لم يكن موجوداً عندما دفعتُ الباب الموارب. لم أسمع ضجة سعاله ولهجته الصعيدية مُرحباً بالقادم. حتى الطبلية التي يجمعنا حولها اختفت. كانت النرجيلة في الركن هادئة، والكتب المتآكلة فوق الرف، والمذياع القديم لا ينطق. لقد رحل. قيل أغوته جنيَة من جنيات (...)
لم يكن موجوداً عندما دفعتُ الباب الموارب. لم أسمع ضجة سعاله ولهجته الصعيدية مُرحباً بالقادم. حتى الطبلية التي يجمعنا حولها اختفت. كانت النرجيلة في الركن هادئة، والكتب المتآكلة فوق الرف، والمذياع القديم لا ينطق. لقد رحل. قيل أغوته جنيَة من جنيات (...)
(1)
طرقتُ الباب. فتح لي. وضعت أمتعتي وألقيت عيني في عينيه. حينها شعرت أنه سيطهرني في بحر صفائه. قلت لنفسي: سأحكي له عن مواقيت التوجع. عن تلك الحقائب التي لم تمتلئ سوى بأسئلتي.
وقلت له: انكسرت بلورتي السحرية، فأخرجني من ضلعك الأيمن، كي أسكن (...)
1
طرقتُ الباب. فتح لي. وضعت أمتعتي وألقيت عيني في عينيه. حينها شعرت أنه سيطهرني في بحر صفائه. قلت لنفسي: سأحكي له عن مواقيت التوجع. عن تلك الحقائب التي لم تمتلئ سوى بأسئلتي.
وقلت له: انكسرت بلورتي السحرية، فأخرجني من ضلعك الأيمن، كي أسكن وريدك (...)
كان حلماً جميلاً. رأيت أرضاًَ تتلألأ بالأضواء يعلوها شراع كبير. ثم عرفت أنها سفينة ولم تبح لي بسرها.
- يا رامي، انهض لقد تأخرت.
افتح عينيَّ بصعوبة. أنظر إليها تهمهم لي بكلمات لا أفهمها. سألتُ نفسي عن هذه التي تحدثني وكأنها تعرفني، ولم أستطع الوصول (...)
اهتزازات عنيفة يشعر بها من الداخل، والخارج في آن واحد... عقلة يموج بالافكار المختلفة... عالم مجهول، ولكنه يخطف الابصار... الترام يتحرك ببطء في قلب شارع العاصمة المختنقة... معلوماته عن الكهرباء لا تزيد عما قرأه في كتب المدرسة... لم يسبق له ان تعامل (...)