أفاد مسح رسمي الثلاثاء بأن 18 % من الشباب المصري يرغبون في الهجرة سواء للدول العربية أو الغربية بسبب ارتفاع نسب البطالة وقلة الدخل، بينما يزال معظم الاناث يفضلن العمل فى القطاع العام لانه يتميز بالمرونة ويوفر لهن بعض المزايا. وذكر المسح الذي استهدف الفئة العمرية من 15 الى 29 عاما أن الذكور أكثر ميلا للهجرة من الاناث بنسبة 30 %. وأظهرت نتائح المسح الذي جاء بعنوان بعنوان "النشء والشباب لعام 2009" أن معدل البطالة بين الشباب بلغ 15.8 % وللاناث 32 % فى الفئة العمرية من "15 -29 " . وقال ان أكثر من مليوني نشء خارج المدارس و80 % منهم من الاناث فى المناطق الريفية وفى صعيد مصر، ورصد انخفاض نسبة عدم الالتحاق بالتعليم للشباب من 15 - 24 عاما إلى 7.3 %، وانخفاض نسبة الشباب الذى يرون أن التعليم يؤهل لسوق العمل، وانخفاض تفضيل القطاع الحكومى بين الشباب بنسبة 71 %. وأوضح ان نسبة التدخين بلغت 26 % بين الذكور فى الفئة العمرية من 15 - 29 عاما وتزدادا تلك النسبة الى 41 % في الفئة العمرية من 25 - 29 عاما وأن 40 % يتعرضون للتدخين السلبى. وذكر ان الشباب من الجنسين يتمتع بزيادة الوقت المخص للانشطة الترفيهية حتى عمر 18 - 24 بينما تقل تلك الانشطة للشباب فى الفئة العمرية من 25 - 29 ويقضى الشباب فى كل الاعمار ما يقرب من ساعتين يوميا لمشاهدة التليفزيون وأقل من نصف ساعة لسماع الموسيقى ويستغرق مايقرب من نصف ساعة يوميا فى الانشطة الدينية. واظهرت نتائج المسح أن استخدام الانترنت ليس نشاطا يوميا للشباب وان الشباب فى الحضر لديهم وقت أطول لانشطة أوقات الفراغ من الشباب فى الريف. وأعلنت ذلك الدكتورة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للاسرة والسكان خلال استعراضها للنتائج التفصيلية للمسح الذى إجراه مجلس السكان الدولى بالتعاون مع مركز دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء وبمشاركة 9 هيئات دولية. وأكدت ان مصر تمر بمرحلة تحول ديموجرافى وسكانى تتسم بظاهرة ازدياد اعداد الشباب مقارنة بالفئات العمرية الاخرى فتمثل الفئة العمرية من ( 10 - 29 عاما ) حوالى 40 % من اجمالى عدد السكان مؤكدة أن الشباب فى مصر هم قوة بشرية لابد من استثمارها على اكمل وجه، ولابد من تغيير النظرة التقليدية لهم بأنهم مصدر للمشاكل. وقالت مشيرة خطاب إن زيادة أعداد الشباب فى المجتمع يعد مؤشرا قويا لحدوث زيادة فى عدد السكان مستقبلا مما يستلزم تضاعف الجهود لمواجهة هذه المشكلة الضخمة من خلال تفعيل برامج تنظيم الاسرة وتحويل المعرفة بوسائل تنظيم الاسرة الى ممارسة فعلية. وأضافت أن الوزارة ستستعين بنتائج المسح فى المشروعات الحالية والمستقبلية التى تستهدف الشباب ومن أبرزها مشروع البنك الدولى لتشغيل الشباب، ومبادرة تعليم البنات وبرنامج الصحة الإنجابية، لافتة الى انه يقدم صورة شاملة لاوضاع الشباب فى مصر ويبرز القضايا الرئيسية التى تواجه هذه الشريحة المهمة من السكان. وفي السياق ذاته، قالت انه حان الوقت لاتخاذ قرارات أكثر حسما فى ظل الزيادة السكانية لننعم بمعدلات أعلى للرفاهية خاصة وان معدلات العنف واستغلال الاطفال أصبحت مرتفعة فى المجتمع المصري. وأشارت الى ضرورة تنفيذ القانون لمواجهة قضايا التسرب من التعليم، وزواج الاطفال، وعمالة الاطفال خاصة مع وجود تواطؤ مجتمعى ضد الابلاغ عن هذه القضايا. وطالبت بضرورة تضافر الجهود ليصبح الشباب هم الاولوية والنهوض بأحوالهم وحثهم على المشاركة فى مختلف الانشطة المجتمعية التى تقوم على الشفافية وتوافر المعلومات الصحيحة لهم فهذا الزخم من الشباب يمثل فرصة حقيقية من شأنها تشكيل مستقبل البلاد تشكيلا ايجابيا . وأشارت إلى أن توافر البيانات فى مصر من أكبر التحديات التى تواجه صانعى القرار للتعرف على العديد من معوقات التنمية خاصة التى تواجه قطاع الشباب على المستوى القومى لما يمثله من مخزون قومى للوطن. وقالت صفاء الكوجلى المدير الاقليمى لمجلس السكان الدولى ان مسح الشباب والنشء فى عام 2009 استند على نتائج مسح المراهقة والتحول الاجتماعى فى مصر الذى أجرى من قبل مع التركيز على فئة عمرية أوسع من سن 10 سنوات حتى 29 عاما. واضافت ان المسح يركز على 5 تحولات اساسية فى حياة الشباب هى الصحة والتعليم والتوظيف وسبل العيش وتكوين الاسرة والمشاركة المجتمعية.