكوارث الدكتور عبد الرحمن العنزي باقتراح لدول مجلس التعاون الخليجي، بإنشاء مركز وطني متخصص في إدارة الأزمات والكوارث على مستوى دول الخليج بعد نجاح المركز الوطني الخليجي للطوارئ ، مع تفعيل استراتيجية التخطيط والتدريب . وأوضح أن أهم التهديدات التي بالإمكان تحولها للأزمة ومن ثم لكارثة الانفجار السكاني والبطالة و العمالة ، واقتصار الدخل الأساسي للدول الخليج على النفط والأوضاع السياسية للدول المجاورة، مشيراً الى أن التخطيط الاستراتيجي ضمن هيكل تنظيمي لإدارة الأزمات والكوارث في مركز وطني هو الحل الوحيد للحد من مخاطر التهديدات. ومن ثم تناول الجانب النسائي أربعة بحوث ألقتها الدكتورة أميرة الحموري و هديل طربيشي و سارة العنيزان و وداد اليماني، تحدثن فيها عن الأزمات والمخاطر في المؤسسات والإدارات التعليمية والتعليم الجامعي ، وخطط الإيواء والإخلاء في الأزمات والكوارث. بعد ذلك بدأت جلسة أخرى تحدث فيها معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل معلناً إنشاء مركز دراسات العمل التطوعي في الجامعة، الذي يُعد بدوره مركزاً علمياً بحثياً متخصصاً. وأشار خلال ترؤسه الجلسة بعنوان (المشاركة المجتمعية والخدمات الصحية والإعلامية ودورها في التعامل مع الأزمات والكوارث)، إلى أن المركز سيكون له أثر كبير في ضبط المسار التطوعي،وتحقيق أهداف ورسالة الأعمال التطوعية، المبنية على مبادىء الشريعة الإسلامية، إضافة للجوانب العلمية الأخرى، دافعاً في ذات الصدد إلى مشاركة المديرية العامة للدفاع المدني في المقدمة والجهات ذات العلاقة بالتنسيق مع المركز. وأوضح أبا الخيل أنه ستقام على هامش المؤتمر دورات تدريبية لاحقة، لإدارة الأزمات والكوارث،تستمر ثلاثة أيام،من خلال (4)دورات للرجال ،يُقابلها دورتان للنساء . فيما تطرق نائب مدير عام الدفاع المدني اللواء سليمان العمرو في ورقته إلى تعريف الكارثة، والمخاطر المحتملة ما بعد الكارثة، وبين الهيكل المؤسسي والتنظيمي لإدارة الكوارث بالمملكة العربية السعودية، وتاريخ الدفاع المدني وكيف كانت بداياته في التعامل مع الكوارث والأزمات. بعدها عرض نائب رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي عضو فريق التعامل مع الصدمات النفسية لمتضرري الكوارث والأزمات الدكتور محمد بن عبد الله شاووش ورقة بين فيها ما خلفته حادثة سيول جدة من الانعكاس السلبي على المتضررين من آثار الصدمة وكيفية التعامل مع نوع الصدمة ومدى تأثيرها من قبل الطب النفسي. وأبان مستشار وزارة الشؤون الاجتماعية نائب رئيس لجنة الطوارئ المركزية الدكتور علي بن سليمان الحناكي في ورقته كيفية التعامل ومواجهة الأزمات والكوارث والحالات الطارئة في جميع الفروع الإيوائية بوزارة الشؤون الاجتماعية، مشدداً أن الوزارة لا تستطيع تلقي الأزمات أو الكوارث لوحدها دون المؤازرة والتعاون من الجهات المتخصصة الأخرى. فيما نوه الأستاذ في قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور أحمد البار في ورقته عن أهمية الدعم النفسي والاجتماعي ما بعد الكارثة، مستعرضاً بعض الحالات والدراسات التي أقيمت في دول غربية وما توصلت إليه الدراسات في مواجهتها، مبيناً الفرق بين الأزمة والكارثة، والرابط بين الأزمة والصدمة. وأشار مدير شعبة المتطوعين بالإدارة العامة للكوارث في المديرية العامة للدفاع المدني المقدم فهد بن إبراهيم المرشد في ورقته إلى أهمية التطوع بأعمال الدفاع المدني، مبيناً معنى المتطوع ومتى بدأ وما هي مجالات التطوع في أعمال الدفاع المدني وأهمية العمل التطوعي وما هي دوافع العمل التطوعي وأقسام المتطوعين وأهم الآليات والتقنيات التي قد تسهم في جذب المتطوعين للعمل في الدفاع المدني. وتدخل صقر بن مناع السلمي من إدارة التطوع بمنطقة مكةالمكرمة بورقة ذكر فيها التجربة التي مرت بها إدارة التطوع بمنطقة مكةالمكرمة بهيئة الهلال السعودي في حالات الكوارث والأزمات، مبيناً آلية استقطاب المتطوعين وأهم التجارب والفرضيات والتخطيط للمشاركات الموسمية وما هو دور المتطوعين في الكوارث. وأوضح نائب مدير عام الدفاع المدني اللواء سليمان العمرو أن المديرية تدرس حالياً بصورة جادة، إشراك المرأة في الدفاع المدني ضمن الضوابط الشرعية، في ظل وجود أقسام نسائية كالجامعات والمدارس، آخذين في الاعتبار ما يجب أن يؤخذ، للحفاظ على خصوصية المرأة.