اعتقلت الشرطة التشيلية مدافع المنتخب الفلسطيني لكرة القدم روبيرتو بشارة من على متن إحدى الطائرات قبل إقلاعها من مطار العاصمة سانتياغو في طريقها لمطار بن غوريون الإسرائيلي بالقرب من مدينة تل أبيب، وذلك بسبب الاشتباه في كونه "إرهابياً" بعدما همّ بمغادرة الطائرة قبل لحظات فقط من الإقلاع. وأمضى بشارة عدة ساعات رهن الاحتجاز والتحقيق في مركز شرطة قريب من مطار سانتياغو، قبل أن يُخلى سبيله وتعتذر له الشرطة بسبب سوء تقدير من قبطان الطائرة أدى لاعتقاله واقتياده كالمجرمين وسط حالة من الهرج والمرج على متن الطائرة. وكان من المفترض أن يغادر اللاعب الثلاثاء الماضي العاصمة التشيلية التي ولد ويعيش فيها متوجهاً إلى مطار بن غوريون الإسرائيلي، ومنه إلى مدينة الخليل الواقعة جنوب الضفة الغربية للمشاركة في مباراة دولية ودية بين منتخب فلسطين وغامبيا، إلا أن المباراة أُلغيت بطلب من الاتحاد الغامبي بسبب ضغوط سياسية من إسرائيل. "إرهابي عربي" ونقلا عن موقع "العربية.نت" قال بشارة: "بعد ركوبي الطائرة علمت من خلال اتصال هاتفي من والدي بقرار إلغاء المباراة، هممت بالنزول والعودة إلى منزلي القريب من المطار، لكن إحدى مضيفات الطائرة أوقفتني ومنعتني من الخروج، إلا أنني أصررت على الخروج وهنا استدعت المضيفة قبطان الطائرة الذي رفض تبريراتي وأكد استحالة النزول تحت أي ظرف". وأضاف اللاعب أنه رفض موقف قبطان الطائرة وأكد أنه لم يعد بحاجة إلى السفر في رحلة تزيد مدتها على 14 ساعة طيران، بعدما ألغيت المباراة وأصبح سفره غير مهم، إلا أن القبطان رفض ذلك وتوجه إلى قمرة القيادة وصرخ بأعلى صوته: "هناك إرهابي عربي على متن الطائرة". وتسبب صراخ القبطان بتوتر شديد بين ركاب الطائرة وعمّ الهرج والمرج المكان، وحاول بعضهم النزول، وحينها تدخلت الشرطة التي اقتحمت الطائرة واقتادت اللاعب بقوة وسط جموع الركاب إلى مركز الشرطة. "قسوة وإهانة" وأوضح بشارة أن الشرطة تعاملت معه بقسوة ودفعته بعنف حتى أوصلته إلى مركز الشرطة، وهناك تم التحقيق معه، قبل أن تتأكد من هويته بعد قدوم والده، واعتذرت له وأخلت سبيله بعد نحو ساعتين من التحقيق. وأعرب المدافع الفلسطيني عن أسفه للطريقة المهينة التي تعاملت معه الشرطة بها، مشيراً إلى أنه سافر مئات المرات في حياته ولم يتعرض لأي مضايقات تذكر، علماً بأنه يحمل الجنسية التشيلية، لذا يُسمح له بدخول الأراضي الفلسطينية من خلال المطارات الإسرائيلية. ويلعب بشارة مع فريق "باليستينو" المنخرط في الدوري التشيلي الممتاز لكرة القدم، وهو ناد أسسته الجالية الفلسطينية في تشيلي قبل نحو 70 عاماً، ويضم في صفوفه عدداً من اللاعبين المنحدرين من أصول فلسطينية، بالإضافة للاعبين تشيليين ومحترفين من دول أخرى في أمريكا الجنوبية وسبق له الفوز بلقب الدوري والكأس في تشيلي أكثر من مرة.