أكد إمام وخطيب المسجد الحرام السابق وإمام وخطيب مسجد المحيسن المعد من أكبر جوامع العاصمة، ومقرئ القرآن الشهير الشيخ عادل بن سالم الكلباني ضرورة التحام الدعاة بالشباب، واعترف أن الداعية إذا اشتهر انعزل عن الناس وغير جواله مرات ومرات، وأشار إلى «حساسية» بعض الدعاة من النقد، وان بعضهم لا يقبل إلا الثناء والمديح، ونفى أن تكون خطبه موجهة، وأكد أن وزارة الشؤون الإسلامية لم تطلب منه خطبًا معينة، ولا يأتيه منها إلا «التوجيهات العامة تجاه القضايا العامة»، ونفى أن يكون قائدا من قواد الصحوة، وقال انه أكثر من يعترف بأخطائه علانية، ولا يوجد احد لا يخطئ، وقال إن على هيئة كبار العلماء الكثير من المهام، وطالب بنظام مروري قوي وصارم يحفظ حقوق المرأة ويردع من يتحرش بها قبل الحديث عن المطالبة بقيادة المرأة للسيارة، وقال «لا فرق عندي بين أن تجلس المرأة خلف دركسون السيارة أو بجانبه المهم أن تحفظ لها كرامتها وحقوقها وعفتها» أدلى بهذه الآراء في حوار مع «الرسالة» فيما يلي نصه: * للشيخ عادل الكلباني رؤى وأطروحات قد نتفق أو نختلف معها.. ولكن هل يقبل أن يختلف معه كما يقبل أن نتفق معه؟ - لا بد من معايير وضوابط للطرح وهي المعايير الشرعية المنضبطة بضوابط الكتاب والسنة، ووفق هذه المعايير يكون الاتفاق والاختلاف، والذي يكون في الفروع والجزئيات، فالاختلاف يكون في الفروع والجزئيات والمساحة واسعة في ذلك بين العلماء والفقهاء وطلبة العلم، وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا ما جاء من عند الله وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن كلنا بشر لا احد فوق النقد، والكل يصيب ويخطئ ولكن يجب أن نلتزم بأدب الإسلام في الحوار ويحترم كل منا الآخر للأسف هناك من لا يقبل. الدعاة والنقد * هناك من يرى أن الدعاة يرفضون النقد؛ بل لا ينتقدون أنفسهم ويعتبرون أن من ينقدهم ينتقد الإسلام؟ - للأسف لدينا جميعا حساسية من النقد، فالناس العاديون لا يقبلون النقد وكذلك الدعاة، بل أي فئة من فئات المجتمع، وهذا أمر غريب فالإنسان لا بد أن يتقبل النقد إن كان هادفا، وفيه نية صادقة لإصلاح خطأ، أما انتقاد الدعاة فهناك فرق أن تنتقد داعية أو خطيبًا في أسلوبه او كيفية أدائه وبين أن تنتقد أمورًا دينية ثابتة وتناولها في خطبته، وفي نظري أن قبول النقد أمر ضروري إذا كان بهدف النصح والتقويم والإرشاد دون شطط أو تطاول أو خروج، والقضية ببساطة أن هناك من يأخذ الدين في جانبه النظري، فمثلا نجد من يرتقي المنبر ويخطب خطبًا عصماء عن سماحة الإسلام وكفالته للحقوق وانه يجمع بين الناس ويساوي بينهم في الحقوق، ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، ثم نجده يخالف ما يقوله وما يقرره الإسلام عند أول امتحان، وابسط ذلك قضية تكافؤ النسب التي رأينا أثارتها ووصلت إلى أروقة المحاكم، وترتب عليها ما ترتب من آثار اجتماعية، فماذا نسمي هذا؟ الرسول صلى الله عليه وسلم يقول «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه زوجوه» في معنى الحديث، وجميعنا يردد هذا الحديث ولكن أين هذا الحديث من قضايا تكافؤ النسب؟ الاعتراف بالخطأ * هل تنتقد نفسك كخطيب وداعية وإمام جامع يعد من اكبر وأشهر جوامع الرياض؟ وهل اعترفت انك أخطأت فعلا؟ - كثيرا ما قلت أنني أخطأت ولله الحمد، وليس بيني وبين نفسي فقط بل أقولها بطريقة علنية وليس عندي حساسية أو إشكال في ذلك، فكلنا يخطئ ويصيب وخير الخطائين التوابون، إن بعض خطبي التي خطبتها إذا سمعتها الآن أقول: كيف قلت هذا، بل أحيانا أسمع بعض خطبي التي خطبتها في مرحلة من المراحل واضحك على نفسي، لتغير الرؤى ونضج الأفكار ووضوح الأمور التي لم تكن واضحة على في ذلك الوقت. أزمة الخليج * أليست هذه الخطب التي راجعت نفسك فيها كانت في مرحلة هذا سمتها والتوجه الأغلب كان في هذا الوقت في هذا الاتجاه؟ - نعم قد تكون مناسبة للمرحلة التي كنا نعيشها في ذلك الوقت والتوجه العام والإسلامي، ولكن أحيانا قد يساق المرء في ظل توجه معين سائد، وأحيانا في وسط الفتنة قد لا يميز الإنسان الصواب بدرجة 100%، وهو ما حدث إبان أزمة الخليج، فقد التبس الأمر على الكثيرين، وبعد أن انقشعت الغمة بدأت الأمور تتضح وتنجلي. اقرأ الرأي * الرأي الآخر.. حتى من يعارض رأيك بل يناقضه هل تعترف به وتقرأه وتحترم قائله بغض النظر عن اتفاقك واختلافك معه؟ - من فضل الله علي أنني كنت وما زلت اقرأ الرأي الآخر قبل رأيي، وان كان فيه ما يقنعني بالدليل والمستند اعدل رأيي، واذكر أنني قرأت كتاب الجديع لأرد عليه، ثم بدأت عندي إشكالات صرت ابحث عنها وارجع للأدلة، وعندما بدأت ألزم الدليل الشرعي وجدت انه لا تعوزني الشجاعة أن اعترف بان رأيي كان خطأ واستفدت كثيرا في هذا من الشيخ زيد الزيد رحمه الله. ثقافة عامة * ولكن هناك من خطباء المنابر من لا يحبون إلا سماع المدح والثناء والإشادة؟ - هذه مشكلتنا وهي موجودة ونسأل الله العافية، فالبعض لا يحب إلا سماع «بارك الله فيك» و«نفع الله بك» بعد الخطبة، وهي جزء من ثقافة عامة قد تجدها حتى لدى بعض الكتاب، واعتقد انه من العدل أن نسمع ما لنا وما علينا وان تتسع صدورنا أكثر لبعضنا البعض. بند خاص * النقد والمراجعة الذي يوجه للشيخ عادل الكلباني هل فعلا يأخذ به ويقدره أم يسمعه و«شكرا»؟ - أقول لك ان لدي بندًا خاصًا في مخطوطاتي اسمه «بند النقد» أي نقد ولله الحمد اسمعه أو يسدى إلي أو اقرأه، أسجله وأوثقه في مخطوطاتي، وارجع إليه وان كان على حق آخذ به واعدل ما أخطأت فيه، واحتفظ بهذه الآراء التي أسديت لي. العاطفة والعقل دغدغة المشاعر والخطب الرنانة التي تعلي من شأن العاطفة من السمات التي تغلب على الكثير من المنابر وكان لها أثرها في التهييج والإثارة لدى بعض الشباب هل ما زالت مستمرة؟ دغدغة المشاعر أمر شرعي كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة تبوك فلا بد أن تكون العاطفة موجودة في الخطبة، ولكن لا بد أن يكون هناك توازن بين العاطفة والعقل، فعقل بلا عاطفة لا يصح والعكس أيضا، لا يمكن أن تكون الخطبة جامدة، وفي مرحلة سابقة قادتنا المشاعر الجياشة، وكان الدعاة تغلب على خطبهم دغدغة المشاعر، وكنا نردد كلام العلماء فكان الداعية يقول نفس الكلام الذي يقوله سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، الآن الوضع اختلف الشباب انفتح على العالم ويسمع هنا وهناك ويتعرف على الآراء المختلفة. قضية نظريات * وهل تغيرت آراء الشيخ الكلباني من مرحلة لأخرى، أي من مرحة «دغدغة المشاعر» و«الخطب العصماء» إلى مرحلة البحث عن الدليل؟ - الإنسان يتغير من مرحلة لأخرى ومن بيئة إلى أخرى بل الفقه قد يختلف في تناول مسألة من بيئة لأخرى، ولكن نحن مطالبون باتباع الدليل بغض النظر من القائل به، فإذا وجدت قولًا يخالف الكتاب والسنة اضرب به عرض الحائط، الدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحكمنا، وهو الذي نؤصل عليه في آرائنا وأقوالنا، للأسف لقد تربينا على أن القضية قضية نظريات لا واقعًًا يطبق، نجد من يتكلم عن حرية الرأي لكن نجد الرأي الذي يخالف يقمع وينبذ ولا يقبل، نحن نريد التغيير للأحسن لا للأسوأ وان نحترم الآراء المختلفة ما دامت تعتمد على الدليل. رأي فقهي معين * ولكن ما نراه الآن يا شيخ عادل أن هناك تطورًا وتنوعًا في الرؤى الفقهية في تناول القضايا؟ - هذا ما نريده وهو أمر مهم، فقد يكون الإنسان تربى على رأي فقهي معين، ولم يطرق سمعه رأي آخر، فربما يستنكر إذا سمع لأول مرة هذا الرأي الفقهي، فعليه ان يسمع الرأي المضاد ويستمع إلى الأدلة التي يقول بها صاحبه فان اقتنع عدل وغير أو ثبت على رأيه ان لم تقنعه الأدلة، وهو أمر لا إشكال فيه فالشافعي غير الكثير من آرائه الفقهية وقد يفتي المفتي بفتوى ثم يتضح له أدلة أخرى فيغيرها أو يعدلها بناء على بحث أو استيفاء أدلة لا عن هوى أو ضغوط اجتماعية أو أي شيء آخر. آراء العامة * إرضاء العوام، والسير وراء الرأي العام حتى لو كان على خطأ أليست هذه مشكلة وقع فيها بعض الشرعيين؟ - هذا خطأ وغير مقبول، المفترض أن ينطلق رأي الداعية من الكتاب والسنة بغض النظر عن آراء العامة الذين لا يفهمون الأمر أو يكون ملتبسا عليهم، ولكن أيضا يجب مراعاة أحوال الناس، ومن ثم فلا ينساق الداعية وراء مشاعر الجماهير ولا يصادمهم ويفهم ظروفهم وأحوالهم لأنه مطالب بإيصال دعوته للناس. التوجيهات والأوامر التي تصل إلى الدعاة والخطباء لتناول قضية معينة أو عدم الحديث في أمر معين هناك من يبالغ في الحديث عن هذا الأمر وفي المقابل هناك من يقلل منه.. الشيخ عادل هل فرضت عليك التوجيهات خطب معينة؟ - لم يفرض علي شيء، ولم يوجهني احد لشيء معين بذاته، ولكن في المناسبات العامة تأتي إرشادات للخطباء والأئمة، ووزارة الشؤون الإسلامية لا تتدخل في الخطب، ولا تأمر الخطباء بخطب معينة، ولكن التوجيهات تكون إرشادية تجاه القضايا العامة. مسلك الدعاة * الخطاب الدعوي الموجه للشباب في ظل هذا الخضم من التغيرات الفجائية وثورة الاتصالات هل استطاع أن يستوعب هؤلاء الشباب؟ - أقولها بكل صراحة الدعاة يبتعدون عن الشباب ولا يقتربون منهم ومن مشكلاتهم ومن التحديات التي تواجههم، وهذا أمر خطير ولا بد من تداركه، يجب أن نكون قريبين من أبنائنا الشباب ونفتح صدورنا لهم ونستمع إليهم، ونتفهم ظروفهم ونأخذ بأيديهم، وأقول اتصل بأي داعية إن كان يرد على اتصالك الهاتفي أم لا؟ للأسف الكثيرون لا يردون على جوالاتهم ولا على الأرقام التي لا يعرفونها، فأين يذهب الشباب ومن يسأل الشاب إذا التبس عليه أمر من الأمور. ابتعاد الدعاة * لماذا هذا الابتعاد ولماذا عدم التواصل بين الدعاة وبخاصة المشاهير منهم والشباب؟ - أنا قلت أكثر من مرة كلما اشتهر الداعية انعزل عن الناس وصعب الوصول إليه، فلا يرد إلا على من يعرفه، ولا يعطي وقتا للشباب. * كنت في مرحلة معينة ممن يقودون شباب الصحوة ويؤثرون فيهم ويعبئونهم تجاه قضايا معينة وممارسة «التسخين» وانزلق بعض من هؤلاء في أعمال دفعوا ثمنها غاليا كيف ترى هذه المرحلة؟ - أنا لا أعتبر نفسي قائدًا لا في السابق ولا في اللاحق، أنا داعية إلى الله واسأل المولى عز وجل أن التزم بالحق ونعمل به ونبينه للناس من قبل والآن وما دمنا على قيد الحياة. خصوصية المراحل * ولكن مراحل الدعوة وخطابها اختلف عن السابق؟ - لكل مرحلة سمتها وخصائصها وظروفها ومحدداتها، وفعلها المناسب وبالنسبة للمتغيرات قد يكون لك رأي صحيح في وقت، ثم يختلف عنه في وقت آخر، وقد تتخذ قرارا اليوم ثم يكون هذا القرار خاطئًا 100% في وقت آخر أو في ظروف أخرى، ولنرى سماحة الشيخ ابن باز في قضية من القضايا ثم ننظر له الآن، قد يكون اختلف أو تغير بتغير الظروف، وهنا لا نقول الشيخ اخطأ أو غير ولكن الظروف هي التي تغيرت وفرض واقعًا جديدًا. لا تحاسبني * وخطبك التي خطبتها من عشرين سنة هل تغيرت الآن؟ - لا تحاسبني على ما قلته خلال عشرين سنة، الأوضاع تغيرت والظروف تغيرت، بل القضايا تغيرت، قد يكون هناك أخطاء كبيرة وقع فيها «البعض» في السابق، وهناك من دفع الثمن لمواقف معينة، وهناك من لم يدفع اي ثمن بل دفع ثمنها الأتباع من الشباب، فهناك شباب قتلوا، وشباب انتكسوا، وهناك من تحولوا نسأل الله العفو والعافية. لا والله * انتقدت بعض الدعاة وأخذت عليهم بعض المواقف وأنهم اخطأوا هل لديك حساسية تجاه من انتقدتهم؟ - أبدا والله أنا اقدر وأحب الجميع، وكلهم إخواني وأحبابي، وكل من تسنم سنام الدعوة أنا اقدره واحترمه، ولا أتكلم عن الشخص كشخص، ولكن عما قد يكون وقع منه من أخطاء، ويجب علينا ألا ننظر للدعاة بعين التقديس ولكن بعين التقبيل، إذا اخطأ اي منهم ينصح ويظهر له خطأه. مهم جدا * هناك فرق بين خطأ الداعية وبين أخذه برأي فقهي أليس كذلك؟ - هذا أمر مهم جدا فالخطأ الذي قد يقع فيه البعض لا بد أن يصحح، إما أن نخلط بين اخذ الداعية برأي فقهي معتبر وله أسانيده وقد يخالف البعض الآخر فهذا أمر لا بد توضيحه، فعلينا أن نحترم التنوع الفقهي، ما دام للرأي الفقهي سنده وأدلته من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونحترم الرأي الفقهي وبخاصة في قضايا المرأة وقضايا النوازل. المرأة والسيارة * قيادة المرأة للسيارة فيها رأي من هيئة كبار العلماء من سنوات طويلة وهناك من يطلب إعادة النظر فيها فما رأيكم؟ - منذ عشرين سنة خطبت خطبة اذكر أنني قلت فيها لا إشكال عندي في قيادة المرأة للسيارة ولكن بالشروط والنظام، النظام الذي يحفظ للمرأة مكانتها وقدرها واحترامها، لا بد من نظام مروري يمنع التحرش بها، هناك في دبي نظام مروري، وفي البحرين نظام مروري والمرأة تقود السيارة هناك، نريد نظامًا مروريًا رادعًا لمن يحاولون التحرش بالمرأة، فليست المشكلة أن تكون المرأة خلف دركسون السيارة او بجانب الدركسون، المشكلة في وجود نظام يردع من يتحرشون بالنساء، اذهب إلى بعض الشوارع أو بعض المناطق وترى كيف يقف الشباب يتحرشون بسيارات فيها نساء ويرقمون أو يلقون بالأرقام على سيارات نقل الطالبات، واذهب إلى أي مركز لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واطلع على قضايا التحرش بسيارات تقل معلمات أو طالبات أو بها نساء.. قضايا المرأة * هل تعتقد أن الكثير من قضايا المرأة نؤجلها أو نؤجل البت فيها؟ - نعم هناك الكثير من القضايا الخاصة بالمرأة التي نؤجل البت فيها، وكان لي برنامج عن المرأة تناولت فيه الكثير من هذه القضايا، وتعرضت لتعدد الآراء الفقهية والتنوع الفقهي فيها، فهناك قضايا فيها آراء مختلفة وكلها معتبرة ولها أدلتها ويجب علينا مناقشة الأدلة، فما هي المشكلة أن يكون للعالم أو الفقيه رأي ويكون لآخر رأي آخر في المسألة وكل له أدلته وأسانيده، ولكن بعض العلماء يحافظون على منهج معين، ونحن كنا في فترة من الفترات كان شبه محرم فيها أن تقرأ لغير أئمة الدعوة، حتى كتاب «التوحيد» للشيخ محمد بن عبدالوهاب هو فقط الذي تقرأه ولا تقرأ لغيره، لم نكن نطلع على الرأي الآخر في الفقه، لم نكن نسمع أو نقرأ إلا رأي الحنابلة في مسألة كشف الوجه بالنسبة للمرأة، بل كان يظن البعض منا أن الأمة كلها على هذا الرأي «عدم كشف الوجه» ثم تبين لنا أن هناك آراء فقهية أخرى ولا يمكن أن نتهم ابن قدامة وابن عبدالبر بالجهل، ولكن قد نؤيد آراءهما أو لا نؤيدها هذا شيء آخر. تنوع الآراء * وهل الاطلاع على الآراء الفقهية الأخرى كان سببا في بعض المشكلات عند طرح آراء فيها تنوع فقهي؟ - الآن نحن قرأنا في التوحيد وفي الفقه لآخرين، ووجدنا أن هناك تنوعًا، فنحن الآن نعيش في انفتاح، وعموما الاجتهاد مطاط وفيه مسائل كثيرة مختلف فيها، أما أن تقلد الشيخ ابن باز او ابن عثيمين فقط وإذا قلدت النووي أو ابن حجر يكون هناك إشكالات، اعتقد المسألة فيها نظر، فهل يلزم أن أقلد إمامًا معينًا فقط دون آخر؟ وإذا قلدت إمامًا آخر هل أصبح مخالفا للشريعة؟ كثير من الناس مقلدون ونحن في نهاية المطاف نقلد الصحابة ونقتدي بهم، ولن نخرج عن سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا السلف الصالح عليهم رضوان الله، فالشيخ ابن باز عالم، والشيخ عبدالله بن بيه عالم، والشيخ ابن منيع عالم، والشيخ الجبرين عالم، كلهم علماء يقدرون ولهم مكانتهم وعلمهم ولكل اجتهاده ولا يجب علينا التحجر عند رأي فيه سعة وتنوع. اسأل الدعاة * هل تعتقد أن كلام الدعاة المشاهير صار بحساب؟ - اسألهم لماذا لا يردون على من يتصل بهم من الشباب، بالمقارنة ما رأيت أسهل من الوصول إلى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله، في أي مكان يسهل الوصول إليه وبيته كان مفتوحًا، مكتبه كان مفتوحًا، في المسجد تصل إليه في أي مكان تصل إليه وتسأله وتستفسر منه ويجيبك. الدعوة والتجارة * بعض الدعاة ليس لديهم وقت الآن فمنهم من تحولوا إلى «التجارة» و«البيزنس»؟ - هناك البعض الذين تحولوا إلى البزنس والتجارة، ولكن هذه ليست دعوة، علينا تسمية الأشياء بأسمائها الدعوة دعوة، والتجارة تجارة!! * هل يقلقك تحول «بعض» الدعاة إلى «البزنس»؟ - هذا أمر مقلق جدا، اعتقد انها ظاهرة خطيرة، وقد كتبت مقالا لم انشره حتى اليوم أشرت فيه إلى ظاهرة تشرط الداعية عندما توجه له دعوة لإلقاء محاضرة، فيشترط أن تكون التذكرة له وللمرافق درجة أولى، وان تكون إقامته «سويت» في فندق خمس نجوم هو وزوجته، وغرفة للمرافق وسيارة «بانوراما» لتنقلاته من المطار للفندق ولمكان المحاضرة ومبلغ 10آلاف ريال نظير إلقاء المحاضرة، وعندما يبدأ إلقاء المحاضرة المسجد يتحول إلى استديو، وممنوع لأي شخص أن يسجلها إلا شخص واحد المعتمد من طرف الشيخ، ليباع بعد ذلك الشريط بمبلغ وقدره، أليست هذه تجارة و«بيزنس»، أين هؤلاء من التجار الذين نشروا الإسلام، ومن عثمان الذي جهز جيشا بمفرده وهو جيش العسرة، انها أمور تحتاج إلى مراجعة، حتى بالنسبة للقضايا التي يطرحها البعض في محاضراتهم في حاجة إلى مراجعة، فهناك من يتحدث ويستغرق في الحديث عن «التعدد» ويؤكد انه سنة، ولا احد يقول غير ذلك، ولكن هل التعدد فقط سنة وندعو إليه ونسهب القول فيه وباقي السنن ليست سنة؟ عناصر جديدة * ما طبيعة علاقاتك بهيئة كبار العلماء؟ وما رؤيتك للتنوع المذهبي في تمثيلها؟ - علاقاتي بالعلماء ممتازة ولله الحمد، فنحن نجلهم ونقدرهم وننزلهم منزلتهم، ودخول عناصر جديدة في الهيئة مكسب كبير، وهم يقومون بدورهم المنوط بهم وفقهم الله لكل الخير، والمتوقع منهم الكثير وما يليق بهم وبمكانتهم. أنا كما أنا * الكثيرون من الدعاة والمشايخ طرأ عليهم تغيير مادي اثر في نمط حياتهم من رغد العيش، فما الذي طرأ على الشيخ الكلباني؟ - الحمد لله أنا كما أنا، لا تغيير ولكن أنعم بالستر، والحمد لله لا ملايين ولا «بيزنس» ولم أتحول إلى تجارة ولا أي شيء أقوم بدوري المنوط بي، ولا ابتغي سوى مرضاة الله وحسن الخاتمة. * هل تخشى الاطلاع على حسابك البنكي؟ - لا أخاف.. ولا أخشى الاطلاع على حسابي في البنك وكما أكدت لك لست تاجرا ولا «رجل بيزنس». * الم تتحول للبزنس يا شيخ وتسجيلاتك وأشرطتك القرآنية وخطبك في معظم المكتبات الإسلامية؟ - لم أتحول للتجارة ولم أتقاض عنها شيئا ولي الشرف أن يطلع احد على حسابي. * كيف ترى دور الدعاة الجدد على الساحة الآن وبخاصة أنهم يملكون ناصية التقنية الحديثة التي توصلهم لشرائح مختلفة؟ - لا اعرف عن الدعاة الجدد.. ولا أتابع نشاطهم.. ولكن هناك من يستخدم شكلًا معينًا وسمتًا معينًا في الظهور للجمهور، وأنا أؤكد على سمت ومظهر الداعية لأنه يمثل صورة الإسلام لدى الناس.