سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأبحاث العلمية تثبت أن فقدان لياقة القلب اخطر مستقبلا من السكري أوالضغط أوالتدخين!! هل لديك برنامج مشي يومي؟ اذاً فليكن هدفك الصحي عام 1430ه "لياقة أسرتي"!!
ان مشكلة عدم اللياقة القلبية لايقصد بها مظهر الجسم الخارجي او الوزن المناسب وانما يقصد بها مدى قدرة عضلة القلب والجهاز الدوري الدموي على توفير الكمية اللازمة من الاكسجين لجهد عضلي معين في فترة زمنية محددة، فتجد ان كثيرا من الناس نحيف الجسم وممشوق القامة وليس لديه لياقة قلبية والعكس صحيح في بعض الاحيان وذلك لأن العلاقة السلبية للياقة الجسم هي مع كمية الشحوم في الجسم وليس كتلة العضلات والعظام.. وخطورة هذا الموضوع تكمن في ان الدراسات الطبية اثبتت ان فقدان لياقة القلب تؤدي الى الوفيات المبكرة وهي أخطر على الجسم من السكري أوالضغط أوالتدخين أوالكلسترول على المدى البعيد(1) فمن كان لايستطيع طلوع دور واحد من السلالم صعودا من دون توقف ولانهجان في النفس أو أنه يشعربضيق في النفس لفترة طويلة بعد ذلك الجهد فقد تكون لديه مشكلة في اللياقة ويحتاج لتقييم طبي ومن الممكن ان يوضع له برنامج لزيادة لياقته القلبية، ومدار الحديث في هذا المقال لايشمل لياقة العضلات والعظام. حتى الاطباء لم يسلموا ومشكلة اللياقة هي مشكلة صحية عالمية وليست محلية فقط وذلك حسب تقارير منظمة الصحة العالمية المنشورة، واذا اردنا ان نسلط الضوء قليلا على حجم هذه المشكلة الصحية لدينا فقد اشارت منظمة الصحة العالمية الى ان هناك دراسة سعودية وطنية اجريت على 395.17سعودي في مناطق المملكة المختلفة اعمارهم من 30- 70سنة رجالا ونساء، حاضرة وبادية، من عام 20001995اوضحت ان نسبة انتشار عدم اللياقة (physical inactivity) هو 70% واكدت ان النساء اكثر تأثرا من الرجال(2).واكد هذا الانطباع دراسة اخرى حديثة اجريت في مدينة جدة على 224طفلاً متوسط اعمارهم خمس سنوات وجد ان 78% منهم يمشون اقل من 10.000خطوة يوميا حسب قراءة "عداد الخطوات" (وهو احد مؤشرات اللياقة) ( 3)وهذه القيمة تدل على عدم اللياقة، بل ان حتى الاطباء انفسهم لم يسلموا من هذا الوباء (في دراستين مختلفتين عن الاطباء في السعودية وبريطانيا) (4)، والحق يقال ان لوزارة الصحة بالتنسيق مع الجهات المسؤولة الاخرى جهوداً تشكر في تشجيع ممارسة رياضة المشي وتوفير الساحات المخصصة لها واطلاق حملات التوعية الصحية واخيرا عزمها على انشاء المجالس الصحية في الأحياء السكنية، ولكن يظل هذا المفهوم "مفهوم ثقافة الوعي الصحي" واجبا يفضَل ان نتعاون جميعا في نشره مسؤولين صحيين ومواطنين واطباء ومدرسين وآباء وامهات. ويسألني كثير من المرضى عن شروط المشي ؟ فنقول ان اقل المطلوب هو 150دقيقة اسبوعيا من الجهد متوسط الشدة (مثل المشى السريع وهو ماتستطيع نطق جملة كاملة من الحديث خلاله وهو بسرعةّ حوالي 3أميال في الساعة) او 75دقيقة اسبوعيا من الجهد عالي الشدة (مثل الجري ولعب كرة السلة وهو مالاتستطيع نطق جملة كاملة من الحديث اثناءه وهو بسرعة حوالي 5الى 6أميال في الساعة) ويفضل ان تقسم هذه الدقائق على ايام الاسبوع ولاتؤدى مجتمعة، ويمكن ان يخلط بين الاسلوبين فمثلا تمشى 30دقيقة مرتين في الاسبوع وتجري 20دقيقة مرتين في الاسبوع، اما اذا كنت فوق الاربعين سنة وتنوي بدء الرياضة البدنية فناقش طبيبك ليضع لك البرنامج المناسب.