المارة كانوا ينادونه بماسح الأحذية، جدته التي تضربه بالحذاء حتى تدمي رأسه كانت تسميه «جزمة» حينما يعود بقليل من النقود في المساء، لذلك لم يعرف بماذا يرد حين سألته السيدة المؤثرة:
* ما اسمك؟
صمت طويلا، قفزت من شفتيه الإجابة الوحيدة التي يحفظها:
* (...)
منذ أربعين عاماً،
ثبتني بمسامير على جدار حائط في مجلسه حيث يستقبل الضيوف
كنت انعكاساً لشبابه وفتوته
كان ينظر إلي مبتسماً باعتزاز الرجولة
وكان يتباهى أمام رفاقه بصورته المتصدرة في داخلي
مرت سنون، ثم انتقلت إلى الجانب الأيسر في حجرة نومه.
كان يغادرني (...)