أثار رأيا فقهيا تبناه الشيخ الموريتاني محمد الددو يقضي بأن وضع المرأة للماكياج يدخل ضمن "الزينة التي أذن الله بإبدائها" استنكار الكثير من المتابعين والمراقبين والذين اعتبروه رأيا فقهيا شاذا، فيما وردت رسائل تستنكر رأيه أثناء الحلقة، إلا أنه أجاب "لا يهمني انفجاع المنفجعين والمنفجعات. نحن نبحث عن حكم الله في حكم شرعي، وفقاً للأدلة الشرعية". وكان الددو الذي يرى جواز كشف المرأة لوجهها خلافا للرأي السائد في المملكة العربية السعودية قد أفتى بذلك ضمن برنامج مفاهيم الذي يعرض على قناة فور شباب السعودية ورصدته "أنباؤكم" رداً على سؤال مقدمه الدكتور عادل باناعمة ونصه: "إن هناك من يرى فرقاً في صورة المرأة بماكياج ومن دونه، أن "الله تعالى عالم بكل ذلك، إذ قال "إلا ما ظهر منها". فإذا أخذنا بمذهب الذين يرون بأن ما ظهر منها ما كان في الوجه واليدين من الزينة؛ فيشمل كل ذلك". تجدر الإشارة إلى أن الددو عضو في مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومن المشائخ الذين أفاد منهم أو درس عليهم في الكلية أو ناقشوه في بعض الرسائل العلمية، الشيخان عبدالعزيز بن باز، ومحمد بن عثيمين، ومن المشائخ الذين سمع منهم وأجازوه الشيخ حمود التويجري. كما شارك في قنوات عدة، من بينها برنامج "الجواب الكافي" في قناة "المجد"، و"الشريعة والحياة" في "الجزيرة". ورداً على ما أثارته الحلقة من جدل واسع في المنتديات الإلكترونية والمجالس العامة، قال مدير قناة فور شباب الدكتور علي العمري في حديث أجرته معه جريدة الحياة: "لا بد أن نفهم الواقع، وأن الشيخ العلامة الددو يتحدث لكل العالم. ولا يتحدث لمنطقة محددة، الذي يثبت هذا نوعية الاتصالات التي تأتي من أوروبا وآسيا وأفريقيا. والنتيجة التي وصل إليها الشيخ هي بعد ذكر الأدلة عن ابن عباس وبعض الصحابيات اللاتي كن يستخدمن بعض أدوات الزينة، فهو لا يرى أن هذا يعارض ما يأمر به الشرع، من التستر والصيانة. وفي المقابل هناك آراء أخرى تمنع. لكن الذي يظهر لي أن مكانة الشيخ، وذكره للأدلة والنصوص، وقبوله للرأي، والأدلة الموجودة هو الذي جعل للقضية مكانها وتحريكها". وأضاف: "تحدثت مع الشيخ أمس، في الموضوع ذاته، وجاءتني مجموعة من الاتصالات، وفي جلسات عدة، تم ذكر الموضوع ذاته. ولكن كانت بطريقة فيها نوع من الوعي والإدراك، حتى ولو لم يتم تبني المسألة، وهذا ما أرى به طالما أن المسألة خلافية وللشيخ الحق أن يبدي الرأي الآخر الفقهي". فيما أبدى تحفظه "التام" على من أطلق عليهم "الطائفة التي لا تقبل الرأي المخالف في الرأي الفقهي"، مردفاً: "هذا أمر آخر، لا أقف عنده كثيراً، لأنه لا يوجد معها حوار شرعي، فهي تريد أن تأخذ بالفقه السائد، من دون مناقشة الأدلة. أما الذين يملكون شيئاً من فهم الأدوات؛ فأقول هذا رأي من الآراء المطروحة، وله أدلته ومستنداته. وأقول من باب الأمانة إن البعض صدم لاستماعه إلى هذه الأدلة لأول مرة، فليس هذا ذنب الشيخ، بل ذنب من كان يطرح الموضوع بوجهة نظر واحدة، من دون أن يقول إن ثمة آراء أخرى لها مستنداتها الشرعية ونصوصها الصحيحة". وأكد العمري في السياق ذاته، أن ما قاله الشيخ الددو "ليس من الفتيا، فالفتيا شيء وعرض الآراء شيء آخر. والبرنامج مبني أصلاً على عرض الآراء، مثله مثل كتب الفقه، ورفضنا الفكرة مع وجود أدلة خطأ، أو أن نأتي ونقول السائد الفقهي، أو الأدلة العمومية تقول كذا، فعلينا في أصول الفقه ألا نضرب الأدلة بعضها ببعض".