استقبل المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة مساء اليوم الأحد أخاه فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على مؤسسة "ديوان المسلم"، وذلك في مقر مكتبه الجديد شمال الرياض. وفي أمسية دافئة, حضرها الشيخ الدكتور يحيى بن إبراهيم اليحيى والشيخ حمد الغماس والدكتور سامي الماجد وجمعت العاملين في مؤسسة "ديوان المسلم" مع إخوانهم في مؤسسة "الإسلام اليوم", اصطحب الشيخ سلمان ضيوفه في جولة للتعريف بالمكتب الجديد وأقسامه والعاملين به وأسلوب العمل فيه. ونقلا عن " الاسلام اليوم " فقد رحب الشيخ سلمان العودة بأخيه (الأكبر) الشيخ ناصر العمر وبالإخوة المرافقين له والعاملين في مؤسسة "ديوان المسلم", مؤكداً أن كل إمكانات مؤسسة "الإسلام اليوم" متاحة لإخوانهم في "ديوان المسلم" لتحقيق التعاون والتكامل بين المؤسستين. وقال العودة: "إن من نعم الله تعالى على أناس أنه اختارهم لإكمال مشوارهم وأنهم يقفون للمراجعة وليس للتراجع ثم يواصلون، بينما غيرهم يتساقطون إما لقلة صبرهم وعدم استيعابهم لمتطلبات هذا الطريق أو لانشغال بدنيا, وهناك من بدأ ولم يكتمل المشروع لوفاته، بينما قدّر الله لآخرين أن يواصلوا دربهم ورؤية مشاريعهم تكبر، وإن مثابرة الشيخ ناصر العمر وصبره في طريقه هي مثال حي لهذه النعمة الكبيرة". وأكد الشيخ سلمان أن هناك الكثير من المشتركات المتفق عليها بين أبناء الأمة وهي ما يجب أن نركز عليه، وأنه لا يستطيع أحد أن يقضي على الخلاف أو ينكره، لكن المشكلة في أن كثيرين يبحثون عن نقاط التقاطع والاختلاف ويبرزونها على حساب الجوانب المتفق عليها. وذكر فضيلته أنه ذات مرة زاره احد الشباب وقد جمع في جعبته كثيراً من السقطات والزلات لهذا ولذاك، فقال له الشيخ سلمان أليس هناك ما يجمع بين هؤلاء لنتحدث فيه، ما رأيك أن نتحدث عن المستقبل لمجتمعنا أو أمتنا أليس هذا مشتركا مهما، ماذا لو نزلت نازلة -لا قدر الله- لا تبقي ولا تذر أحداً ، ووقتها ربما نقف نسخر من أحاديثنا وأوقاتنا التي أضعناها في الحديث عن خلافاتنا الجانبية. من جانبه, تحدث الشيخ ناصر العمر عن بعض من الذكريات والأحداث التي جمعته مع أخيه سلمان وكيف كانت هذه المؤسسات مجرد فكرة على ورق واليوم يعيشونها حاضراً واقعاً، مؤكداً أن البدايات دائماً تكون صعبة لكن بالتصميم والصبر والاستعانة بالله سبحانه نرى النتائج الثمار التي تعهدنا شجرها. وأبدى الشيخ ناصر العمر سروره بهذه الزيارة وما سمعه من الشيخ سلمان عن توسع مؤسسة "الإسلام اليوم" ومشاريعها, وقال: "إن الإنسان إذا زار بيته لا يسأل عن انطباعه أو سبب الزيارة، إنما أنا أزور أخي العزيز سلمان، وإنني منذ فترة وأنا أحرص على قضية العمل المؤسسي، ولا أستطيع أن أقول هذا مكتب الشيخ سلمان بل هذا مكتب المشايخ والإخوان الذين معه، ويعتبر الشيخ سلمان هو مؤسس الفريق وقائده". وشدد العمر على أننا أشد ما نكون إلى جمع القلوب، وذكر ما قاله الشيخ القرضاوي من أننا نجيد "سياسة الحذف" فإذا لم يوافقنا فلان ولم يعجبنا رأيه قمنا بحذفه من حياتنا، وقلنا فيه الأقاويل ولا نتقبل فكرة أن يكون هناك خلافا مقبولاً. مشيراً إلى محاضرة له بعنوان "امتحان القلوب" والتي قال فيها: إن كانت آية (أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) نزلت في الصحابة رضوان الله عليهم والله قد امتحن قلوبهم فمتى ننظر إلى قلوبنا. وأكد أن مؤسسة "ديون المسلم" هي مؤسسة متكاملة مع مؤسسة "الإسلام اليوم"، ويؤدي الجميع دوره في خدمة ديننا وعقيدتنا لأننا نعيش حرباً على الإسلام ومنهج السلف الذي تمثله هذه البلاد بإيمانها وعقيدتها، داعياً إلى تضافر جهود الجميع لأن يكونوا درعاً حصينة لدينهم وعقيدتهم ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم. وأوضح العمر أننا حين نقول منهج السلف فإننا لا نقصد به جماعة بعينها وإنما هو منهج النبي وأصحابه رضي الله عنهم، وأن وجود مؤسسات تحمي هذا المنهج وتعلمه للناس وتنشر منهج الوسطية التي يرسمها القرآن والسنة هو أمر ضروري. ودعا الشيخ ناصر العمر طلبة العلم والمشايخ والدعاة إلى أن يسعوا لإقامة مشروعات ومؤسسات تسهل التواصل مع الناس وأداء الرسالة التي بات من السهل إيصالها لكل مكان. وقبل ختام الزيارة تناول الجميع طعام العشاء ثم قدّم الشيخ سلمان العودة هداياه ومجموعة من الكتب وفيها طبعة جديدة من كتاب بناتي مترجم باللغة الإنجليزية للشيخ ناصر والمرافقين له. كما وجه الشيخ ناصر العمر دعوة للشيخ سلمان العودة والعاملين بمؤسسة "الإسلام اليوم" لحضور حفل الافتتاح الرسمي للمقر الجديد لمؤسسة "ديوان المسلم" الذي سيقام بمشيئة الله يوم 5-2 1432ه.