الحجاج تكدسوا في مطار جدة، وآخرون افترشوا الأرض، الساعات تمضي من دون أن يجدوا حلاً للمأزق الكبير الذي وضعوا فيه، تمر 14 ساعة والوضع كما هو عليه من دون أي خدمات أو وجبات غذائية أو أحد يجيب عن استفساراتهم سوى التوتر الذي بدا على العاملين في الخطوط الجوية السعودية. الحجاج الذين عانوا الأمرين والتعب والارهاق الشديدين، كان التذمر والاستياء واضحاً عليهم من جراء هذا الموقف الذي لا يحسدون عليه. وخلال ذلك صدرت تعليمات أميرية سامية بتذليل الصعوبات والعوائق أمام الحجاج الكويتيين، حيث تم ارسال طائرات الخطوط الجوية الكويتية لنقلهم، لكن لا تزال حتى الآن اعداد من الحجاج الذين نقلوا الى الفنادق بانتظار العودة، في حين كان الانتقاد السمة البارزة للبعض الذين أكدوا أن وزير المواصلات د. محمد البصيري لم يكن على مستوى الحدث المطلوب، ولم يتحرك بصورة جدية من مباشرة اجراءات الاتصال مع السعودية لايجاد حل لنا. وما ان وصل بعض الحجاج العالقين الى مطار الكويت الدولي الذين استقبلوا من اسرهم باليباب والورود، حتى كان ظاهراً عليهم الاستياء مما حدث. ونقلا عن " القبس الكوتية : فقد أكد الحاج فيصل الدوسري أن ما حدث في مطار جدة أمر مؤسف وينم عن الاهمال واللامسؤولية من قبل القائمين على العمل هناك، فليس من المعقول أن يبقى حجاج بيت الله الحرام لساعات متواصلة جالسين في صالات الانتظار يفترشون الأرض ومن ثم البقاء لمدة ساعتين أو أكثر داخل الطائرة، مؤكداً أنه استقل الطيران السعودي لعدة رحلات الا أن هذه الرحلة ذات طابع خاص لأنها مخصصة للحجاج ويجب أن تكون لها جميع الاعتبارات والاحترازات، حتى لا يواجه الحجاج أي عوائق، بعد مشقة الحج وما آلت اليه الأمور بسبب الامطار والازدحامات المرورية وتبعات السفر والترحال، ويفاجأوا بالطامة الكبرى في المطار. إهمال من جانبه، قال الحاج عبدالله محمد: انه يحج بيت الله للمرة الثالثة على التوالي، لكن هذه المرة كان الاهمال وعدم الالتزام من حملات الحج الكويتية مميزين، مؤكدا انه قام بتقديم شكوى لدى بعثة الحج الكويتية. واضاف ان التأخير في مطار جدة له عدة اسباب: اولها اهمال أصحاب الحملات الذين كان يفترض بهم ايجاد حلول لراحة الحجاج لحين انتهاء المشكلة، وثانيا بسبب ما دار من حديث حول وجود اضرابات عمالية ادت الى زعزعة جدول الرحلات والتسبب في التأخير لما يزيد على نصف يوم وأكثر، علما بأن هناك من قال ان العمال قد حذروا مسبقا من هذا الاعتصام، ولكن لم يبال احد بهم من السلطات السعودية، ولم يتم اتخاذ التدابير اللازمة لمثل هذه المواقف، مشيرا الىانه رجع الى الكويت من دون امتعة، حيث تم ابلاغه بأن حقائبه ستصل الى الكويت بعد 24 ساعة. استياء فيما ابدى الحاج اسامة احمد استياءه الشديد من اجراءات مطار جدة والطيران المدني هناك، التي لم تراع تعب الحجاج ومشقتهم، مؤكدا ان هذا الامر له اثر سلبي في نفوس جميع الحجاج الكويتيين الذين ابدوا استياءهم من هذه المعاناة التي دامت لعدة ساعات، مشيرا الى ان السلطات السعودية كان لها الأثر الكبير في تسهيل عملية الحج بعد الله عز وجل، لكن ما حدث في المطار طغى على جميع الأمور الجيدة التي شهدناها في مكة ومناسك الحج. وأضاف ان عدد الحجاج هذا العام خيالي بشهادة الجميع وكان على الطيران المدني السعودي ان يكون مستعداً لهذا العدد وان يكون على أهبة الاستعداد وجاهزية عالية وليس خلاف ما رأيناه من تسيب واهمال تسبب في انزعاج الحجاج وتأخيرهم وارباكهم. وبين الحاج سعود العنزي ان ما حدث من تأخير للحجاج إضافة الى تعب الحج وتأجيل وصول أمتعتهم أمر مؤسف ونقطة سوداء للطيران السعودي ويجب محاسبة المسؤولين عن ذلك، مضيفا ان ما حدث وان كان خارج عن الإرادة، إلا أنه يجب ان يكون هناك تسهيل على الحجاج من الطيران المدني بتوفير مكان مناسب للانتظار مع توفير بعض المشروبات حتى يكون الأمر أقل وطأة، إلا ان ما شاهدناه كان عدم مبالاة ولا مسؤولية دامت لساعات طويلة. أمر غريب وقال الحاج محمد الماجدي الذي يقوم بأداء مناسك الحج لأول مرة ان ما حدث في مطار جدة أمر غريب، حيث كنت أعتقد ان الطيران مستعد وجاهز لمثل هذه الأمور، ان ما شاهدته هو مخالف تماما لذلك، والأعذار كانت أقبح من الذين يقولونه «في زحمة بالجو» كأنهم يستهزئون بنا عندما سألناهم عن أسباب التأخير، وهذا الأمر مرفوض تماما وغير مقبول. إضراب من جهته، قال الحاج عبدالله حسين ان التأخير الذي حدث يقال انه بفعل اضراب عمالي الا ان الحجاج غير مسؤولين عن ذلك ليتعرضوا الى كل هذا التأخير والتعب وكان من المفروض اخبارهم عن اي تغيير لموعد الرحلات عن طريق الاتصال حتى لا يضطروا الى الوصول للمطار باكرا، معتبرا ان ما حدث هو في قمة الاهمال وعدم المبالاة بالحجاج. احتياطات فيما أكد غالب العجمي الذي يقوم بفريضة الحج للمرة الثالثة على التوالي ان هذا العام شهد عددا خياليا من الحجاج ومن كافة اقطار العالم، وكان يجب على الطيران السعودي والجهة المعنية في مطار جدة ان يتخذوا كافة الاستعدادات والاجراءات بالاضافة الى الاحتياطات لتيسير عملية سفر الحجاج الى بلادهم وليس كما حدث بأن يكون التأخير لما يزيد عن 8 ساعات. وأضاف ان الحملات الكويتية بعد ان كانت افضل الحملات في العالم أصبحت هذا العام اسوأها من جميع النواحي وكانت تتصف بالاهمال، حيث تقدم العديد من الحجاج بشكوى الى القائمين على بعثة الحج الكويتية الذين قاموا مشكورين بالتوجه مباشرة الى اصحاب الحملات وانذارهم، مضيفا ان حقائبه لم يحضرها لعدم وجود عمال داخل المطار لانهم مضربون عن العمل. رسوم الوزن الزائد ترددت معلومات بأن عدداً كبيراً من الحجاج لم يتمكنوا من دخول الطائرات بسبب رفضهم دفع رسوم «الوزن الزائد»، لكن هذه المعلومات اصطدمت بحقيقة أنه لا يعقل أن يرفض أكثر من 4 آلاف حاج دفع الرسوم.