إلى جوار لافتة تحمل اسم «المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس»، وتحت شجرة تستظل بها، أعلى رصيف اصطف فوقه العشرات، بمدينة مراكش، تجلس ربيعة البالغة من العمر 42 عاماً، في انتظار أي نبأ يأتيها من الغرفة البيضاء المغلقة على والدتها في الطابق الثالث منذ (...)
ترك التاريخ أثره على جدرانها وأبوابها العتيقة، وتراكمت محطات وصفحات تعود لنحو تسعة قرون فوق أسوارها العالية لتزيدها علواً، لكن الزلزال أتى على حين غرة
ليفجع نحو مليون نسمة (عدد سكان الإقليم)، ليهز أوصالها ويحرّك ساكنها وما استغلق عليه من أسرار، (...)
عندما تنزل الفواجع بالبشر ويختار القدر بعضهم للنجاة دون الأحبة، دائماً ما يتساءل، ربما بالكثير من السخط والاستياء، لمَِ أنا مَن اُخترتُ للخروج مِن هذا حياً؟ لتأتيه الإجابة بالأفعال التي يُسيّر إليها، لكي تنقذ غيرك! كان ذاك حال من صادف وأبعدتهم (...)
بملامح بريئة وصبر وعزم أشد الرجال قوة، تصعد ياسمين (11 عاماً) فوق أنقاض منزل أسرتها التي فارقت الحياة تحت الأنقاض، حاملة على كتفيها شقيقتها نعمة (ثلاثة أعوام)، وفي عينيها ملء الأرض التي اهتزت تساؤلات وحيرة وحزن يبكي الصخر وتخرّ له الجبال.
في هذه (...)
في ال13 من سبتمبر2023 ومع أول ضوء للشمس أطل على مئات الآلاف هنا في مدينة مراكش، ربما لم يعرف الأغلبية منهم النوم بسبب الهزات الارتدادية وصدمة الزلزال الذي هز المدينة قبل أيام قليلة، وانتزع حيوات الآلاف.
ساعات قليلة قبل شروق الشمس غلبني النوم بعد أن (...)
كسا الحزن ملامح البشر الذين حملوا غبار أطلال منازلهم فوق ثيابهم، يتنقّلون بحركة بطيئة وخطوات متثاقلة، تنسكب من مآقيهم أحاديث تعجز الأقلام عن ترجمتها فى كلمات؛ صغار على ظهور أمهاتهم، وشباب يتكئون على عصيّهم، عشرات يهرولون في اتجاهات مختلفة، فيما (...)
نساء ينبشن الأنقاض، بانتظار إجابة أو صوت يأتي من الأسفل، ليخبر عن حي هنا، أطفال ينادون رفاقهم دون جدوى، «كلاب أثر» ترشد عمال الإنقاذ، طائرات عسكرية تحوم في المنطقة لتقديم الدعم والإسناد، وصرخات تتعالى على أصوات سيارات الإسعاف التي تعمل على مدار (...)