في أكبر تسريب للأسرار العسكرية لحرب العراق، كشف موقع ويكيليكس عن مئات الوثائق السرية التي تحدثت عن مقتل مئات المدنيين على الحواجز الأمريكية في العراق وتستر جيش الاحتلال الأمريكي على أعمال التعذيب الذي تمارسه قوات الأمن العراقية، فضلا عن "تورط" رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي "في إدارة فرق للقتل والتعذيب". وعرضت الجزيرة.نت اليوم الجمعة أهم ما جاء في تلك الوثائق التي تغطي الفترة ما بين بداية العام 2004 ونهاية العام 2009، وتتعلق ب"التستر على أعمال التعذيب" التي تعرض لها سجناء عراقيون على أيدي قوات الشرطة والجيش العراقيين. وأفادت وثائق ويكيليكس أن "الولاياتالمتحدة كانت على علم بأعمال التعذيب هذه لكنها أمرت جنودها بعدم التدخل". كما كشفت الوثائق أن "مئات المدنيين قتلوا على حواجز تسيطر عليها قوات الاحتلال الأمريكية" وذلك بالرغم من أن التصريحات الرسمية الأمريكية تنفي ذلك. وأوضحت الوثائق أن "عدد القتلى المدنيين في العراق أكثر بكثير مما هو معلن"، حيث يصل لحوالي 150 ألف، وأشارت وثائق ويكيليكس أيضا إلى "تورط" رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي "في إدارة فرق للقتل والتعذيب". وتكشف الوثائق العسكرية الأمريكية أيضا عن "دور إيراني سري في تمويل وتسليح الميليشيات الشيعية"، كما نشرت ويكيليكس "وثائق جديدة عن ضحايا (الشركة الأمنية الأمريكية الخاصة سيئة السمعة ) بلاك ووتر من المدنيين". وحذر متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الجمعة من أن الوثائق العسكرية السرية التي يستعد موقع ويكيليكس لنشرها قد تشكل تهديدا للقوات الأمريكية والعراقيين المتعاونين معها. وسبق أن نشر ويكيليكس الذي تأسس في 2006, العديد من الوثائق السرية حول الحرب في العراق وأفغانستان، وأثار نشر آلاف الوثائق العسكرية في يوليو استياء الحكومة الأمريكية, إذ حذر رئيس الاستخبارات الامريكية جيمس كلابر والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) مايكل هايدن من أن ذلك قد يؤدي إلى تقويض الجهود المبذولة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 لردم الهوة بين وكالات الاستخبارات المتنافسة. ولم يكشف ويكيليكس عن مصدر الوثائق التي نشرها حتى اليوم إلا أن شكوكا حامت حول برادلي مانينغ المحلل في شؤون الاستخبارات العسكرية الأمريكية الموضوع رهن الاعتقال العسكري. واعتقل مانينج في مايو بعد نشر ويكيليكس تسجيلا مصورا عن هجوم شنته مروحية عسكرية أمريكية من طراز اباتشي وأدى إلى مقتل مدنيين, وأدين في حينها بنقل معلومات دفاعية إلى مصدر غير مرخص.