أعلنت القوى الوطنية والحركات السياسية في مصر، استعدادها للنزول يوم 25 يناير الجاري، ك"ثورة شعبية" ضد الحكومة، تأسيًا بالثورة التونسية الّتي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. واختارت القوى السياسية 25 يناير، وهو يوم عيد الشرطة، تحت اسم "انتفاضة الغضب"، ودعت إليها مجموعات وشباب على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". وأعلنت الحملة الشعبية لدعم الدكتور محمد البرادعي الأمين العام السابق لوكالة الطاقة الذرية ومطالب التغيير "لازم"؛ عن برنامج وأهداف يوم 25 يناير الجاري الموافق الثلاثاء المقبل، تحت شعار "عايز أعيش بحرية.. وكرامة إنسانية"، وتمثلت في ثلاث مطالب وصفوها بالعادلة. تتضمن هذه المطالب "حدًّا أدنى للأجور 1200 جنيه، وبدل بطالة 500 جنيه للخريج، وإلغاء قانون الطوارئ، ووقف التعذيب ومحاكمة لصوص الشعب". وبحسب صحيفة "الشروق" المصرية المستقلة، فقد حدّدت الحملة الزمان المناسب على أن يكون الساعة 2 ظهرًا، معلنين عن عدد من أماكن التجمع، حيث ستتحرك كل مجموعة مكونة من 10 أفراد أو أكثر في مسيرة صغيرة، تبدأ من مكان قريب قبل الحدث بعشرة دقائق، وتنضم للتجمع في المكان المحدد. وأعلنت الحملة عن مجموعة من التعليمات والإرشادات الهامة لليوم، مطالبة الجميع بالالتزام بها، منها: "منع رفع أي لافتة أو علم لحزب أو حركة، ومنع التجاوز في الهتاف أو استخدام عبارات تتنافى مع اللياقة، ومنع ممارسة أي نوع من العنف، فنحن دعاة سلام وحرية". وقالت الحملة في بيانها الصادر عنها: على كل مشارك أن يقوم بطباعة شعار اليوم قبل النزول، وأن يرفع هذه الورقة طوال اليوم، أو يرفع علم مصر، معتبرين يوم 25 يناير بداية لصحوة المصريين، لذلك على كل مشارك أن يدعو على الأقل 3 من أصدقائه للمشاركة. كما أعلنت الحملة عن مجموعة من الهتافات الموحدة، من بينها: "تحيا مصر، وعيش بحرية وكرامة إنسانية، ويا حرية فينك فينك.. الطوارئ بينا وبينك، ومش هنخاف مش هنطاطي.. إحنا كرهنا الصوت الواطي، وشعب تونس يا حبيب.. شمس الثورة مش هتغيب، وبالروح بالدم.. نفديك يا وطن، وارفع صوتك قول للناس.. إحنا كرهنا الظلم خلاص، واحد اتنين.. إحنا المصريين". وفي محافظة الإسكندرية لم تعلن الحملة عن الأماكن التي ستنطلق منها المسيرات، مطالبة الراغبين في المشاركة التواصل والتنسيق مع أعضائها تليفونيًّا، أو عبر شبكة الإنترنت "فيس بوك"، حيث سيتم التنسيق معهم قبل الحدث بوقت كاف. أما محافظة القاهرة، يكون المكان الأول "منطقة دوران شبرا"، والمكان الثاني "ميدان المطرية"، والمكان الثالث "شارع جامعة الدول العربية"، والمكان الرابع أمام جامعة القاهرة "تجمع المهنيين من أطباء ومحامين وأساتذة جامعات"، الذي تنظمه لجنة المهنيين بالحملة الشعبية لدعم البرادعى ومطالب التغيير. ويضم هذا التجمع كل المهنيين من أطباء ومهندسين ومحامين ومدرسين، وغيرهم من المقيدين في النقابات المهنية المختلفة، وسيرتدى الأطباء وطلاب كليات القطاع الطبي البالطو الأبيض، وسيرتدى المحامون أرواب المحاماة، وسيرافقهم عدد من أساتذة الجامعات، على رأسهم أساتذة من كليات الطب. يذكر أن مركز نصار للقانون وحقوق الإنسان بالإسكندرية قد أبدى قلقة من بدء حملات الاعتقالات بالمحافظة ضد النشطاء السياسيين مبكرًا، حيث تم إلقاء القبض على 3 نشطاء من حركة "شباب 6 أبريل"، وهم: "محمد مرسي، وإسلام الجندي، وهيثم الرملي"، أثناء توزيعهم دعوات المشاركة يوم 25 يناير، بميدان الساعة. وكانت جماعة الإخوان المسلمين -أكبر الحركات المعارضة في مصر- قد أعلنت عدم مشاركتها في تظاهرات 25 يناير، وقال الدكتور عصام العريان مسؤل الملف السياسي وعضو مكتب إرشاد الجماعة: إن" عمل الجماعة منظم ولها أيدلوجية واضحة بخصوص الدعاوى التي تأتى عن طريق شبكة الإنترنت أو الدعاوى الفردية الغير منظمة وهى التجنب". وأكد العريان أن الجماعة مستعدة للمشاركة في الدعاوى التي تشمل تنسيقًا مع القوى السياسية ومحددة الأهداف أي ذات تنظيم واضح، ونفى العريان أن يكون عدم مشاركتهم في التظاهرة رفضًا لها أو تخاذلاً من قبل الإخوان المسلمين.