أصدرت أكثر من سبعمائة ناشطة إسلامية سعودية بيانا يندد بمنتدى خديجة بنت خويلد النسوي الذي عقد نهاية الشهر الماضي بمدينة جدة تحت عنوان "واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية". وعُقد المنتدى برعاية كريمة العاهل السعودي، وحرم وزير التربية والتعليم الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وترأسته حرم وزير العمل السعودي مها أحمد فتيحي. ومما جاء في البيان الذي صدر في ساعة متأخرة أمس وحصلت الجزيرة نت على نسخة منه "تطلعنا أن يسهم المنتدى في معالجة المآزق المعيشية والأخلاقية التي تعاني منها المرأة السعودية، لكننا تفاجأنا بحزن فاجع أن منتدى خديجة لم يقدم أية حلول عملية للمشكلات الحقيقية". وأضاف البيان "فالقائمون على المنتدى مهووسون بتكريس المزيد من اختلاط الجنسين الذي يسبب الإحراج للمرأة ويحرمها من بيئة العمل المريحة والطبيعية، ولم تجن المجتمعات المعاصرة منه إلا ارتفاع مستويات التحرش، إضافة إلى التزهيد في مهمة الأمومة والتربية وتنقيصها، واستعمال تعبير "ربات البيوت" في سياق تشويهي واستهجاني، فضلا عما حفّ بالمنتدى من تصرفات مريبة كتزيين السفور وكشف السيقان وضرب المعازف وتدخل جهات أجنبية مشبوهة مثل زوجة السفير الأميركي وغيرها". وسبق هذا البيان الذي وقعته سبعمائة سعودية بيان مماثل صدر يوم 22 ديسمبر/كانون الأول الجاري ل36 أكاديمية بأقسام الشريعة والدراسات الإسلامية والتربية بمختلف الجامعات السعودية، ينتقدن فيه المنتدى ويصفنه بأنه يأتي "ضمن سياق تنفيذ بنود اتفاقية هيئة الأممالمتحدة والمتعلقة بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة والتي تحفظت السعودية على توقيعها لتضمنها على ما يخالف التشريعات الإسلامية". وتقاطع البيانان في دعوتهما القيادة السياسية السعودية إلى ضرورة التدخل لوقف المنتديات التي وصفوها بأنها "لا تمثل واقعنا واحتياجاتنا التنموية في ظل التشريعات الإسلامية حفاظا على تماسك مجتمعنا وحفاظا على أمننا الفكري ومصالحنا التنموية الحاضرة، ومستقبل أجيالنا الواعدة القادمة". كما أكد البيان الجديد على ضرورة أن يقوم العلماء بأدوارهم في التواصل مع المسؤولين "قبل أن ينفلت الزمام"، وإلى تعزيز "القيم الشرعية في الجيل القادم والوعي والمناعة الفكرية ضد هذه المنتديات وأمثالها من الأنشطة التغريبية"، بحسب وصف البيان. موقف للمنتدى وكرد فعل أولي على البيان، علقت رئيسة منتدى خديجة بنت خويلد مها فتيحي في حديث خاص للجزيرة نت قائلة "أستغرب حقيقة هذه اللغة التي تطالعنا بها هذه البيانات، وإغفالهن للأمور التي حققها المنتدى لصالح المرأة السعودية، والإمساك بنقاط محاولات تضخيمها، مع كامل الحق لهن في إبداء رأيهن". وحول ما جاء في البيانين السابقين من كون المنتدى لا يمثل المرأة السعودية، قالت "ألا يكفي أن تكون معنا ابنة الملك عبد الله لتعبّر عن واقع وطموحات المرأة السعودية، حيث كانت تحضر الجلسات منذ الصباح الباكر حتى انقضائها على مدى يومين كاملين". وعلقت ضمنيا على الحديث الذي أدلى به عضو هيئة كبار العلماء ومستشار الملك عبد الله المطلق الذي قال في تصوير منشور على يوتيوب إن "المنتدى لا يمثل النساء السعوديات، وتضمن الكثير من السفور والتبرج" بقولها "هل حضر الشيخ المطلق المنتدى حتى يعبر عن رأيه ذاك". وسبق أن أكدت فتيحي في حديث للجزيرة نت أنه تم توجيه دعوة للمؤسسة الدينية الرسمية (هيئة كبار العلماء) لحضور منتدى خديجة "فرفضوا"، كما نفت أن يكون منتدى خديجة "تغريبيا أو مرتبطا بجهات أجنبية خارجية". وتعليقا على البيان قالت الإعلامية والناشطة الإسلامية أميرة اليافعي للجزيرة نت "نعم نختلف مع مضمون منتدى خديجة النسوي، إلا أننا في ذات الأمر نتساءل: ماذا فعل أصحاب البيان ال700 من النساء؟ أين المشروعات الحقيقية على أرض الواقع؟"، مؤكدة أن "رد فعل الإسلاميين وشقائقهم من النساء لا ينحصر سوى في بيانات مكتوبة تنشر تنديدا كرد فعل لا أكثر ولا أقل".