قال الشيخ يوسف القرضاوي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: إن السلفية التقليدية باتت مدارس مختلفة منها ما اقترب كثيرًا من جماعة الإخوان المسلمين، وإن هناك من السلفيين من اقتربوا من منهج الوسطية. وأضاف في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط"، "بات هناك من يقول للسلفيين: أصبحت تتحدث كما القرضاوي"، وكان من أبرز مظاهر التغيير - بحسبه - خوض المعارك السياسية، بعد أن عابوا الأمر زمنا طويلا على حركة الإخوان، بالإضافة إلى تأكيده تطورهم في قضايا فقهية متعددة مثل التصوير. وبين القرضاوي أن الواقع فرض على السلفيين التغيير عقب احتكاكهم بالعالم الخارجي وبشعوب مختلفة. وحول علاقته بالتيار السلفي، قال الشيخ يوسف القرضاوي: إن العلاقة اليوم باتت طيبة، وها أنا الآن في بلد السلفيين –يقصد قطر-، وكما يتضح، علاقتي بالجميع على أفضل ما يرام مع كافة الأعمار، كما لا أقف من السلفية موقف عداء، وإنما هو موقف نقدي في بعضه. وأكد القرضاوي أنه دائمًا ما يدعو الجميع إلى الوسطية، كما أنني مع التصوف، فلا بد الأخذ من التصوف خير ما فيه كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم، فهما من كبار المتصوفين إلا أنهما رفضا من التصوف ما لا يليق وأخذا منه ما يليق، وأنا شخصيًا أدعو إلى "تسليف الصوفية" و"تصويف السلفية"، فالمتصوف يأخذ من انضباط السلفية في عدم الأخذ بالأحاديث الموضوعة وعدم الأخذ بالشركيات والقبوريات، ونريد من السلفي أن يأخذ من الصوفية الرقة والروحانية وخشوع القلب ونعمل من هذا المزيج المسلم المطلوب. ووصف القرضاوي نفسه، بأنه جندي من جنود الإسلام، وقال: "أنا جندي الله تعالى بالعلم والعمل والدعوة إلى الله تعالى، وأتمنى أن أختتم حياتي بشهادة في سبيل الله، ولدينا دعاء مأثور "اللهم نسألك عيش السعداء وموت الشهداء والفوز في القضاء والنصر على الأعداء"، والحمد لله نحن سعداء بإيماننا، وأرغب أن يختم الله لي بالشهادة، وأن تكون شهادتي على يد غير مسلم.