دَعَا فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة (المشرف العام على مؤسَّسة الإسلام اليوم) إلى أن يستبدل العسكريون في الحرمين الشريفين زِيّهم العسكري بلباس خاص أو مدني حتى تزول عنهم صبغة الأمر والنهي الصارم في التعامل مع الزائرين، ويجعل الزائرين أكثر اطمئنانًا. وطبقا للإسلام اليوم فقد لَفَت فضيلته في كلمة ألقاها أمس الاثنين في مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالمدينةالمنورة- إلى ضرورة الاعتراف بخطورة ما يتداولُه البعض في بلادهم من آثار وانطباعات سلبيَّة لم ينسوها أثناء زيارتِهم للمدينة المنوَّرة، مؤكدًا أنه استمع إلى كثير من تلك الشكاوى سواء في المملكة أو خارجها. وقال الشيخ سلمان العودة: "قبل أشهر كنت في المدينة وذهبت أسلِّم على الرسول- صلى الله عليه وسلم- فلاحظتُ جفاءً في تعامل بعض إخواننا مع الناس، وشاهدت الغلظة والزَّجْر والنهر ورفع الصوت. وتابع فضيلته: يجب على هؤلاء أن يستحضروا أنهم في مسجد النبي- صلى الله عليه وسلم- في مكان له قداستُه، وأن يتعلَّموا "لو سمحت" وألا يرفعوا أصواتهم في الأشياء التي ليس فيها مخالفة صريحة، وليس هناك داعٍ أن يدخل مع الناس في إشكالات ونقاشات. وعبَّر الشيخ سلمان في كلمته عن سروره بوجود مركز تعاوني بالمدينة المنوَّرة، خاصة أنها فكرة جديدة رأت النور بعدما كانت تفتقد المدينة لمثل هذا اللون من النشاط. وأشاد فضيلتُه بدور المركز التعاوني للدعوة والإرشاد بالمدينةالمنورة في توعية الناس بما يجب وما لا يجب في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، داعيًا إلى ضرورة التواصل مع كافة الناس باللطف واللين، حتى نتركَ لديهم انطباعًا حسنًا وإيجابيًّا، وإذا وجدت قضايا خلافيَّة لا مانع من نقاشها بشكل ودِّي. كما أشاد بما تنقله قناة السنة النبويَّة من بثّ مباشر على مدار 24 ساعة من المدينةالمنورة، مما يجعل أي تصرف أو سلوك فردي أمام نظر الملايين. وأشاد بسِعَة المسجد النبوي وتنظيمه وروحانيته وقال: أزعم أن مجتمع المدينة النبوية يستحقُّ مثل هذا، خاصَّة بعد مضي فترة طويلة لم يوجد بها نشاطات كبيرة تتناسب مع وضع المدينةالمنورة وما تتمتَّع به المدينةالمنورة مكانة عظيمة في النفوس، وذلك لعدة أمور: أولها: الجانب التاريخي؛ كونَها منطلق رسالة النبي- صلى الله عليه وسلم- ومهبط الوحي وفيها قبره -صلى الله عليه وسلم- وفيها نشأ أصحابه وتربَّوْا.. وهذا معنى رمزي كبير ومؤثر. الأمر الثاني: وجود المسجد النبوي وما فيه من الفضيلة أن فضل الصلاة فيه بألف صلاة مما يحفِّز المسلمين على أن يبادروا إلى المجيء للمدينة ويتعبَّدوا بالسفر إليها، فهي رديف مكةالمكرمة. فرص ضخمة وتابع الشيخ سلمان: الأمر الثالث أن المدينة أصبحت منطقة جاذبة يزورها أربعة ملايين زائر سنويًّا، ومن نعم الله أنهم هم من يأتون إلينا ولولا هذه المكانة والفضل لكان من واجبنا أن نذهب إليهم في بلادهم، وهذا يفرض علينا أن يكون لنا بصمةٌ مؤثرة في نفوسهم. وقال فضيلته: قد وُضعت البذرة وعلينا أن نطوِّرها وندرك أن التطوير ليس له حدود، وأوضح فضيلته أن المرء يستطيع من خلال جلسة لدقائق أن يغيِّر انطباع إنسان حتى لو كان كبيرًا في قومِه، داعيًا إلى إعداد وتوظيف طلاب الجامعات الذين سيبتلعُهم هذا الميدان ويقول هل من مزيد، كما دعا إلى الاستمراريَّة في العمل التطوعي ودعمه، من أجل الوصول إلى الناس وتدريب الإخوة الذين يتعاملون مع الحجيج. وأكَّد الشيخ سلمان أنه لا حواجز كبيرة بين مصر والسعودية أو سوريا أو غيرها، ولا يُفترض أن يأتي الناس ويعاهدونا على السمع والطاعة، فليس هذا مطلوبًا، لكن المطلوب هو أن نتواصل مع الناس، كما أنه ليس كل الناس يحتاجون إلى مناقشة، لكن يحتاجون إلى تصحيح الصورة عن بعض التصرُّفات غير المناسبة. وقال: إن عندنا فرصةً للتواصل مع الناس وتلطيف الجوّ معهم، وصناعة الانطباع الحسن الإيجابي. ورافقَ الشيخ سلمان في زيارتِه سكرتيره الخاص الأستاذ خالد القفاري وقد حظِيا بحفاوة واستقبال مساعد مدير عام المكتب فضيلة الشيخ رباح السلامة وعضو مجلس الإدارة الشيخ عبد الرحمن الحصين، والشيخ محمد النجيمي ومدير العلاقات العامة والإعلام الأستاذ عبد الغني بن ناجي القش، ومديري الإدارات وجمع من الموظفين والمتعاونين مع المكتب. كما قام مساعد مدير عام المكتب الشيخ رباح السلامة عضو مجلس إدارة المكتب والشيخ عبد الرحمن الحصين بتقديم الدرع التذكاري لفضيلة الشيخ سلمان العودة بمناسبة زيارته المكتب. وكان الشيخ سلمان العودة قد بدأ تفسير جزء الذاريات يوم السبت الماضي بجامع الجهني بالمدينة المنوَّرة، وسوف يختتم فضيلته دروس الدورة غدًا الأربعاء بإذن الله تعالى بتفسير سورة الحديد والإجابة على الأسئلة، ويقوم راديو الإسلام اليوم ببثّ الدروس على الهواء مباشرةً عبر رابط البث الحي.