فاجأ الرئيس الليبي معمر القذافي الأحد القادة العرب المجتمعين في قمة سرت ليقدم اعتذارا للأفارقة باسم العرب عن ما اقترفوه من سلوك وممارسات وصفها بالمخجلة ضد الأفارقة خلال الحقب التاريخية الماضية. وقال القذافي في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الأفريقية الثانية بمدينة سرت أدين وأقدم باسم العرب الاعتذار عن السلوك الذي سلكه العرب وخاصة الأغنياء منهم تجاه الأفارقة. وأضاف لقد مارس العرب ممارسات مخجلة واشتروا الأطفال وجلبوهم إلى شمال إفريقيا والجزيرة العربية واستعبدوهم ومارسوا الرق وتجارة البشر بشكل مشين. وأشار القذافي إلى أن العرب يخجلون اليوم أمام الأفارقة عند ذكر ذلك باعتبار أن نظرتهم لهم لا تختلف عما اقترفه الغرب تجاه الأفارقة حين عملوهم كعبيد. ووصف الزعيم الليبي ما يجرى في السودان اليوم بالمرض الذي ستكون له عدوى شديدة في كل أفريقيا، في إشارة منه إلى إمكانية انفصال جنوب السودان عن شماله. وقال إذا تم الانفصال سنرى ولأول مرة خريطة السودان غير التي تعودنا عليها في الماضي. وتابع القذافي نحن نعتبر هذا بأنه شرخ بغض النظر عن أهل الجنوب في تقرير مصيرهم وستكون له تداعيات ولن يكون غريبا أن نرى خرائط بعض الدول تتغير. ورغم تحذيره من خطورة ذلك وخاصة أن إفريقيا عبارة عن قبائل واديان مختلفة وعرقيات إلا أنه أكد إذا تصدعت أفريقيا وأصبحت حتى 1000 دولة داخل الاتحاد الإفريقي أو الولاياتالمتحدة الإفريقية فإن هذا الأمر لن يضر. ودعا القذافي العرب والأفارقة إلى التمسك بالوحدة وبالتحليل العميق والتصرف الحكيم لمواجهة التحديات عن طريق تكثيف اللقاءات فيما بينهم. متعهدا بأنه سيكون مخلصا خلال رئاسته للقمة من خلال حرصه على خلق فضاء عربي أفريقي . .. ويثني على علاقته بخادم الحرمين وعلى صعيد آخر أثنى الرئيس الليبي معمر القذافي على علاقته بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وذلك خلال الجلسة المغلقة التي عقدها الزعماء والقادة العرب على هامش قمتهم الاستثنائية التي عقدت بمدينة سرت السبت. وكشفت صحيفة أويا الأحد على موقعها على شبكة الأنترنت أن القذافي قال في الجلسة انه على اتصال بالملك عبدالله وعلاقته وطيدة ولا يوجد أي خلاف يتعلق بقضايا الأمة العربية المشتركة.