واذا لم ترد ان تدخل في تلك التفاصيل فعليك بمشية الرسول صلى الله عليه وسلم كما سيأتي وصفها لاحقا. اسهل الطرق كما ان المشي ليس الطريقة الوحيدة للياقة البدنية وانما من اسهل الطرق واقلها تكلفة وخطورة واكثرها انتشارا فهو يمثل حركة الانسان الطبيعية ،ويمكن اداؤه في كل الأعمار،رجالا ونساء واطفالا كل على حسب سعته.. وكثيرا ماارى في العيادة نساء في الستينيات يعتذرن بزيادة الوزن واحتكاك المفاصل ؟ والجواب هو في السباحة وتمارين اليدين فالغرض هو تنشيط عضلة القلب وليس الارجل!. ولأن هناك فوائد علمية ثابتة للتمارين فهي تساعد في علاج تصلب الشرايين والسمنة و ضغط الدم والسكري والام الظهر والإجهاد النفسي ومنع الخرف المبكروتقليل نسبة سرطان القولون وسرطان الثدي؛ ومنع وعلاج ارتفاع نسبة الكوليسترول والشحوم الثلاثية في الدم. وتقليل حدوث التهاب المفاصل وهشاشة العظام. وانظر معي في تاريخنا الاسلامي الى هذا الحديث الصحيح ( شكا قوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم التعب في المشي فأوصاهم " بالنسلان" والنسلان: هو العدو الخفيف) (5) فهذا تحديدا هو مفهوم "البرنامج العلاجي التأهيلي للياقة القلب"، ولذلك فان مرضى القلب يعتبرالمشي في حقهم اوجب من غيرهم وذلك للادلة العلمية الكثيرة المتواترة ولكن يجب مناقشة طريقة هذا البرنامج بالتفصيل مع الطبيب المعالج. والنساء لسن استثناء من هذا فقد كانت ام المؤمنين (عائشة) تسابق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان في الخمسينيات من عمره وكانت سيدة نساء الجنة سريعة في مشيتها فقد جاء في الصحيحين (فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً) . واخيرا فقد كان لنا في رسول الله أسوة حسنة فقد كان كامل اللياقة بكل ماتعنيه الكلمة فقد روى الترمذي "وما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم" وفي رواية "إذا مشى تقلع" والتقلع :هو الارتفاع عن الأرض وكان ايضا إذاً مشى تكفأ كأنما ينحط من صبب وإذا مشى مشى مجتمعاً و كان يمشي مشياً يُعرف فيه أنه ليس بعاجزٍ ولا كسلا ،اذا فهو مشي سريع الخطى ويرفع رجليه من الأرض رفعاً ويضعها وضعاً مشدود الجسم وهذا لايتنافى ابدا مع السكينة والوقار. وقطع (صلى الله عليه وسلم) المسافة مابين الطائف ومكة (حوالي 90كلم) في منطقة جبلية على قدميه. ومارس انواع الرياضة الاخرى فقد صارع (ركانه) وصرعه وتعلم السباحة في بئر عند بني عدي وطلب من الفتيان المصارعة في حديث سمرة بن جندب يوم أحد.. والامثلة اكثر من تحصى في ذلك فالرسالة التي نود ايصالها للقارئ الكريم هو ان تبدأ بنفسك واهلك وتعلمهم ثقافة المشي وتجعل لهم برنامجا يوميا يتناسب مع جدول اعمالكم اليومية وازرع تلك الثقافة في اطفالك في الصغر فلايتركونها عند الكبرواجعل هدفك في عام 1430هجرية "لياقة اسرتي". والهدف الذي تريده هو ان يصبح المشي عادة لايستطيعون الاستغناء عنها في وجودك او عدمه بل اذا تكاسلت كانوا اول من يحثك على ممارستها. المراجع: JACC 2006 Feb 7;47 (3 Supp1): S36-43 ttp://www.who.int/infobase/reportviewer.aspx?rptcode=ALL&surveycode=101222=md&1a96 SMJ 200728 (5): 766-773 Saudi Med J 1998;19:67- 69 & Br J Sports Med 2 December 2008 رواه الحاكم وصححه الذهبي