كثيراً ما نسمع ونقرأ عن مادة الكافيين الموجودة في عدد من المشروبات والمأكولات الشائعة وربط الناس لها بزيادة اليقظة والإنتباه... إلا أنه في حال إستخدامها بشكل مفرط فإنها قد تؤدي الي أضرار جانبية. ماهو الكافيين؟ الكافيين هو مادة بيضاء بلورية مُرة الطعم شبه قلوية منبهه منشطة تجعل الشخص يقظاً ومنتبهاً، إلا أنها تعطل مستقبلات عصبية في المخ وذات تأثيرات ضارة أخرى ومخاطر شديدة على الجنين. ويعتبر الكافيين أكثر العقاقير انتشاراً بين البشر بصورة تتعدى إدمان نيكوتين التبغ، ويبلغ الإستهلاك العالمي للكافيين سنوياً 120 ألف طن. مصادرالكافيين: الكافين يوجد في القهوة والشاى والكاكاو وأنواع معينة أخرى من المشروبات غير المسكرة مثل الكولاوالمشروبات الأخرى الباعثة للطاقة، والعقاقير الطبية الموصوفة، كما تحتوي بعض أقراص الصداع والمسكنات وأدوية السعال وأقراص التخسيس على الكافيين. كمية الكافيين في المشروبات: كمية الكافيين فى فنجان القهوة تبلغ 110 مجم، وكوب الشاى العادي 60 مجم, وكوب الشاي الأخضر 15 مجم, وزجاجة الكولا 35 مجم , وقطعة الشوكولاتة زنة 50 جرام 50 مجم، حتى أدوية الصداع لم تسلم من الكافيين فبعضها يحوى من30 إلى 65 مجم للقرص الواحد. في حين تحتوي القهوة الخفيفة أو الممزوجة مع الحليب أو السريعة الذوبان كمية أقل من مادة الكافيين ، ، وتقل هذه الكمية أكثر وأكثر في المشروبات المصنوعة من مادة الكولا ؛ لذلك يجب ألا يتجاوز استهلاكك اليومي من القهوة أكثر من خمسة فناجين . أضرار الكافيين: الكافيين يتضمن أعراض الكافيين الجانبية: سرعة وعدم انتظام ضربات القلب، الأرق، العصبية وحدة الطبع، الارتعاش، الصداع، آلام البطن، الغثيان والتقيؤ، الإسهال وزيادة إدرار البول. كما أن هناك أثراً جانبياً آخر للكافيين ألا وهو احتمال إدمانه والاعتياد عليه، كما أن الكافيين يعوق عمل الذاكرة المؤقتة للدماغ وتذكر بعض الأسماء، لذلك ينصح الطلاب باجتناب شرب القهوة والشاي خاصةً أيام الأمتحانات. يعمل على زيادة ضغط الدم، حتى مع الأفراد الأصحاء، لكنه يزيد بصورة أكبر مع كبار السن على وجه الخصوص، لذا يجد الأفراد الذين يعانون فعلياً من ارتفاع ضغط الدم، أن تناول كميات كبيرة من الكافيين يزيد من نسبة ارتفاع ضغط الدم لديهم إلى مستويات غير مقبولة، كما توصل بحث إلى أن النساء اللائي يتناولن كميات مفرطة من الكافيين لا ترتفع لديهن نسبة الحمل، مقارنة بمن يتناولن نسباً معتدلة من نفس المادة. وبينت الدراسات الحديثة أن الكافيين يسبب زيادة معدلات التكيس والتليف في ثدي الإناث التي لا تتحول إلي أورام لكنها قد تخفي وراءها بعض الأورام، مما يؤخر التشخيص والعلاج, وتسبب الألم والضغط على قنوات الثدي فتكون أكياساً تزداد تدريجياً فى الحجم، كما يسبب الكافيين أيضاً زيادة في مستوى السكر فى الدم، مما يسبب أمراض السكر والسمنة, وذلك لأنه يقلل من إستجابة الجسم لهرمون الإنسولين. ومن إحدى القضايا الأخرى هي وجود حمض "التانيك" والمثيرات المعوية في الكثير من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، لذا فعند الإفراط في شرب تلك المشروبات فإنها تعوق الامتصاص المناسب للمواد المغذية والمعادن التي يحتاجها الجسم من أجل أداء وظائفه بالصورة الملائمة. الكافيين مدر للبول، وبالتالي فهو يسبب فقد العديد من الفيتامينات التي تذوب فى الماء، مثل فيتامين "ب" و"سى" وهى لا تختزن في جسم الإنسان، لذلك يجب تناولها يومياً. الاعتماد العاطفي على الرغم من أن الذين اعتادوا على شرب القهوة أو الشاي قد يتحولون إلى التعلق العاطفي بهذه المادة مع مرور الوقت ، فإنهم لا يصبحون مدمنين فعليا ، عليها ولا تظهر عندهم الأعراض الارتدادية للإدمان ومع أن حالة الاعتماد العاطفي لا تتحول في العادة إلى مشكلة صحية رئيسية ، فمن المفيد أن نتذكر أن القهوة والشاي والكولا كلها لا تحتوي على معادن أو فيتامينات ؛ ولذلك فإن عصارة الفاكهة أفضل من هذه المنبهات جميعا . مصادر بديلة للكافيين: ولأن "أغذية الفراعنة" كلها من الطبيعة فهى تقاوم الميكروبات وتقوى الأجساد، فمنذ آلاف السنين عرف المصرى القديم أن الكثير من الأغذية تحتوى على عناصر مفيدة جداً لمساعدة المرضى على الشفاء وتحفظ الأصحاء من الإصابة بالأمراض، وأغذية تحارب أقوى الميكروبات. وقد استخدم قدماء المصريين خلاصة الخروب كعلاج لاضطرابات القناة الهضمية, واستخدمه العرب القدماء كعلاج للسعال، وكان "الخروب" مشروب شائع عند الفراعنة الذين قدسوه ونقشوا صوره على جدران معابدهم, وقديماً كان الخروب يزن الذهب، وذلك لأن بذور الخروب متساوية بشكل كبير مع بعضها في الحجم والوزن مما جعلها الوسيلة الأولى في الوزن قبل انتشار الموازين الحديثة، وهى تساوي 0.2 جرام للحبة أي قيراط. ويعتبر الخروب بديلاً أمناً للقهوة والشاى والشوكولاته والكاكاو فهو خالي من مادة الكافيين, ويخلو أيضاً من حمض "الأوكزاليك" الذي يمنع الجسم من الاستفاده بمعدن الزنك الهام للمناعة ومعدن الكالسيوم الهام للعظام والأسنان والعضلات والأعصاب، كما أن الخروب خالي أيضاً من مادة "الثيوبرومين" الذي يسبب النعاس, الرعشه, القلق, فقد الشهيه، كما أن الخروب خالي أيضاً من مادة "الكافيستول" التي ترفع الكوليسترول فى الدم وإنزيمات الكبد. وأوضح بدران أن الخروب غذاء طبيعي حلو الطعم غني بالكالسيوم وفيتامين "أ"، ومضادات الأكسدة كما أنه يحوى 40% ألياف تحمي من السرطانات, بالإضافة إلى أنه يحتوي على خمسة معادن هى "الكالسيوم" و"الفوسفور" و"البوتاسيوم" و"الماغنيسيوم" و"الحديد". كما أن الخروب مشروب مثالي للجهاز الهضمي، إذ ينظم الحركة فى الأمعاء وهام لإتزان السوائل فيها, مضاد للقئ, يمنع الارتجاع, مضاد للإسهال, مطهر يمتص السموم ويحد من نمو البكتيريا, و ينشط الخروب الدورة الدموية, ويقوى المناعه, ويهدئ الكحه. أما الحبهان(الهيل) بأنه يبطئ مفعول الكافيين في الجسم، فهو يحتوي على 20% من الألياف، ويسكن الآم المعده والأمعاء، كما يقلل الغثيان والقيء أثناء الحمل. وينصح بمشروب عصير قصب السكر الذي يعالج الاكتئاب، ويسبب الراحة النفسية والهدوء والسعاده، وذلك لأنه يؤدى إلى زيادة تكوين مادة" السيروتونين" وهى الماده الطبيعية المهدئة التي يفرزها المخ، بالإضافة إلى أنه يعالج النحافة، ويقوي العظام وينشط الكبد ويقاوم الإمساك، ويطرد السموم من الجسم. وفي الختام : أوصى بالإقلال من القهوة والشاي والشيكولاتة، والحذر من الاستخدام العشوائي لأدوية الصداع والبرد التي تحتوي على الكافيين.